يعرف البطرك الراعي أنه ولو ألقى ألف خطاب وأجريت معه مئات المقابلات التي يذكر فيها سلاح حزب الله وتدخّلَ حزب الله في سوريا، لن يرفّ لمقاوم في حزب الله جفن. فهذا المقاوم وأهله الذين عانوا على مدى وجود الكيان الصهيوني في فلسطين ما لم يعانه البطرك ولا أحد من أهله، والذين فقدوا أعزاءهم وممتلكاتهم وتعرضوا للتهجير من قراهم مرات عدة في الجنوب والبقاع الغربي، مما لم يلمّ بالبطرك ولا بأحد من أقاربه ربما، والذين كانوا يمنعون من الاقتراب من أراضيهم وأرزاقهم بسبب تهديدات العدو بينما كان غيرهم ينعم - ولاحسد - بجمال أرضه وفيض رزقه، لن يعودوا إلى الوراء أبداً، لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ولأن الذي ذاق مرارة الحياة، وشعور التشرد لن يسمح لأي كان بأن يحتل أرضه من جديد، ولأن الشاب الذي سيسلم سلاحه لأي كان - لأي كان يا بطرك - سيلعنه ابوه، وتتبرأ منه أمه، وسيبصق عليه التاريخ.

أما سوريا، فالقول فيها منقلب عليك، تعلم ذلك يا بطرك ويعلمه جعجع وآل الجميل، وغيرهم كثيرون، ويذكرون بعضه في مجالسهم الخاصة، ويوشوشون به بعض أصدقائهم من  8 آذار، معترفين بفضل حزب الله في حماية لبنان من الشرق والشمال، بعد أن حماه من الجنوب، ومقرين بأنه لولا دخول حزب الله إلى سوريا لقتال الإرهابيين لكانوا الآن يسرحون ويمرحون، لا في المناطق التي ستكون المقاومة كفيلة بحمايتها ولا شك، وإنما في المناطق التي تعيش فيها أنت وغيرك من المعترضين على سلاح المقاومة براحة بال.

المصدر: شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع