الكتاب هو محاولة جادة للكشف عن جوانب غير معروفة عن حياة وشخص الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل، استثمر فيها المؤلف قربه الاستثنائي من "الأستاذ" وإطلاعه على الكثير من الأسرار والكواليس التي كانت موضوعات لنقاش بينهما في حوارات شيقة وعميقة امتدت لستة عشر عاماً متصلة.

 

ويكشف كتاب "أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز" الكثير من الأسرار والكواليس -بعضها يُنشر لأول مرة - التي عايشها واحد من أهم وألمع الصحافيين على مدار تاريخ الصحافة العربية، خلال تجربته الثرية، التي امتدت إلى عقود حافظ فيها على قدرته العالية على الانفراد بأدق الأخبار، وإدهاش وإمتاع وتنوير قرائه بأعمق التحليلات.

 

ومن أهم هذه الكواليس تفاصيل وصيته التي تضمنت نعيًا كتبه هيكل بنفسه كي يُنشر عند رحيله. ويذكر الكتاب كذلك كيف صكّ هيكل مصطلح "النكسة" عندما شرع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في كتابة خطاب التنحي عقب هزيمة حزيران يونيو سنة 1967، وقصة الحوار الممنوع من الرئاسة في قناة دريم في عهد الرئيس حسني مبارك، وكيف رفض هيكل طلب مبارك علاجه على نفقة الدولة.

 

يقول السناوي في حفل توقيع كتابه: «الوصول إلى القمة ليس أمرًا صعبًا، لكن البقاء عليها لمدة تتجاوز السبعين عامًا، أمر في غاية الصعوبة، ويستحق الدراسة، وهو ما حققه الأستاذ هيكل.. لذلك لا يوجد منافس ينازعه في مكانته تلك، لما يملك من قدرات هائلة جاءت نتيجة البحث والمعرفة". وأضاف: "كتاب أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز، يمثل رسالة للمستقبل وليس موضوعًا عن الماضي، لأن أكبر خيانة لمحمد حسنين هيكل هو الاستغراق في الماضي على حساب المستقبل، خاصة وأن هدف هيكل طوال عمره في الصحافة والسياسة، هو استيضاح المستقبل".

وتابع: "ولا كتابة عن المستقبل إلا المستندة على التاريخ، وهو مؤرخ ولا يقول أنا مؤرخ، ووصفه يونان لبيب رزق بأنه مؤرخ حقيقي وكبير، وأستعير تعبير للأستاذ أحمد بهاء الدين، أن كتاب هيكل عن حرب السويس جبّ كل ما قبله، وأخيرًا بقدر ما رأيت رويت وبقدر ما اؤتمنت أرجو أن أكون وفيت بالعهد".

يقول السناوي "أن قيمة القامات الكبرى في السياسة والصحافة والفكر والأدب والفن فيما تتركه من مدارس فكر وتأثير. وما يسري على رئاسات الدول لا ينطبق على مفكريها ومبدعيها؛ نعم هذا صحيح. فقوة الفكر فوق قوة أي سلطة في أي حساب أخير".

 

ويصف ظاهرة هيكل بقوله "بحجم قوة التأثير في حركة الأحداث تحركت على أرض الواقع ظاهرة فريدة لا مثيل لها في التاريخ الحديث، أن يحوز رجل خارج السلطة كل هذا النفوذ"، وأنه أثبت يقينا أن "قوة الفكرة فوق قوة السلطة في أي حساب أخير".

 

يروي السناوي عن نجيب محفوظ أنه قال ذات يوم: "في كل عصر نتساءل.. أين هيكل ليقول لنا القول الفصل؟". 

المصدر: الميادين