أظهرت دراسة أجريت مؤخرا أن الأصوات في صالون السيارة تقلل إلى حد بعيد من قدرة السائق على التركيز وتحد من سرعة ردة فعله.
وأوضح، أولريخ بومبر، أحد معدي الدراسة أنه "غالبا ما نسمع أصواتا دون أن ننتبه إلى مصدرها، مثل الموسيقى في صالون السيارة، أو شخص ما يتحدث إلى أصدقائه في حفلة ما". وقد تساءل العلماء عن تأثير ذلك على عمل الدماغ.
وقام الباحثون بمحاكاة محاولة الإنسان لعزل مصدر واحد للصوت على خلفية أصوات جانبية أخرى. وأجروا تجربة بمشاركة 19 شخصا بجعلهم يجلسون أمام 3 مكبرات صوتية، داخل غرفة عازلة مظلمة. وطلبوا منهم متابعة أصوات صادرة عن مكبر صوت واحد فقط وإهمال الأصوات أخرى.
وعند ذلك كان يجب على المشاركين التركيز إما على مصدر الصوت الرئيس، أو على أحد مصادر الصوت المهملة. وهناك كاميرا خاصة تابعت اتجاه نظر كل مشارك في التجربة، بينما سجل جهاز التخطيط الكهربائي تقلبات نشاط أدمغتهم.
واتضح أن سرعة رد الفعل تتباطأ كثيرا إذا تم النظر في اتجاه مغاير لمصدر الصوت، وعند ذلك يزداد نشاطالدماغ إلى حد كبير. وهذا يعني أن الدماغ يحاول، بصعوبة، التغلب على عدم تطابق الانتباهين السمعي والبصري.
وقالت الباحثة، ماريا تشيت، المشاركة في الدراسة، إن "من المثير للدهشة أن انحراف النظر بضع درجات عن مصدر الصوت، يؤثر بهذا القدر على نشاط الدماغ. نعتقد أن الدماغ مبرمج على التطابق بين الانتباهين السمعي والبصري. أما مخالفة هذا السيناريو فيجبره على بذل مجهود أكبر. فلدينا اعتقاد بأننا يمكن أن نستمع إلى صوت بينما ننظر في الوقت نفسه في اتجاه آخر. إلا أن ذلك مجرد وهم".
وقالت تشيت إن الظاهرة التي اكتشفتها مع زملائها قد تؤثر سلبا على أداء المهام التي تتطلب تركيزا فائقا، وردود فعل سريعة. حيث يتأثر بذلك، بالدرجة الأولى، السائقون الذين يستمعون إلى الموسيقى أو الراديو أثناء قيادة مركباتهم.