الهاتف الذكي أصبح أداة لا يستغني عنها سكان المدن الكبرى حول العالم، إذ لم تعد وظائفه تقتصر على التواصل فقط، وإنما امتدت لتسهل العديد من مناحي الحياة، ومنها القيلولة خلال ساعات العمل.
في الصين بات بإمكان الموظفين المرهقين الذين يشعرون بالنعاس خلال استراحة الغداء خصوصا، الاستعانة بالهاتف النقال للحصول على قيلولة مريحة في مكان تتوافر فيه سبل الراحة.
فعبر تطبيق “Wechat” الذي يستخدمه حوالي 800 مليون شخص في الصين، أصبح بإمكان الموظفين المتعبين التوجه إلى “كبسولات النوم” التي انتشرت في الأماكن الحيوية بالمدن الصينية الكبرى في الآونة الأخيرة، وقراءة كود الكبسولة عبر التطبيق لتفتح لهم أبوابها وينعموا بقيلولة مريحة.
يبلغ طول كبسولة النوم مترين وعرضها مترا، وهي مزودة بفراش مريح ووسادة ذات غطاء يستخدم لمرة واحدة، ومصباح، ومروحة صغيرة، وقابس لشحن الأجهزة الإلكترونية، وبعد أن يستيقظ مستخدم الكبسولة، يدفع مقابل الفترة التي قضاها نائما من خلال التطبيق نفسه، ومن ثم تغلق أبواب الكبسولة وتتجهز للزبون التالي، حيث يتم تنظيفها بالأشعة فوق البنفسجية.
ويبلغ سعر النوم في تلك الكبسولات 10 يوان (حولي 1.5 دولار) لكل نصف ساعة في وقت الذروة بين 11 صباحا إلى 2 ظهرا، و6 يوان لكل نصف ساعة بقية ساعات اليوم.
وبلغ عدد المستفيدين منها والتي ظهرت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في المدن الصينية الكبرة كبكين وشنغهاي حوالي 100 ألف شخص.
ومن أكثر المناطق التي تشهد إقبالا على كبسولات النوم “جونغوانسون” التي تعرف بوادي سيلكون بكين، لاحتضانها عددا كبيرا من شركات التكنولوجيا.
وقال المسؤول عن إحدى نقاط كبسولات النوم في جونغوانسون، غوانغ تيانليانغ، في تصريح للأناضول، إنه من الصعب إيجاد كبسولة نوم فارغة في الفترة من العاشرة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر.
ويشير تيانليانغ إلى أن الكثير من العاملين في شركات التكنولوجيا يعملون وقتا إضافيا وكثيرا ما يبقون في المكاتب لوقت متأخر، وهو ما يجعلهم بحاجة ماسة إلى كبسولات النوم، حتى إن بعضهم وخاصة من يسكنون بعيدا عن مكان العمل يقضون الليل بها في حال أنهوا عملهم في وقت متأخر.
وقال مبرمج الكمبيوتر وانغ يمين للأناضول “ولى زمن الغفوة على المكتب خلال استراحة الغداء”، مضيفا أنه يفكر في عمل اشتراك شهري في كبسولات النوم.