تشهد القاهرة خطّ تواصل غير مباشر بين العدو الإسرائيلي و«حماس» لتحريك ملف الأسرى. تتردد إسرائيل في السير في «صفقة المعلومات» وسط خوف بنيامين نتنياهو من الثمن الذي سيدفعه لاحقاً على الصعيد السياسي الداخلي
رغم كل الأجواء السلبية والنفي الذي عبّر عنه وزراء في الحكومة الإسرائيلية في الأيام الماضية، بشأن ما يتعلق عن قرب إتمام «صفقة معلومات» (تعطي «حماس» بموجبها معلومات مقننة عن مصير الجنديين الإسرائيليين الأسيرين: هدار غولدن وشاؤول آرون، اللذين أسرتهما خلال حرب ٢٠١٤ على قطاع غزة مقابل إطلاق سراح معتقلي صفقة شاليط، بجانب أسيرات وأطفال)، أكدت قيادات في الحركة أن اللقاءات التي جرت في العاصمة المصرية القاهرة خلال اليومين الماضيين، مع النائب العام لـ«كتائب القسام» مروان عيسى، والقيادي روحي مشتهى، كانت «إيجابية جداً على كل الصعد».
وتندرج زيارة عيسى ومشتهى للقاهرة، التي انتهت بعودة الوفد الحمساوي أمس إلى غزة، في سياق الحديث عن قرب إتمام المرحلة الأولى من صفقة تبادل المعلومات، وفق المصادر التي تحدثت إلى «الأخبار».
وذكرت هذه المصادر أن «الاتصالات غير المباشرة مع العدو لا تزال مستمرة عبر الوسيط المصري، ولم يطرأ أي جديد في ما يتعلق بعملية التفاوض»، مضيفة أن «العدو يماطل في بدء المرحلة الأولى (تبادل معلومات مقابل إطلاق سراح أسرى) من عملية التبادل لمعرفته أنه بمجرد مباشرته بها، فإنه مجبور على الانتقال إلى المرحلة الثانية حيث سيكون الثمن مرتفعاً... و(رئيس حكومة العدو بنيامين) نتنياهو خائف من الضغوط السياسية التي قد يتعرض لها داخلياً».
وعن طبيعة الثمن، قالت: «مقابل جلعاد شاليط أخرجنا ألف أسير، مقابل ٤ أسرى إسرائيليين يمكننا إخراج ٤ آلاف أسير». كذلك، ذكرت قيادات في الحركة أن اللوائح المتضمنة أسماء الأسرى، التي تنوي «حماس» إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال في الصفقة النهائية، باتت شبه جاهزة.
على الجانب الإسرائيلي، استمرت المقالات التحليلية لما نشرته «الأخبار» السبت الماضي، من اقتراب «حماس» وتل أبيب من إتمام «صفقة معلومات». وتفاوتت ردود الفعل الإسرائيلية بين رافض للثمن الذي يجب دفعه، مثل رئيس حزب «البيت اليهودي»، وزير التربية، نفتالي بينت، وبين النفي للمعلومات مثل وزيري الأمن أفيغدور ليبرمان والأمن الداخلي جلعاد أردان.
فبينما قال بينت، إنه «يُحظر علينا إطلاق سراح المخربين الذين هم على قيد الحياة مقابل جثث جنودنا... يجب علينا زيادة الضغط وإلحاق ضربة بحماس بحيث لا يظل من المجدي لها أن تحتجز الجثث، إذ يجب أن تشكل عمليات الخطف عبئاً وليس كنزاً»، رأى ليبرمان أن ما نشرته «الأخبار» «حرب نفسية تمارسها حماس دون ضوابط ويجب أخذ ذلك في الحسبان»، مستدركاً: «هناك جهود مستمرة لإطلاق سراح الجنود... الذين تحتجزهم حماس، لكن لم يطرأ أي تقدم».
كذلك، واصل أردان الحديث بالأسلوب نفسه، قائلاً إن «ما أُشيع عن وجود محادثات حول صفقة التبادل لا أساس له من الصحة... وحماس تمر في أزمة كبيرة وتحاول بمثل هذه الشائعات الضغط على بعض الأطراف».
في غضون ذلك، ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أمس، أن «مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، سيصل إلى تل أبيب للقاء عائلات الإسرائيليين الأسرى لدى حماس، على خلفية التقارير التي تحدثت عن التقدم المحرز في المحادثات حول صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل».
في وقت لاحق، عاد بينت وأكد مجدداً أمس أنه سيصوّت «داخل الكابينت (المجلس الوزاري المصغر) ضد الإفراج عن المخربين مقابل جثث الجنود في غزة»، وذلك في وقت قالت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أمس، إن جهات مطلعة على مسار عمليات التبادل أقرت لها بأن «المفاوضات في مراحلها الأولى، وتشهد على ذلك العناوين التي تطالب حماس فيها بإطلاق سراح أسرى كبار مثل البرغوثي وأحمد سعدات، لكن بما أن إسرائيل لم تطلق سراحهما في صفقة شاليط، فليس هناك احتمال لإطلاق سراحهما مقابل الجثتين».