تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 31-07-2017 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها انجاز المرحلة الأولى من اتفاق انسحاب النصرة من جرود عرسال بعد الضربة التي وجّهها لها مجاهدو المقاومة خلال ساعات الهجوم قبل أسبوع، حيث تمّت برعاية الأمن العام اللبناني عملية تبادل جثامين شهداء المقاومة مع جثث قتلى جبهة النصرة، على أن تبدأ اليوم المرحلة الثانية والتي تقضي بنقل مسلحي النصرة وأهاليهم وعدد من المدنيين السوريين إلى ادلب مقابل إطلاق سراح أسرى حزب الله لدى النصرة..

الأخبار 
بداية رحيل «النصرة» عن لبنان اليوم
الجيش لن يكون وحيداً في المعركة ضد «داعش»

صحيفة الاخبارتناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “فيما يستعد الجيش اللبناني لخوض معركة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك من إرهابيي «داعش» خلال الأيام المقبلة، بدأت انعكاسات معركة الجرود التي خاضتها المقاومة وأدّت إلى استسلام «النصرة» تؤتي ثمارها، مع انتهاء المرحلة الأولى من التسوية وتبادل الجثامين، أمس، واكتمال التحضيرات اللوجستية للمرحلة الثانية اليوم.

أيام قليلة، وينطلق الجيش اللبناني بعملية تحرير جرود رأس بعلبك وبلدة القاع التي يحتلّها تنظيم «داعش» على السلسلة الشرقية بين لبنان وسوريا، في استكمالٍ لما قامت به المقاومة خلال الأيام العشرة الأخيرة عبر العملية العسكرية الخاطفة التي أدت إلى استسلام «جبهة النصرة» في جرود عرسال، وبدء تنفيذ تسوية خروج مسلّحيها إلى إدلب.

خلال الأيام الماضية، بدا واضحاً وجود قرار سياسي وتشجيعٍ من رئيس الجمهورية ميشال عون لتنفيذ الجيش عملية حاسمة ضد إرهابيي «داعش» في السلسلة الشرقية. وهذا الغطاء السياسي الداخلي يتبعه غطاء دولي من كلا المحورين المتصارعين في المنطقة، في إطار «مكافحة الإرهاب» والمساهمة في القضاء على التنظيم الإرهابي. أما في الميدان، فقد قام الجيش خلال الأيام الماضية بجهدٍ حثيث في التحضير لشنّ العملية العسكرية، وإنهاء «كابوس» إرهابيي «داعش» وتهديدهم للأمن اللبناني والسوري بالسيارات المفخخة والانتحاريين، انطلاقاً من البقعة التي يحتلونها في السلسلة الشرقية. ويمكن القول إن تحضيرات الميدان شارفت على النهاية، من إعداد القوات البرية اللازمة إلى أسلحة المدفعية وراجمات الصواريخ، فضلاً عن عمليات الاستطلاع الجوّي والبرّي، بالإضافة إلى الخطط الحربية التي من المؤكّد أن سلاح الطيران سيؤدّي دوراً مهمّاً فيها.

وفيما تتكتّم المصادر العسكرية عن الموعد المحدّد لبدء العملية، مع تأكيدها أن انطلاقها لن يكون بعيداً عن موعد الاحتفال بعيد الجيش، إلّا أن كل المؤشرات تدلّ على اقترابها مع إكمال الجيش تحضيراته للقضاء على حوالى 700 إرهابي من «داعش»، بحسب تقديرات المؤسسة العسكرية. وبحسب عمليات الاستطلاع، يسيطر «داعش» على مساحة تقدّر بحوالى 200 كلم مربّع من الأراضي اللبنانية والسورية، في جغرافيا صعبة للغاية تتميّز بالمغاور والتلال العالية والأودية. ويسيطر التنظيم على حوالى 32 موقعاً مشرفاً في الجرود، غالبيتها محصّنة تحصيناً ممتازاً، إمّا طبيعيّاً أو جراء التحضير الذي اعتمده التنظيم لسنوات، في انتظار هكذا نوعٍ من المعارك. وفيما يقلّل كثيرون من شأن العملية في محاولة لكسر معنويات الجيش، إلّا أن المعركة لن تكون سهلة، وخصوصاً أن أي وساطة غير موجودة اليوم مع «الدواعش»، الذين يدركون أن الخيارين الوحيدين المتاحين هما إما الموت أو الاستسلام للجيش اللبناني أو السوري أو حزب الله. ومن هذا المنطلق، لا تضع المصادر العسكرية أفقاً زمنياً معيّناً للعملية، إذ إن الجغرافيا معقّدة وهناك مسلكان بريّان فقط تجاهها، وعناصر «داعش» خبروا المغاور وتضاريس المنطقة على مدى السنوات الماضية، ما قد يحتّم على الجيش القيام بعمليات إنزال جويّة «خلف خطوط العدو». وبحسب المعلومات، فإن عملية «الإطباق» التي نفذت الأسبوع الماضي ضدّ مسلحي «النصرة»، حيث انقضّ رجال الجيش السوري والمقاومة على «النصرة» من الشرق والجنوب، وقام الجيش اللبناني بتشكيل درع لعرسال من الغرب، سيعاد تنفيذها في المعركة ضد «الدواعش». لن يكون الجيش اللبناني وحيداً في المعركة. فالمساحة التي يحتلها تنظيم «داعش» متوزعة على جانبي الحدود (نحو 60 في المئة داخل الأراضي السورية، ونحو 40 في المئة داخل الأراضي اللبنانية). وفتح جهة ضد الإرهابيين من قبل الجيش السوري وحزب الله داخل الأراضي السورية (من الشرق والشمال)، في الوقت الذي ينقضّ فيه الجيش اللبناني على الإرهابيين من الجهة الغربية، سيشتت مسلّحي التنظيم، ويخفف العبء عن الأطراف الثلاثة (الجيشان السوري واللبناني وحزب الله). وانخراط السوريين والمقاومة في المعركة، يبدو أمراً «إلزامياً». فتقدُّم الجيش اللبناني في الجرود سيدفع «داعش» إلى التراجع شرقاً، باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري الذي لن يقف مكتوف الأيدي.

وأمس، تُوّجت العملية العسكرية الخاطفة التي قادتها المقاومة لتحرير جرود عرسال من عصابات «جبهة النصرة» خلال الأيام الماضية، بتنفيذ المرحلة الأولى من تسوية خروج إرهابيي «الجبهة» إلى إدلب وتسلّم حزب الله جثامين خمسة من شهدائه. يومٌ طويلٌ بين جرود عرسال ومقرّ اللواء التاسع في الجيش اللبناني في اللبوة، انتهى على «خير» بتحقيق الأهداف المرسومة له من قبل المقاومة ورعاية جهاز الأمن العام، على رغم بعض الصعوبات اللوجستية، أبرزها البحث عن 3 جثامين لشهداء من حزب الله دفنتهم «النصرة» سابقاً في الجرود التي باتت اليوم تحت سيطرة المقاومة.

في تفاصيل العملية التي رعاها الأمن العام اللبناني، تسلّمت «النصرة» تسعة من جثامين مسلّحيها، كان حزب الله يحتفظ بها، بالإضافة إلى المدعوّة ميادة عيوش وابنها، وهي موقوفة في سجن رومية لدورها في نقل أموال لـ«النصرة» وعلى الأرجح زوجة أحد مسؤولي «الجبهة»، ولم يصدر بحقّها أي حكم قضائي في لبنان بعد. في المقابل، تسلّم حزب الله جثامين خمسة من شهدائه، اثنان منهم سقطا في المعارك الأخيرة، هما: أحمد الحاج حسن وقاسم عجمي، وثلاثة جثامين لشهداء دفنت «النصرة» اثنين منهم في جرود عرسال، وجثمان ثالث لشهيد تحتفظ به جماعة مقرّبة من «سرايا أهل الشام». وفيما كان من المفترض أن تنتهي عملية التبادل باكراً، تأخر تحضير «النصرة» لجثامين الشهداء الذين دفنوا في مناطق كانت تسيطر عليها «النصرة» وخسرتها أخيراً، ما اضطر الأمن العام إلى نقل وسيط/ دليل إلى الجرود لمساعدة المقاومة على اكتشاف مكان دفن الجثمانين في منطقة وادي الخيل، ولاحقاً انتظار فحوصات الحمض النووي للتعرف إليهما، قبل استكمال عملية التسليم. أما الجثمان الثالث، فجرى العثور عليه حوالى الساعة السادسة مساءً، وبعد التأكد من «الحمض النووي»، سلكت جثث «النصرة» طريقاً فرعياً إلى مدخل عرسال، ثم إلى وادي حميد.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من العملية، من المتوقع أن تبدأ اليوم المرحلة الثانية لتسلّم المقاومة 8 من أسراها لدى «النصرة»، خمسة منهم أسروا في ريف حلب الشمالي، وثلاثة ضلّوا طريقهم خلال المعارك الأخيرة، في مقابل نقل حوالى 9000 مقيم في المخيّمات في عرسال، من ضمنهم مئات مسلحي «النصرة» إلى الداخل السوري، وصولاً إلى إدلب. وبحسب المعلومات، فإن عدداً كبيراً من الباصات بدأت تتجمّع منذ بعد ظهر أمس في منطقة فليطا من الناحية السورية، على أن تقوم بنقل الراغبين بالخروج من عرسال مع مسلحي النصرة إلى إدلب عبر بلدة فليطا. واعتماد فليطا اختير من ثلاثة احتمالات، أوّلاً لنقل الراغبين بالخروج عبر المصنع، ثمّ من دمشق إلى إدلب، أو عبر القصير ــ حمص، ثم حماه وإدلب، إلّا أن العدد الكبير للباصات وصعوبة حماية القافلة ورفض السلطات اللبنانية عبور مسلّحي «النصرة» بأسلحتهم الفردية داخل الأراضي اللبنانية، حتّم اختيار فليطا، مع إصرار المدعو أبو مالك التلي «أمير النصرة» في الجرود على احتفاظه ومقاتليه بسلاحهم الفردي، ومطالبته بباصات محجوبة الرؤية. كذلك فإن مسلحي «سرايا أهل الشام» سينتقل جزءٌ منهم إلى القلمون وآخرون إلى منطقة الرحيبة، إلّا أن الأولوية الآن بالنسبة إلى المفاوضين هي إخراج «النصرة» أولاً.

وعلى طريق إدلب في ريف حماه الشمالي قرب بلدة سلحب، سيقوم الجيش السوري بتفتيش الخارجين وتسجيل أسمائهم في لوائح اسمية، كجزء من التسوية التي وافقت عليها السلطات السورية، قبل انتقالهم إلى إدلب.

الجمهورية
الراعي ينتفض ضد تداعيات «السلسلة»… وإتفاق عرسال يُنفَّذ

وتناولت الجمهورية الشأن الداخلي وكتبت تقول “على وقعِ التحضير لمعركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، انتهى أمس تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بين «حزب الله» و«جبهة النصرة»، حيث تبادلا تسليم الجثامين، فيما أعلنَ الحزب أنّ تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الإتفاق تبدأ صباح اليوم بخروج مسلّحي «النصرة» وعائلاتهم الذين يقدَّر عددهم بنحو 9 آلاف شخص مقابل الإفراج عن أسرى «حزب الله» لديها. وفي هذا الصَدد أكّدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» أمس، أنّ الجانب اللبناني المفاوض قد تفاجَأ بعدد النازحين الموجودين في عرسال والذين يرغبون بالعودة إلى سوريا ضمن الصفقة، إذ تَراوَح بين 8 و10 آلاف نازح». ولفتَت إلى أنّ من شأن هذا الأمر أن يبَطّئ حركة المغادرة، وسط توقّعات بأن تشهد الأيام المقبلة تزايداً في عدد النازحين الراغبين في مغادرة عرسال إلى قرى القلمون أو مناطق سوريّة أخرى.

إنتهَت المرحلة الأولى من الاتّفاق بين «حزب الله» وجبهة «النصرة» بتسليم الجثامين برعاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، على أن يُستكمل الإتفاق وفق المراحل التالية تباعاً.

وقد تَسلّم «حزب الله» أمس جثامين خمسة من شهدائه، فيما تسلّمت «النصرة» 9 جثامين من عناصرها، إضافةً إلى ميّادة علوش وابنِها والتي كانت موقوفة لدى القضاء اللبناني بسبب دعمِها ونقلِها موادّ تموينية لـ»النصرة» في الجرود.

برّي
وإذ أكّد مرجع سياسي «أنّ ما حصل في جرود عرسال كان إنجازاً كبيراً يفوق الوصف، إلّا أنه لا يكتمل إلّا بإنهاء الجرود، وهنا نستطيع القول إنّنا دخلنا في عرس النصر الحقيقي على الإرهاب»، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره: «إنّ ما جرى في الجرود إنجاز كبير جداً، وصار في مراحله النهائية.

ولكن هذا لا يعني أنّ الخطر زالَ بكامله، خصوصاً مع بقاء إرهابيّي «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، والذين يتمركزون في مساحة تزيد أكثر من ضعفين عن منطقة «النصرة»، وهذا في رأيي يجب أن يُستكمل بتحرير تلك المنطقة، وأفترض أنّ دور الجيش في معركة جرود رأس بعلبك سيكون أكبر».

وأضاف: «منطقة «النصرة» جغرافيّاً تضاريسُها أصعب بكثير من منطقة رأس بعلبك، إضافةً إلى وجود لاجئين بالقرب منها، وكذلك عرسال التي كانوا يتحكّمون بها، ما يعني أنّ الخطر الأكبر قد زال، وكان الخطر يتمثّل بدخول إرهابيين إلى مخيّمات النازحين أو إلى عرسال، هنا تصعب عملية إخراجهم، لكنّ المعركة في جرود رأس بعلبك أسهل.

إنّني أخالف الرأي القائل بأن لا إجماع على ما حصل، معارضة البعض تؤكّد القاعدة، فالاستثناء يؤكّد القاعدة، موقف هؤلاء من دخول «حزب الله» في الحرب السورية لا يزال نفسه لم يتغيّر قبل حرب الجرود، ولن يتغيّر الآن، نحن في صدد أرضٍ لبنانية محتلّة ينبغي تحريرها، وهذا ما حصل».

سكّرية
وتمنّى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب الوليد سكّرية عبر «الجمهورية» أن «تعالج مسألة خروج عناصر «داعش» عبر مفاوضات لتوفير خسائر ودم، لكن المشكلة إلى أين سيذهب هؤلاء العناصر، إذ لا ملاذ آمناً لهم، خلافاً لـ«النصرة» التي لديها في الأساس ملاذٌ آمِن في إدلب». ورأى «أنّ الحلّ يكون بفتح طريق لهم للرحيل إلى البادية السورية في اتّجاه منطقة دير الزور، لكن السؤال: هل سيقبَلون بهذه الطريقة؟

وما هي الضمانات؟ إذ سيمرّون في مناطق يسيطر عليها الجيش السوري. ثمّ هناك عسكريون لبنانيون ومِن مصلحتنا استعادتُهم أحياء، أمّا إذا كانوا قد استُشهدوا فلنستعِد جثامينهم على الأقلّ، إذاً، من المصلحة التفاوضُ إذا كانت «داعش» قادرة على التفاوض، إنّما معروف عنها أنّها لا تفاوض».

وقال سكّرية «إنّ في إبعاد «داعش» من جرد رأس بعلبك والقاع راحةً اقتصادية وأمنية للبنان، فتصبح القرى آمنة، ويعود الناس إلى أراضيهم الزراعية واستثماراتهم، ويعيد الجيش قسماً كبيراً من قوّته إلى الداخل ليستخدمَها في مناطق أخرى، ويكون لبنان قد اقتلع غدّةً سرطانية من أرضه، وتخفُّ نظرة فريق من اللبنانيين إلى هذا التنظيم على أنّ مسلّحيه ثوّار يقاتلون النظام السوري.

ومع الانتهاء من المسلحين ستُشكَّل مقدّمة لبدء عودة النازحين، ويجب أن تفتح الباب جدّياً أمام الحكومة اللبنانية لمعالجة الموضوع بمسؤولية وليس عن طريق النكاية بالنظام السوري».

مفتي الجمهورية
من جهةٍ ثانية، بَرز موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان كتأكيد على احتضان المرجعيات السنّية للجيش، إذ أعرَب دريان عن «ثقتِنا بالجيش اللبناني وبالقوى الأمنية التي تحافظ على أمن الوطن والمواطنين»،

وقال دريان من عكّار: «لقد ضحّى الجيش كثيراً من أجل أمنِنا وقدّم الشهداء وحقّق الإنجازات الاستباقية في دفعِ الإرهاب عن وطننا لبنان، وعلينا جميعاً أن نلتفّ حول المؤسسة العسكرية وندعو الدولة دائماً إلى أن تزوّد هذا الجيش كلّ عتادٍ ممكن ليقوم بدوره كاملاً، وهو يقوم، في حفظِ الأمن».

وأضاف: «إنّنا ومن حكمِ موقعنا نقول لأهل عرسال وللمقيمين فيها من النازحين السوريين إنّ أمنَكم من أمن اللبنانيين جميعاً، ولا يَحفظ الأمنَ في عرسال إلّا الجيش اللبناني حصراً، ولا نريد من أحد أن يُزايد على الجيش في هذا الموضوع. عرسال وأهل عرسال أمانة في أعناقنا وأمانة في أعناق الجيش وجميع اللبنانيين الأوفياء».

«القوات اللبنانية»
وإلى ذلك، كشفَت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» أنّ وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي سيَجول بدءاً من صباح اليوم، يرافقه مرشّح «القوات» في بعلبك-الهرمل أنطوان حبشي، على عرسال ورأس بعلبك، فيبدأ جولتَه من عرسال ويكون له فيها محطّات عدّة، ومن ثمّ ينتقل إلى رأس بعلبك ومنها إلى القاع، و«ذلك في جولةٍ ترمي إلى تأكيد وقوفِ «القوات» إلى جانب الجيش في دفاعه عن الحدود والسيادة الوطنية، كذلك إلى جانب الأهالي في صمودهم في تلك المناطق الحدودية على رغمِ التحدّيات العسكرية والأمنية، في مؤشّرٍ واضح على تعلّقِهم بأرضهم وتشكيلِهم البيئة الحاضنة للجيش والشرعية في الدفاع عنهم وعن لبنان».

وأكّدت المصادر نفسُها «أنّ «القوات» تَعتبر الحدود سياجَ الوطن وضرورة أن تكون باستلام الشرعية اللبنانية حصراً، وضبطُها يمنع عبور الفِتن والقلاقل إلى لبنان، وإنّ جولة بو عاصي تأتي تجسيداً لرؤية «القوات» الوطنية وتعبيراً عن وقوفِها إلى جانب شعبها على الحدود وفي الداخل، وتشديداً على دور الجيش اللبناني عشيّة عيدِه».

لا مجلس وزراء
وعلى المستوى الحكومي قالت مصادر معنية بالترتيبات الخاصة بإعداد جدول أعمال مجلس الوزراء لـ«الجمهورية» إنّ القرار النهائي الخاص بتحديد موعد الجلسة يَنتظر عودةَ الرئيس سعد الحريري من الخارج، بعدما مدَّدها عقب انتهاءِ زيارته إلى واشنطن، التي دامت إلى الجمعة الماضي. ولفتَت هذه المصادر إلى أنّ الحديث عن قضايا ستُثار في الجلسة من خارج جدول الأعمال، فيه استباقٌ للأمور.

فإلى التقرير الذي سيقدّمه رئيس الحكومة عن نتائج زيارته لواشنطن وما أنجَزه قياساً على ما كان يتوقّعه منها، من الواضح أنّ هناك قضايا وملفّات يحتاج حسمُها أن تكون على طاولة المجلس، سواء من ضمن الجدول أو من خارجه.

وأبرزُها الملف المتّصل بتقرير دائرة المناقصات في شأن بواخر الكهرباء، بالإضافة إلى تردّدات العملية العسكرية في تلال عرسال وفليطا انطلاقاً مِن المواقف المتباينة في شأنها».

تعيينات إعلامية
أمّا في شأن التعيينات في تلفزيون لبنان، فيبدو أنّها تنتظر عودةَ وزير الإعلام من شهر العسل، إضافةً إلى أنّ ما هو مطروح من أسماء لم «يَستوِ» بعد لإدراجها على جدول الأعمال. وعلمت «الجمهورية» أنّ وزير الإعلام اقترَب من إنجاز سلّة تعيينات ومناقلات في وزارة الإعلام ستُواكب انطلاقة الإدارة الجديدة في الإعلام الرسمي وتحديداً في «الوكالة الوطنية للإعلام» والتلفزيون، وأنّ عملية شدِّ حبالٍ تجري في الكواليس حول بعض المواقع، على رغم أنّ بعضَها محسوم.

الانتخابات الفرعية
وعلى صعيد آخَر، أثيرَت لدى مستويات سياسية مسألةُ التأخير في إجراء الانتخابات النيابية الفرعية لملءِ المقاعد الشاغرة في دائرتَي كسروان وطرابلس، واستغربَت مراجع مسؤولة هذا التأخيرَ، مبديةً خشيتَها من أن يكون متعمّداً، علماً أن ليس هناك ما يبرّر هذا التعمُّد، لأنّ كلّ القوى السياسية المعنية بهذه الانتخابات قد عبّرت عن استعدادها الكامل لإنجاز هذا الاستحقاق، ولا توجد أيّ عوائق لا سياسية ولا غير سياسية ولا مناطقية تَحول دونَه.

وأكّدت هذه المراجع أنّها تسمع بين الحين والآخر ما يمكِن اعتباره مماطلةً في هذا الاستحقاق لناحيةِ التذرّعِ بأمور تقنية، وكذلك بتعيين هيئة الإشراف على الانتخابات، وهو أمرٌ يفترض أن يتمّ في أسرع وقتٍ ممكن، علماً أنّ المراجعات التي نقوم بها لدى الدوائر المختصّة في وزارة الداخلية تؤكّد أنّ كلّ الإجراءات التقنية واللوجستية والتحضيرية لهذا الاستحقاق، من تحديد أقلام الاقتراع وغيرها، أصبَحت شِبه منجَزة حتى لا نقول منجَزة بكاملها.

وتوجّهت المراجع نفسُها إلى المعنيين بهذا الموضوع قائلةً: لا يجوز أبداً تجاهلُ هذا الاستحقاق، فالتجاهل هنا يعني المسَّ بالدستور، إذ إنّ هناك ثلاثة مقاعد نيابية ينبغي ملؤها، والدستور يتحدّث في إحدى موادّه عن ملئها في فترة محدّدة، وبالتالي عدم إجراء هذا الأمر يعني أنّ هناك مخالفةً واضحة للدستور، وهذا لن يكون مقبولاً على الإطلاق. فالمطلوب هو التعجيل وليس المماطلة والتعطيل.

صفعة قوية
من جهةٍ ثانية، وجَّه البطريرك الماروني صفعةً قوية إلى مشروع سلسلة الرتب والرواتب من خلال موقفٍ لافِت أطلقَه أمس، رفضَ فيه زيادةَ رواتب الأساتذة في التعليم الخاص بناءً على ما تنصُّ عليه سلسلة الرتب والرواتب، لئلّا تضطرّ إدارات المدارس إلى زيادة أقساطِها، ممّا يضطرّ الأهل إلى سحبِ أولادهم من هذه المدارس، وتُرغَم هذه الأخيرة إمّا على الإقفال وإمّا على صرفِ العديد من الأساتذة والموظفين وحِرمانهم من فرَصِ العمل».

وطالبَ الدولة بأن تتحمّل المسؤولية في تأمينِ دفعِ هذه الزيادات على الرواتب، وحمَّلها مسؤولية الربطِ بين «القطاع الخاص والقطاع العام من غير حقّ». ووصَف السلسلة بأنّها «أتت مرهِقةً ومجحِفة بحقّ بعض الفئات من الشعب وفقاً لمطالبها».

وقد زاد موقفُ البطريرك هذا من علامات الاستفهام في شأن الموقف الذي سيتّخذه رئيس الجمهورية حيال إمكان إعادة قانون السلسلة إلى المجلس ليعاود النظر فيه.

اللواء
صفقة التبادل بين حزب الله و«النُصرة»: نجاح المرحلة الأولى
عيد الجيش غداً: تأكيد الجهوزية لدحر «داعش».. ومجلس الوزراء في السراي

صحيفة اللواءبدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “بنجاح، وباشراف رسمي، انطلقت أمس عملية تبادل الجثامين والاسرى بين حزب الله وجبهة النصرة، على ان تستكمل في الأيام القليلة المقبلة، بعدما اتسعت مروحة الراغبين بمغادرة الأراضي اللبنانية، مع المعلومات عن ان صفقة الترحيل، ستشمل عدداً من المسجونين الإسلاميين في سجن رومية، فضلاً عن إطلاق ميادة عيوش وابنها، والتي كانت أوقفت باعتبارها ناشطة تعمل لمصلحة جمع الأموال لجبهة النصرة.

واشرف على العملية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي أكّد «ان جميع المسلحين وعائلاتهم، بمن فيهم أبو مالك التلي سيخرجون من جرود عرسال عن طريق البر، واضعاً بذلك حداً للمعلومات التي تحدثت عن احتمال انتقال التلي وعائلته إلى تركيا من مطار بيروت.

وكشف «اللواء» إبراهيم ان لا تفاوض رسمياً لإخراج مطلوبين من جنيسات غير لبنانية من مخيم عين الحلوة، في إطار صفقة التبادل، لأن قرار الدولة أن لا تفاوض البتة حول خروج هؤلاء.

وفي ما يتعلق بـ«تنظيم داعش»، أشار مصدر لبناني رفيع لـ«اللواء» ان هذا الموضوع غير مشمول بالمفاوضات، وهو مرتبط بمرحلة ما بعد انتهاء ملف «النصرة» والتبادل، الذي سيستغرق أيام، بعدما سجّل أكثر من 8000 شخص اسماءهم لمغادرة جرود عرسال ومحيطها، بعد «الضربة التي منيت بها جبهة النصرة».

مجلس الوزراء
ومع عودة الرئيس سعد الحريري، والوفد المرافق إلى بيروت، تستأنف الحركة السياسية اليوم، سواء في ما خصّ التحضير لعيد الجيش غداً، أو الاعداد لجلسة مجلس الوزراء الأربعاء. ورجّح مصدر وزاري في اتصال مع «اللواء» ان تعقد الجلسة في السراي الكبير.

وسيتطرق الرئيسان ميشال عون والحريري إلى الجلسة، في ضوء نتائج زيارة واشنطن، وما حققه الوفد اللبناني، لجهة حصر ذيول العقوبات الأميركية، وعدم تأثيرها على المصارف اللبنانية، وحركة التجار اللبنانيين، بما في ذلك المؤسسات والشركات ذات المنفعة العامة، والمؤسسات الاستشفائية والتعليمية.

وفي هذا الإطار، توقعت مصادر سياسية، مقربة من حزب الله ان يُبادر وزيرا حزب الله محمّد فنيش وحسين الحاج حسن إلى طرح «ما يوصف بموقف الوفد اللبناني غير المشرف في واشنطن»، والذي تصفه المصادر بأنه «خروج عن البيان الوزاري ومفاهيم العيش المشترك».

عيد الجيش
وغداً، يحتفل لبنان بعيد الجيش في الاول من آب في ثكنة الفياضية حيث سيعيد قائد الجيش في أمر اليوم التأكيد على مواجهة الإرهاب، واستعادة العسكريين المختطفين لدى داعش، فضلاً عن الالتزام بالقرار 1701.

وأمس بدأ الرئيس عون تحضير خطابه الذي سيلقيه خلال الاحتفال العسكري بتخريج دفعة جديدة من الضباط في الكلية الحربية (225 ضابطاً)، والذي سيتضمن بالتأكيد مقاطع حول ما جرى في جرود عرسال، سواء لجهة تحريرها من مسلحي جبهة «النصرة» والاتفاق الذي بدأ تنفيذه أمس لسحب باقي المسلحين وتسليم الجثمامين، او لجهة ما يمكن ان يكون عليه الموقف الرئاسي بالنسبة لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلحي «داعش»، وهي المعركة التي يفترض ان يتولاها الجيش اللبناني.

واللافت في احتفال الفياضية غداً، هو حضور الرؤساء الثلاثة مع قائد الجيش العماد جوزف عون، بعد غياب ثلاث سنوات بفعل الشغور الرئاسي، بما يعزز الموقف الموحد حيال الجيش في معركته لمواجهة الارهاب وحفظ الامن والاستقرار.

وقالت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية لـ «اللواء» ان الثابت في كلمة الرئيس عون هو التأكيد على دور الجيش والقوى الامنية الاخرى في المحافظة على الاستقرار الامني، والاشادة بما حققه في مكافحة الارهاب سواء من خلال المواجهات المباشرة مع المسلحين او من خلال العمليات الاستباقية التي نفذت.

واشارت الى ان عون سيتناول التطورات الاخيرة على الحدود اللبنانية – السورية، ويؤكد على اهمية تحرير الارض من الارهابيين، وعلى جهوزية الجيش ودوره في استعادة السيادة اللبنانية على كل شبر من الارض، كما انه سيعرض لاهمية تضامن اللبنانيين في هذه المرحلة، والتفافهم حول مؤسساتهم الامنية والدستورية والثقة الدولية المتجددة بلبنان من استعادة المؤسسات الدستورية لمسؤولياتها في الحفاظ على البلاد، وسينبه ايضا الى المخاطر التي تحدق بلبنان والتي تتطلب وعياً وعدم الدخول في خلافات جانبية، تصرف الانظار عما هو أهم.

اتفاق التبادل
وتابع الرئيس عون خلال اليومين الماضيين تفاصيل الاتفاق حول انسحاب مسلحي «النصرة» من ما تبقى من جرود عرسال، والتقى لهذا الغرض اللواء ابراهيم الذي تولى التفاوض مع الجهات المعنية بالاتفاق قبل أن يتوجه عصراً إلى البقاع لمتابعة تفاصيل المرحلة الاولى من تنفيذ الاتفاق. واكدت مصادر رسمية مطلعة ان الرئيس عون يتعاطى مع الملف من منطلق وطني عام، وليس من منطلق التفاصيل الداخلية الضيقة، ربما يؤدي الى مردود ايجابي عام على منطقة البقاع الشمالي، وعلى البلد ككل..

وافاد الاعلام الحربي لحزب الله ان المرحلة الاولى من صفقة التبادل بين الحزب وجبهة النصرة برعاية الامن العام نفذت، عبر «تجميع جثث قتلى النصرة وعددهم تسعة سلموا للأمن العام، مقابل رفات 5 من حزب الله قضوا في معارك الجرود».

وحسب الاعلام الحربي، يتوقع ان تتم اليوم المرحلة الثانية، وتقضي بترحيل مسلحي «النصرة» وعائلاتهم، وآلاف النازحين الراغبين بالمغادرة من وادي حميّد في عرسال، على ثماني دفعات بحيث يترافق وصول كل دفعة الى أدلب السورية اطلاق «النصرة» سراح اسير من حزب الله، وكان عددهم في الاصل خمسة كانوا اسروا في اوقات سابقة من العام 2015، واضيف اليهم خلال اليومين الماضيين ثلاثة مقاتلين من الحزب ضلوا الطريق في جرود عرسال فوقعوا في قبضة «النصرة».

وعلمت «اللواء» ان مسلحي «النصرة» حاولوا عبر وساطة الامن العام اللبناني، اجراء صفقة جديدة مع الحزب خارج اطار اتفاق وقف اطلاق النار، لكن الحزب ابلغ هؤلاء اصراره على ان يكون الثلاثة من ضمن الاتفاق، والا فإن سيعتبر الثلاثة شهداء ويواصل معركة تحرير الجرود.

وقدر «الاعلام الحربي» عدد اللذين سيتم ترحيلهم من جرود عرسال بنحو 9 آلاف شخص بينهم على الاقل نحو 120 مسلحاً والباقي من النازحين. وكشف حزب الله ان الشهداء الخمسة الذين تمت استعادة جثامينهم هم: حسن علي شريف، جهجاه محمّد جعفر، مصطفى المقدم، احمد الحاج حسن وقاسم العجمي، والاخيرين سيتم تشييعهما اليوم في الاوزاعي».

واعلن الاعلام الحربي التابع للحزب ان مقاتليه عثروا امس على الملالة العسكرية التابعة للجيش وهي من نوع M113 والتي استولت عليها «النصرة» في معركة عرسال آب 2014، ورفع على الآلية صورة العقيد نور الدين الجمل قائد الكتيبة 83 والذي استشهد اثناء هذه المعركة، تحية تكريم له.

البناء
بوتين يأمر بترحيل 755 دبلوماسياً أميركياً… والجبير يتّهم قطر بإعلان حرب
الجيش السوري يستعدّ لمعركة دير الزور… واستعصاء الرقة قد يفرض عليه التدخل
عشرة آلاف من مسلّحي النصرة وعائلاتهم ومؤيّديهم ينتظرون اليوم الباصات الخضر

صحيفة البناءصحيفة البناء كتبت تقول “في خطوة وصفتها واشنطن بالصادمة رفع الرئيس بوتين عدد الدبلوماسيين الأميركيين الواجب مغادرتهم لموسكو رداً على العقوبات الأميركية من 455 إلى 755 مبقياً تقريباً فقط عشرة دبلوماسيين أميركيين في سفارة واشنطن، التي يحوّلها قانون العقوبات الجديد إلى مركز استخبارات لتجميع المعلومات عن رجال الأعمال الروس المقرّبين من الكرملين. وواشنطن تلقت القرار الروسي الصادم بتصعيد سعودي مفاجئ ضدّ قطر يخلط الأوراق ويفتح باب الاحتمالات الصعبة، على إيقاع بلاغ حربي سعودي على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يهدّد بردّ يوازي ما وصفه بالإعلان القطري للحرب عبر ما وصفه بدعوتها لتدويل مواسم الحج.

هذا المناخ الضبابي في الوضعين الإقليمي والدولي لم يمنع كلام الرئيس بوتين ولا ردّ واشنطن عن مواصلة التعاون، خصوصاً في سورية، حيث العيون تواكب الجيش السوري كحصان رهان وحيد في الحرب على داعش ومعه وحدات المقاومة التي تحرز مثله ومعه النصر تلو الآخرز فبينما كانت المقاومة تقطف ثمار نصرها في جرود عرسال، ببدء تنفيذ اتفاق انسحاب جماعات جبهة النصرة نحو إدلب، كان الجيش السوري شريكها في النصر يستعدّ لنصره التاريخي بالتحضير لمعركته الفاصلة ضدّ داعش في دير الزور التي صار على مشارفها من جهات عدة، وهو يبدو يستأخر سيطرته الكاملة على مدينة السخنة والاندفاع نحو مدينة دير الزور باكتمال الطوق اللازم لبدء الهجوم على دير الزور التي يحتفظ بحامية المطار والمناطق المحيطة به داخلها.

نجحت وحدات الجيش السوري أمس، ببلوغ أطراف دير الزور من الناحية الشمالية الغربية من جهة محافظة الرقة وسيطرت على مجموعة من القرى كانت بيد داعش، وصار طريق قوات سورية الديمقراطية إلى دير الزور محكوماً بالمرور من مناطق سيطرة الجيش السوري، سواء أكانت قادمة من الحسكة أم من الرقة، بينما في الرقة يبدو تعثّر تقدّم قوات سورية الديمقراطية في تحقيق أيّ تقدّم ووقف انسحاب داعش لمسلحيه من الرقة بعد إكمال الجيش السوري للطوق الجنوبي الشرقي والغربي عليها بداية القتال الجدي الذي تبدو الوحدات الكردية عاجزة عن المضيّ فيه ويبدو التجميد مسيطراً على العملية العسكرية فيها، ما بدا أنه يطرح بقوة الحاجة لتدخل الجيش السوري وحلفائه لحسم الأمر هناك، بسقوط آخر الرهانات الأميركية على تحقيق إنجاز نصر ولو جزئي على داعش من دون دور للجيش السوري وحليفه الأبرز حزب الله ومثله الحليف العراقي الحشد الشعبي الذي يتقدّم نحو تلّعفر بعدما باتت الحاجة لمشاركته شرطاً للفوز بالمعركة رغم التحفّظات الأميركية والتركية والكردية، وبعد تلّعفر سيكون الحشد الشعبي على خط الحدود مع سورية من ناحية البوكمال.

بالتوازي والتزامن مع ما يجري في سورية كانت المقاومة تنجز الجزء الأول من اتفاق انسحاب النصرة من جرود عرسال بعد الضربة القاضية التي وجّهها لها مقاتلو المقاومة خلال ساعات الهجوم الصاعق قبل أسبوع، حيث تمّت برعاية الأمن العام اللبناني عملية تبادل جثامين شهداء المقاومة مع جثث قتلى جبهة النصرة، ليبدأ وصول الباصات الخضر إلى فليطة تمهيداً لبلوغها ظهر اليوم جرود عرسال والبدء بنقل قرابة عشرة آلاف ممن سجلوا أسماءهم من مسلحي جبهة النصرة وعائلاتهم ومؤيّديهم والنازحين الراغبين بالمغادرة معهم، في ما وصفته مصادر متابعة بالأمر المرحَّب به، لتخفيض عدد النازحين، لافتة إلى أنه محاولة للتغطية على العدد الفعلي لمسلحي النصرة الذين فشلوا بمواجهة مقاتلي المقاومة، والقول إنّ المغادرين هم النازحون وبينهم مئات قليلة من المسلحين، بينما الحقيقة هي أنّ أكثر من ألف من مسلحي النصرة هم الذين سيغادرون بعدما تلقوا خسارتهم الفادحة في معارك الأيام الماضية.

إنجاز المرحلة الأولى من «الصفقة»
لا يزال الوضع في جرود عرسال يحتلّ صدارة الاهتمام المحليّ في ظل حالة الجمود المسيطرة على المشهد السياسي الداخلي. فقد تمّ أمس إنجاز المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين حزب الله و»جبهة النصرة» في اللبوة البقاعية.

وتسلّمت المقاومة جثامين خمسة شهداء لها، ارتقوا خلال معارك جرود عرسال الحالية والسلسلة الشرقية سابقًا، مقابل تسلّم «النصرة» جثث 9 من قتلاها في المعارك، برعاية الأمن العام اللبناني.

وقد أعلن «الإعلام الحربي» في وقتٍ سابق إتمام عملية تحديد هوية رفات شهيدين لحزب الله بعد الكشف عليهما في وادي الخيل، حيث دفنتهما «النصرة» في وقت سابق واتجهت بهما إسعاف «الهيئة الصحية الإسلامية» إلى اللبوة، إضافة إلى رفات شهيدين آخرين جرى نقلهما من وادي حميد عبر الصليب الأحمر ثم بعدها إلى اللبوة. كما أفاد أن «الصليب الأحمر تسلم رفات الشهيدين قاسم محمد عجمي وأحمد الحاج حسن اللذين استشهدا في معركة جرود عرسال»، مضيفاً أنّ رفات الشهيد الخامس موجودة لدى جهة أخرى غير جبهة النصرة ويجري العمل على تسلمها، بينما تسلمت «النصرة» بالمقابل المدعوّة ميّادة عيوش وابنها.

وكان الأمن العام اللبناني ألقى القبض على ميّادة عيوش التي تبين أنها ناشطة في جمعية كانت تموّل جبهة النصرة.

وقد توجّهت سيارات «الهيئة الصحية الإسلامية» من الهرمل باتجاه اللبوة لنقل 9 جثث لمسلحي النصرة، كما دخل موكب آخر للهيئة باتجاه عرسال لنقل جثامين شهداء المقاومة إلى بعلبك، ومن المتوقع نقل جثث مسلحي «الجبهة» إلى محافظة إدلب الواقعة شمال غرب سورية.

وقاد عملية التفاوض المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ووفق معلومات «البناء» فقد تم اختيار موقع وادي حميد لعملية التبادل للجثامين بحضور مبعوث التلي المدعو «أبو عمر» و»أبو طاقية» مصطفى الحجيري وضابط منتدَب من اللواء إبراهيم، وبحضور عناصر الجيش اللبناني.

وأكد اللواء إبراهيم، في حديث تلفزيوني، أن «ما يحصل اليوم في جرود عرسال هو اتفاقية وليس صفقة سمحت بخروج عناصر «النصرة» سالمين بعد محاصرتهم في بقعة محدّدة»، لافتاً إلى أنه «في المقابل كان لا بد من أثمان يدفعها هؤلاء»، موضحاً أن «الثمن هو ما يجري العمل على إتمامه مرحلة بعد مرحلة».

وتمنّى إبراهيم أن «نرى ما يحصل اليوم وما سنراه تباعاً في مزارع شبعا»، مشدّداً على أن «نَفَسَنا طويل من أجل إنجاز المهمة»، مشيراً إلى أن «الأمور قيد التحضير للمرحلة الجديدة التي هي الخطوة الثانية».

وجدّد إبراهيم تأكيد أن «تنفيذ الاتفاق سيتحدث عن نفسه والسرية مطلوبة. وهي أساس نجاح العمل الذي نقوم به، وسيأتي الوقت الذي سنتحدث فيه عن كل ما جرى»، مشدداً على أن «جميع المسلحين والنازحين الذين اختاروا الخروج بإرادتهم سيكون عن طريق البر، وكل ما قيل عن موضوع المطار عار عن الصحة»، موضحاً أن العملية لبنانية تمّت عبر وسطاء مع المسلّحين». وشدّد على أن «الدولة اللبنانية عازمة على أن لا تبقى بقعة محتلة. وفي المستقبل القريب ستحدد المعركة مسار الحل عسكرياً أو عبر التفاوض مع داعش».

ورداً على سؤال حول إمكانية خروج مطلوبين من مخيم عين الحلوة بموجب هذا الاتفاق، لفت إلى أن «هذا الموضوع طرح في بداية التفاوض، لكن بالشروط التي طرحت هو مرفوض من قبلنا، لأنها تمسّ بسيادة الدولة اللبنانية»، قائلاً: «هناك أسماء مطلوب خروجها من المستحيل أن نوافق عليها، والذي يريد أن يخرج يجب أن يكون سورياً، وهم يطالبون بخروج أشخاص من جنسيات مختلفة».

وحول إطلاق سراح الموقوفة ميّادة علوش، أوضح إبراهيم أن ملف علوش منفصل عن اتفاق التبادل، مشيراً إلى أن «لديها وضعاً يسمح بإطلاق سراحها. وهي طلبت أن تغادر مع المغادرين، والمقبل سنراه في وقت قريب».

شروط «التلي» كادت تطيح «الصفقة»
واعترضت عملية التفاوض بعض العقبات التي كادت تطيح الصفقة برمّتها، بعد أن طلب «التلي» شروطاً إضافية تمثلت بإطلاق سراح موقوفي معركة عبرا، بمن فيهم الارهابي «أحمد الأسير»، ما لاقت رفضاً قاطعاً من الطرف اللبناني، عندها وجد «زعيم النصرة» نفسه بين خيارين: الموت أو الأسر، فرضخ مرغماً الى التسوية. وممن اشترط «أبو مالك» إطلاق سراحهم شادي المولوي ومعه 27 لبنانياً وأسامة الشهابي وهيثم الشعبي وبعض مناصري الأسير.

ولفتت مصادر مطلعة لـ «البناء» «أن اتفاق وقف إطلاق النار وإنجاز المرحلة الأولى من صفقة التبادل التي تم الاتفاق عليها، شكّل انتصاراً للمقاومة وتأكيد موقفها بأنها لا تريد القتل والتشفي من المسلحين، بل تريد تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإرهابي». وأوضحت أن «أسباب تأخر تنفيذ المرحلة الثانية لوجستية بعد ارتفاع عدد الذين سجّلوا أسماءهم للعودة لسورية الى أكثر 13 ألف نازحٍ».

.. والمرحلة الثانية اليوم
وأعلن الإعلام الحربي أن المرحلة الثانية من عملية التبادل تبدأ صباح اليوم الاثنين، بخروج مسلحي النصرة وعائلاتهم مقابل الإفراج عن أسرى حزب الله لدى النصرة.

وكان حساب مقرّب من «النصرة»، قد نشر صورة للأسرى الثلاثة الجدد للحزب، الذين ضلوا طريقهم، ووقعوا أسرى لدى «الجبهة» في وادي حميد.

وقد بدأ وصول الحافلات التي ستقلّ مسلحي النصرة والنازحين إلى بلدة فليطة بالقلمون الغربي والتي يُقدَّر عددها بـ 150 حافلة، على أن يتم إخراجهم اليوم من مخيمات وادي حميد والملاهي عبر خط جرود عرسال ثم صعوداً نحو فليطة وطريق دمشق حمص حتى إدلب.

رفض لبناني لنقل إرهابيين من عين الحلوة
وفي سياق ذلك، تحدّثت معلومات عن طلب النصرة إخراج إرهابيين ينتمون لها من مخيم عين الحلوة في صيدا، كشرطٍ لغتمام صفقة التبادل، وقد علمت «البناء» أن 27 لبنانياً من بين 120 شخصاً سجلوا أسماءهم للمطالبة بمغادرة المخيم الى إدلب، ضمن الصفقة»، لكن مصادر أمنية قالت لـ«البناء» إن «نقل مطلوبين للعدالة ورؤساء وأعضاء في شبكات وخلايا إرهابية من المخيم الى سورية غير وارد لدى السلطات اللبنانية»، موضحة أن «هذا الأمر يشكل خطراً أمنياً على لبنان، إذ إن هؤلاء المطلوبين يخضعون الآن لمراقبة دقيقة من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية والقوى الفلسطينية، وفي حال خروجهم سيجعلهم محرّرين من الرصد وبالتالي يستكملون إدارة الشبكات والعمليات الإرهابية من سورية، وبالتالي هذا الشرط الذي تطلبه النصرة لن يتحقق».

وأعلن المسؤول في حركة «فتح» العميد محمود عيسى في تصريح أن «حتى الآن لا توجد أي موافقة رسمية حول مغادرة مطلوبين في مخيم عين الحلوة ضمن الصفقة بين حزب الله والنصرة الى ادلب»، ولفت الى أن «الجهة اللبنانية رافضة لأن ينتقل أي مطلوب بالأعمال الإرهابية من مخيم عين الحلوة الى إدلب».

أسبوع اختبار النيات قبل بدء المعركة…
وفي حين بات الجيش على أتمّ الجهوزية والاستعداد لبدء المعركة الفاصلة والأخيرة مع تنظيم «داعش» المنتشر في وادي حميد في جرود عرسال وجرود القاع ورأس بعلبك والفاكهة، تحدّثت مصادر في المقاومة لـ «البناء» عن تنسيق بين الجيش والمقاومة لمواجهة أيّ تطور على الجبهة مع داعش، مشيرة الى أن «مجريات المعركة مع «النصرة» انعكست سلباً على عناصر وقيادة تنظيم داعش التي أصيبت بالذهول والإرباك بعد سيطرة المقاومة على مساحة 100 كلم خلال يومين وأنهت وجود النصرة في هذه المساحة وفرضت عليها التفاوض والانسحاب الى سورية».

ولفتت المصادر إلى أن «المقاومة جاهزة لخوض المعركة، لكنها تعطي الأولوية للجيش وتقف خلفه وتسانده عندما يطلب ذلك، لكن في حال كلفت قيادة المقاومة الوحدات الميدانية المرابضة في الجرود القيام بالمهمة، ستبدأ فوراً بالهجوم على مواقع التنظيم وستحقق انتصاراً جديداً وفي وقتٍ قليل أيضاً».

وفي حين أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة عن تكليف الجيش القيام بعملية عسكرية مدروسة في عرسال، قالت مصادر سياسية لـ«البناء» إن «معركة داعش باتت قريبة وستفرض نفسها، لكننا أمام أسبوع فاصل عن انطلاقها، يشكل اختباراً لنيات فريق المستقبل والقوات في الحكومة، إذا كان تأييدهم لخوض الجيش المعركة من باب المناورة أو حقيقة»، ولفتت الى أن «هذا الفريق يقع بين خيارين أحلاهما مرّ: الأول يريد أن يتولى الجيش المعركة وتحرير الجرود ليحجب عن المقاومة تحقيق الإنجاز والحؤول دون تكرار حالة الاحتضان الشعبي الذي رافق المعركة مع «النصرة»، والثاني يدرك هذا الفريق أن إنهاء داعش الى جانب القضاء على النصرة، يعني إنهاء الوجود الإرهابي في الجرود، ما يفقده ورقة للاستثمار الداخلي، فضلاً عن أن ذلك سيفتح الباب لمعالجة أزمة النازحين لا سيّما مع وصول عدد الذين طلبوا العودة لسورية الى 11 ألف نازحٍ».

وأكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أننا «نعتزّ بوقفة جيشنا الوطني اللبناني، وبالدور المهم الذي أداه في حفظ الاستقرار في بلدة عرسال، وفي طمأنة الناس وحماية مخيمات النازحين، وهو يتهيأ لدور أكبر في المرحلة المقبلة، حيث سنكون جنباً إلى جنب تنسيقاً وتخطيطاً وأداء، وأما مَن لا يعجبه هذا الوضع، فليذهب ويبحث عن أي أمر آخر، فنحن لن نعلق على ما قيل من ثرثرات، ولكننا نمارس قناعاتنا الوطنية ونقوم بواجبنا تجاه أهلنا ومجتمعنا ووطننا، ولا تحركنا طائفيات ولا مذهبيات».

المصدر: صحف