أوضحت دراسة جديدة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي لزيادة التوتر والضغط العصبي لدى الشباب.
وأشارت الدراسة التي اجراها مركز “ديتش ذا ليبل” لمكافحة الاستقواء إلى أن 40 في المائة من الذين استطلعت أراؤهم أكدوا أنه ينتابهم شعور سييء إذا لم يعلق احد على المنشورات التي تحوي صورهم الشخصية “سيلفي” أو يعجب بها. بينما ربط نحو 35 في المائة ثقتهم بأنفسهم بعدد المتابعين له على وسائل التواصل الاجتماعيـ وأكد واحد من بين كل ثلاثة أنه يشعر بالخوف من التعرض لمضايقة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تكون غالبا بسبب الشكل.
وتعليقا على هذه النتائج اكد أحد الخبراء ان الاطفال حاليا يكبرون وسط بيئة عدائية. شملت الدراسة استطلاع آراء 10 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 12 و20 عاما.
وأوضحت الدراسة أن المضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي منتشرة على نطاق واسع حيث اعترف 70 في المائة من المشاركين بأنهم أحيانا يضايقون ويتهجمون على أخرين على وسائل التواصل الاجتماعي بينما قال 17 في المائة إنهم تعرضوا فعلا لمضايقات، وتؤكد أن إنستغرام كان الوسيلة الرئيسية للمضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي بين الأفراد المستطلعة آراؤهم.
وقال ليام هاكيت مدير مركز ديتش ذا ليبل “إن المضايقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مستمرة في التصاعد كواحدة من اكبر المشكلات والتحديات التي تواجه الشباب”، ودعى هاكيت شركات التواصل الاجتماعي لوضع سياسات أكثر حزما لمواجهة التعليقات المسيئة والتعامل بشكل أكثر حزما وسرعة مع الشكاوى التي تردهم.
وتبدو هذه النتائج معاكسة لنتائج دراسة أخرى أجراها معهد أوكسفورد للإنترنت قبل أشهر والتي أشارت إلى ان المضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي نادرة الحدوث.
وأكدت الدراسة التي ركزت على الأطفال في سن 15 عاما أن 30 في المائة من العينة شكوا من مضايقات سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الواقع بينما أشار 3 في المائة فقط منهم إلى أنهم تعرضوا للمضايقة في الإنترنت.
وربما كان التعارض الكبير بين الدراستين مرجعه إلى الطريقة التي طرحت بها الأسئلة أو إلى صياغتها كما ترجح لورين سيغار سميث مديرة مركز كيدسكيب الخيري لرعاية الأطفال في بريطانيا.
وقالت سميث “الدراسات ترسم لوحة كئيبة لكن هذا التعارض الكبير يعود جزئيا إلى الطريقة التي يصيغ الباحثون بها الأسئلة المطروحة على العينة قيد الدراسة أو حتى الأسلوب الذي تطرح به الاسئلة فالتعارض يعود إلى كيف تطرح السؤال ولمن توجهه وفي سن هو”.
وأوضحت أن نتائج دراسة مركز ديتش ذا ليبل لم تفاجئها مضيفة “نحن نعيش في بيئة عدائية، وهذه هي الحقيقة المؤلمة، واقترحت أن يحاول الأباء والمشرفين على الأطفال إلى تقليل الوقت الذي يقضونه أمام وسائل التواصل الاجتماعي كما نصحت البالغين بمراجعة الوقات الذي يقضونه امام هذه الوسائل أيضا.
وقالت “حتى الآباء يقضون وقتا مبالغا فيه مع وسائل التواصل الاجتماعي ويجب أن يدركوا مدى تأثير ذلك على حياتهم الأسرية والأشياء التي من الممكن أن يمارسوها مع أطفالهم وعائلاتهم بعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي والصورة البراقة التي تقدمها”.