أظهرت دراسة نشرت نتائجها مجلة نيوزويك الأميركية أن قيم الثقافة الغربية مسؤولة عن تعاسة البشر في وقتنا الراهن.
وجاء بالدراسة -التي أجرها بروك باستيان أستاذ علم النفس بجامعة ملبورن الأسترالية- أن الاكتئاب بات أكثر شيوعا في الثقافات الغربية مثل الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا ونيوزيلندا عنه في الثقافات الشرقية.
وصنف باستيان في مقاله بنيوزويك الاكتئاب على أنه السبب الرئيسي وراء الإعاقة على نطاق العالم، وأنه ظل ينتشر باطراد طوال العشرين عاما الماضية.
ولعل هذا ما يشي بأن الاكتئاب أضحى "وباء صحيا حديثا" و "عَرَضا ثقافيا" كذلك.
ويدرك خبراء الصحة العامة أن العيش في بيئة تتوفر فيها المأكولات السريعة تُعد أحد العوامل الرئيسية في أوبئة العصر مثل داء السكري وأمراض القلب، الأمر الذي يتطلب فهم السياق العام لا السلوك الفردي وحده.
وانتقل أستاذ علم النفس للحديث عن مفاهيم السعادة، حيث قال إنها حالة عاطفية بامتياز في الثقافة الغربية.
فشركات الإعلانات تقرن دوما منتجاتها بمشاعر السعادة من خلال نشر وجوه مبتسمة على لوحات الإعلان وشاشات التلفاز والمجلات أو الإنترنت، ولعل هذا ما يجعل منتجاتها جذابة للجمهور والمشاعر الإيجابية المرتبطة بها تبدو مثالية، على حد تعبير المقال.
ثم إن وسائل التواصل الاجتماعي -أو بدقة أكثر الطريقة التي دأبنا على استخدامها- تمثل مصدرا ثابتا لمظاهر السعادة المثالية التي تبدو على وجوه مستخدميها.
وخلص عالم النفس الأسترالي إلى أن الثقافة الغربية -كما أظهرت دراسته- ظلت تعمل على "عولمة السعادة" مما ساهم في تفشي "وباء الاكتئاب" على حد وصفه.
وقال باستيان إن القيم الثقافية الغربية مسؤولة في بعض الأحيان عن الصحة العقلية للبشر.

المصدر: نيوزويك