ما زال الفيلم الإيراني “معركة الخليج الفارسي2” يلقى صدى كبيرًا بوسائل الإعلام الغربية منذ بدء عرضه على شاشات السينما، بعد أن تناول ما ستجنيه الولايات المتحدة الأمريكية إذا فكرت في الدخول في حرب ضد إيران، خصوصًا في ظل توتر العلاقات بين البلدين بعد تولي ترامب قيادة أمريكا، والطبيعية الصدامية في التعامل مع الغير، خاصة بعد إدراج إيران على قائمة الدول التي يمنع سكانها من دخول الولايات المتحدة.

تدور أحداث الفيلم، الذي تبلغ مدته 88 دقيقة، حول قيام الولايات المتحدة الأمريكية بمهاجمة محطة نووية إيرانية، إضافة إلى عدد من المواقع الاستراتيجية الأخرى، حيث قامت قوات الحرس الثوري الإيراني برد صادم ضدها، من خلال تعرض كل السفن الأمريكية لضربات الصواريخ الإيرانية، كصاروخي سجيل وشهاب؛ لينتهي الفيلم بالانهيار الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية وتدميرها بشكل كبير وانتصار إيران على خصومها الغربيين.

مخرج العمل فرهاد عظيمة قال إن توقيت عرض الفيلم جاء بالصدفة، خصوصًا وأنه تم الإعداد له منذ أربع سنوات ماضية قبل توقيع الاتفاق النووي الإيراني في يوليو 2015، والذي بمقتضاه تنازلت إيران عن جزء من برنامجها النووي مقابل رفع جزئي للعقوبات المفروضة عليها.

وأشار إلى أن الفيلم تكلف 10 مليون ريال إيراني (حوالي 308 آلاف دولار)، وأنتج بالكامل في ستديو فاطمة الزهراء، مضيفًا أن إحدى الشخصيات الرئيسية في العمل مستوحاة من قائد “فيلق القدس” الجنرال قاسم سليماني، مرجعًا السبب في ذلك إلى شخصيته القوية ونفوذه الشعبي في إيران.

وفي تصريحات لـ “رويترز” قال عظيمة: “هوليوود أنتجت الكثير من الأفلام ضد إيران، وهناك الكثير من ألعاب الكمبيوتر التي يهزم فيها جنود أمريكيون بلادنا. هذا الفيلم هو رد على هذه الدعاية. وبالرغم من الموارد الهائلة المتاحة في هوليوود، فإن استوديو فاطمة الزهراء للرسوم المتحركة به فريق صغير، ويعمل بميزانية محدودة، ولم يتلقوا أي تمويل من الحكومة، وليسوا مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني”.

أما المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فقال في تصريحات له خلال الشهر الجاري إن بلاده بحاجة لاستعراض قوتها؛ لردع أي عدوان، مضيفًا: “إن أظهرنا ضعفًا، فسيجرؤ العدو على مهاجمتنا. القاعدة العامة تقول إذا أردت منع أي هجوم من العدو، عليك أن تتجنب إظهار أي ضعف”.

وسائل الإعلام العالمية سلطت الضوء بشكل كبير على الفيلم منذ عرضه، حيث قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إنه على ترامب استيعاب السياسة الإيرانية التي تنطلق من عزلة إيران الدولية لعقود وعزلتها عن محيطها الجغرافي عقائديًّا وفلسفيًّا وثقافيًّا، مطالبة الدولتين بضرورة إبقاء الاتفاق النوي الإيراني كما هو قائم دون خرق له، أما صحيفة “واشنطن بوست” فوصفت مخرج الفيلم بالذكي؛ لاختياره سليماني قائدًا للمعركة، الأمر الذي يثير حماس الشباب الإيراني عندما يجد أمامه نموذجًا كهذا، فيما ركزت “الجاردين” على تزامن عرض الفيلم مع اختبار إيران مؤخرًا للصواريخ البالستية.

المصدر: البديل