مرّ عامان وما زالت الهمجية الصهيوسعودية تبحث في ارتكاب المجازر عن ماء وجه تحفظه لتعلن انتهاء حربها على اليمن. مرّ عامان، واليمن ما زال الجريح الصامد العزيز، الذي يقاتل اعتى الاسلحة وينتصر في كل مرة. مر عامان وصدى الخنجر اليمني اذ صاح "سلم نفسك يا سعودي.. انت محاصر" يتردد حرا صداحا فيما يتجلى الجبن والنذالة السعودية في خوض المعركة بالطائرات وتحاشي المواجهة، تماما كما فعل ويفعل الصهاينة في حروبهم، وذلك لسبب واحد، يقين السعودي كما يقين الصهاينة، بالخسارة والذلّ ان واجه مقاتلي اليمن واحراره.
مر عامان، وصارت اخبار اليمن تمر عابرة في نشرات الاخبار، ان مرت. تماما كما حال فلسطين واخبارها. فالاعلام، الذي اختار صف القاتل وصف الممول، والعاجز عن قول الحقائق ونشرها، لا يتوانى ولا يخجل من اختلاق اكاذيب يموّه من خلالها، عبثا، خساسة آل سعود والمتحدرين من تلك السلالة الملعونة، سواء تحدروا منها بالسياسة او بالارتزاق او بالبيولوجيا المشوهة.
مر عامان اذن، وها هو البطل الحوثي يزداد صلابة لأن الحق معدن اصيل والحرب للحق من شيم اولاد الاصول. هذا ما لم ولن يفهمه اولاد المقاهي الغربية والحانات ومتاجر المواقف والبشر.
في اليومين الماضيين، وبمناسبة اكتمال العامين على بدء الحرب على اليمن، شاهدنا صورا كثيرة تؤرخ لهذه الحرب وتترك لذاكرة الزمن القادم بعضا مما حدث ويحدث. وهي صور حقيقية تعكس حقيقة نتمنى لو انها لم تكن. هنا طفل سرقته المجزرة وهنا امرأة خبأت اخر الضمات لطفل لن يعود فهوت نصفين من شهادة وفراق. وهنا الوجع يلف جسدا هزيلا كما لو يود ان ينسيه ما حل به. ومشاهد كثيرة احتلت القلب. الا اننا، بإطار الواجب الاخلاقي والسياسي والانساني، وبإطار مناصرة الحق ولو بكلمة، علينا ان لا نضيء على الجانب الاشد وجعا وكل الجوانب موجعة. من حق كل مقاتل ومقاوم وشريف يمني علينا، ان ننحني لعظمة المقاومة التي يخوضها بكل ما اوتي من ثقة بالحق وبكل ما اوتي من حب وبكل ما اوتي من شجاعة. تلك الصورة المشرقة هي الصورة التي تثير الرعب في نفوس المسعورين من "المرتزقة" الذين يخوضون من فوق الغيمات ابشع انواع القتال، ويعوضون عجزهم عن المواجهة بارتكاب اكبر عدد من المجازر. هؤلاء، قد يرغبون، بشكل او بآخر ان تكون الصورة اليمنية اليوم هي صورة الجرح، وان يكون الصوت اليمني هو صوت الانين. ولا يمكن ان ننكر ان الجرح موجود ويلتهب، وان الانين صدى الوجع. لكن ثمة صورة اخرى، رغم الجرح براقة، ورغم الانين تزلزل بالصاروخ وبالرصاص وبالخناجر عروش الطغاة..
مر عامان، مرّان كالعلقم، حزينان وموجعان، الا انهما، رغم المرارة ورغم الحزن والوجع، كرّسا حقيقة بهية، وواقعا ملموسا لا يقوى البارود المنهمر من الطائرات فوق رؤوس الاطفال على تغييره، اليمن، برجاله انتصر وينتصر، لأن الحق يعلو ولن يسقط، ولن يترنح ولن يتردد ولن يتراجع.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع