في ضوء التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن قلق يساور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من النزعة الجدية للرئيس الأميركي دونالد ترامب للتدخل في العملية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بما يدفع إسرائيل إلى تقديم تنازلات، يبدو أن تل أبيب نفسها تعد ملفاتها لوضعها على طاولة محادثاتها مع زعيم البيت الأبيض الذي سيحل ضيفاً عليها الأسبوع المقبل.

وعرضت صحيفة «جيروزالم بوست» أمس لأبرز خمسة مطالب توقعت أن تكون محور البحث بين نتنياهو وترامب، هي، أولاً: إبقاء الضغوط على إيران، وعلى رأسها إبقاء العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية. فإسرائيل، بحسب الصحيفة، لا تريد أن يجري تحرير أموال إيرانية تتيح لطهران التدخل أكثر في سوريا ولبنان وغزة، الأمر الذي من شأنه أن يشكل خطراً على أمنها، وهي ترغب في «أن تكون على الموجة نفسها مع الإدارة الأميركية في ما يتعلق بالضغط المستمر على إيران للحد من تطويرها للصواريخ البالستية ودعمها للإرهاب». المطلب الإسرائيلي الثاني من ترامب يتعلق بالساحة السورية، وهو ينقسم إلى جزأين: الأول هو الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، والثاني تأكيد ضرورة أخذ المصالح الأمنية لإسرائيل بالاعتبار في أية صفقة محتملة يجري التوصل إلى مع روسيا بشأن سوريا. وبشكل خاص، تحرص إسرائيل على تأكيد عدم بقاء أي وجود عسكرية لحزب الله أو إيران في سوريا في نهاية الحرب. ثالثاً، ستطلب إسرائيل من ترامب العمل على الإيفاء بوعده الانتخابي بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس، وذلك، كما عبّر نتنياهو قبل يومين، «من أجل تبديد الوهم الفلسطيني بأن القدس ليست عاصمة إسرائيل». رابعاً، تعزيز الاستيطان وحماية مصالح إسرائيل في المفاوضات مع الفلسطينيين، حيث ستسعى إسرائيل، وفقاً لـ«جيروزالم بوست»، إلى إقناع ترامب بصعوبة التوصل إلى اتفاق على أساس المطالب الفلسطينية المتعلقة بالحدود وحق العودة والقدس. وفي هذا السياق، ستصر إسرائيل على أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية منزوعة السلاح، وستحاول أن تحرز ضوءاً أخضر من الرئيس الأميركي للبناء في كل القدس، وكذلك داخل الكتل الاستيطانية الكبرى. خامساً، ستطلب إسرائيل من ترامب ضمان الحفاظ على التفوق العسكري النوعي في المنطقة، خصوصاً في ظل التقارير التي تحدثت عن صفقات أسلحة ضخمة يتوقع أن تبرمها واشنطن مع الرياض في خلال زيارة ترامب للسعودية. وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل، التي تؤيد الدعم العسكري الأميركي للسعوديين ودول الخليج الأخرى، «تجري محادثات مستمرة مع البيت الأبيض والبنتاغون حول سبل ضمان احتفاظها بتفوقها النوعي في المنطقة».
وأشارت الصحيفة إلى أنه في سياق هذه المحادثات، تبحث إسرائيل مع البنتاغون خطط إنفاق المساعدات العسكرية التي أقرتها إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما لتل أبيب وتبلغ قيمتها 38 مليار دولار. وترغب إسرائيل في تسييل هذه المساعدات على شاكلة مروحيات نقل عسكرية وذخائر ذكية والمزيد من طائرات «أف 35»، إضافة إلى مجموعة مختلفة من الأسلحة والأنظمة الاستخبارية.

المصدر: محمد بدير - الأخبار