هل سبق وصادفت طفلاً لا يتوقف عن احتضان الآخرين، ولا يشعر بالخوف من الغرباء، ويحب الجميع بالتساوي؟

قد يبدو الأمر لطيفاً للوهلة الأولى، لكنه ليس كذلك دائماً، فقد تكون هذه أعراض متلازمة “ويليامز”، وهي حالة وراثية نادرة، تسبب مشاكل تشبه إلى حد ما تلك التي يعاني منها مصابو التوحد، من صعوبات التعلم إلى مشاكل في تكوين الصداقات.

والمصابون بهذه المتلازمة يعانون من فرط في الأوكسيتوسين، والذي يعرف بهرمون الحب، ويصيب شخص من بين كل 10 آلاف حول العالم تقريباً، وهناك 30 ألف حالة في الولايات المتحدة وحدها، وتوصف هذه المتلازمة بأنها عكس التوحد، فالمصابون بها يميلون إلى الشعور بالحب والثقة تجاه الجميع، فهم يركضون نحو الغرباء ويحضنونهم، الأمر الذي يجعلهم عرضة للجروح النفسية.

وتم تشخيص هذه الحالة عام 1960 في نيوزيلندا من قبل طبيب القلب جون ويليامز، بحسب ما نقله موقع “ناشونال جيوغرافيك”، ويبدي الأطفال المصابون به حباً مفرطاً سواء لوالديهم أو للغرباء، دون أية شروط أو قيود، وهذا يسبب مشاكل للأهل الذين يخافون من أن يتم استغلال أطفالهم نفسياً أو جسدياً.

ويصبح الأمر أكثر تعقيداً في مرحلة المراهقة والبلوغ، فقد لا يستطيع الشخص وقف تدفق مشاعره، وفهم الاختلاف بين تلك التصرفات كطفل وكشخص بالغ، وفي أحيان كثيرة، لا يتشكل لديهم الوعي الذاتي تجاه الجسد والخجل من التعري، كما يحدث عادة في مرحلة المراهقة، إذ يمكن لأحدهم أن يتجول عارياً دون أن يشعر بأن ذلك أمر غير عادي.