حسم حزب الله مبكرا كل الجدل الانتخابي والحديث عن تحالفات انتخابية وسياسية جديدة. وجدد ثوابته في تبليغ واضح ومباشر لحلفائه منذ ايام فقال لهم بالفم الملآن: نعم نحن ملتزمون تحالفاتنا السياسية مع حركة امل والتيار الوطني الحر وتحالف احزاب 8 آذار بكل مكوناتها الطائفية والمذهبية والوطنية، ونحن ملتزمون بتحويل هذه التحالفات السياسية الى تحالفات انتخابية في كل لبنان.


وامس الاول وخلال حفل تأبيني لوالد الوزير محمد فنيش في بلدة معروب الجنوبية وتزامناً مع انعقاد جلسة مجلس النواب لاقرار قانون الدوائر الـ15 النسبي، اعلن نائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم فحوى بعض الدراسات الانتخابية التي اجراها الحزب منذ فترة وخلصت الى امكانية حدوث تغييرات على الخريطة السياسية اللبنانية. وخصوصا ان القانون النسبي الجديد ارسى معادلة جديدة ويسمح لكل لبناني ان يكون مشاركا ومساهما في تكوين البرلمان الجديد اما ترشحا او اقتراعا. وفي هذا النظام لكل صوت حقه ولا يمكن تجيير الاصوات ولا يمكن ان يكون بعد اليوم لا بواسط ولا محادل ولا لوائح معلبة رغم التخوف من ان يلعب «المال سياسي» دوره كما فعل في العام 2009 ورغم ان بعض الخبراء يقللون من فاعلية الرشى الانتخابية وغياب امكانية التزوير.


واشار الشيخ قاسم الى ان في ظل القانون الجديد لن تبقى الخريطة كما هي فالكتل الكبيرة قد تخسر من نوابها بين نائبين وخمسة وبين خمسة او عشرة نواب. وقد تبرز كتل صغيرة لم تكن موجودة بين نائبين او ثلاثة وقد يستعيد الشيعة كما المسيحيون «النواب العياري» والذين يمثلون وديعة لدى «تيار المستقبل» في بيروت وزحلة والبقاع الغربي. ويعتقد قاسم كما حزب الله ان بعد انتخابات ايار من العام 2018 يصبح الحديث عن تحالفات جديدة او نشوء تكتلات اخرى غير 8 و14 آذار واقعيا اكثر، فالنتائج ستحدد الرابح والخاسر ومن خسر اكثر او ربح اقل والعكس صحيح. والنتائج ستحدد كيفية تكوين السلطة رغم ان حزب الله وامل وتحالف 8 آذار لا يرون امكانية الحكم الا بالتفاهم نظراً للتوازنات الدقيقة التي كرستها مفاوضات القوى الاساسية التي افضت الى انتخاب ميشال عون رئيسا والاتيان بسعد الحريري رئيساً للحكومة وباقرار قانون الانتخاب الجديد.


ويرى حزب الله ان حسن ادارة المعارك الانتخابية وكيفية اختيار المرشحين اهم بكثير من التحالفات او التفاهمات الانتخابية. وتقول اوساط بارزة في 8 آذار وعلى صلة يومية بملف احزاب 8 آذار ان القوى السنية في تحالف 8 آذار وخصوصا «البيارتة» منها تأخذ على حزب الله وامل عدم «الوقوف على خاطرهم» ومحاباة تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري منذ العام 2005 وخصوصا في بيروت لا سيما بعد تسوية الدوحة في العام 2008 وعدم دعمهم «كما يجب» انتخابيا في انتخابات العام2009 . وفي هذا السياق تؤكد الاوساط ان حزب الله ابلغ حلفاءه والسنة خصوصا انه ملتزم بتحالفاته السياسية وتحويلها الى تحالفات انتخابية في كل لبنان وانه ليس في وارد عقد تفاهمات انتخابية لم يحن اوانها بعد وان من المبكر الحديث عنها فلكل منطقة خصوصيتها. وهو مثلا لا يستطيع ان يؤثر في معركة البترون والشمال وزغرتا وعكار وحيث هو متحالف مع التيار الوطني الحر والمردة لا يمكنه ان يتحالف انتخابيا مع القوات او المستقبل وفي بيروت وصيدا لن يتفاهم مع المستقبل على حساب سنة 8 آذار. ولكن المطلوب حسن ادارة المعارك الانتخابية فلا يمكن مثلا في بيروت ان يترشح 20 سنيا من سنة 8 آذار على 6 مقاعد سنية في مقابل المستقبل الذي يخوض المنافسة بلائحة واحدة من 6 مرشحين متجانسين ومتماسكين فالاساسي هنا ان تتحالف كل القوى السنية في 8 آذار وفي المجتمع المدني وبلائحة واحدة متجانسة ومن مرشحين لهم حيثية انتخابية كي يكون لهم حظوظ بالفوز.

المصدر: علي ضاوي - الديار