كشفت الصين عن نجاحها في تشغيل روبوتات مختصة بالنظر في المسائل القانونية والقضائية، وذكر مسؤولون في النيابة العامة بمقاطعة "جيانغ سو" شرق البلاد، أن روبوتات مختصة في مجال القضاء تمكنت -منذ سبتمبر/أيلول الماضي- من النظر في حوالي 15 ألف قضية قانونية.
وأشاروا إلى أن الروبوتات المختصة نجحت في مراجعة كافة الملفات والقضايا بنسبة 100%، وأنها عثرت على أكثر من سبعة آلاف خطأ في ملفات سابقة كان قد راجعها قضاة ومحامون بشريون.
وكانت بكين قد كشفت في منتصف العام الماضي عن رغبتها في تشغيل الروبوتات في مجال القضاء، وحددت فترة تجريبية لهذا الغرض لا تتجاوز العام. ووفق مسؤولين صينيين فإن الروبوتات ساعدت خلال الأشهر الماضية على التعامل مع القضايا القانونية في أكثر من سبع مدن صينية.
عدالة الروبوتات
مع انتشار خبر الروبوتات القضائية في وسائل الإعلام المحلية، تفاعل رواد مواقع التواصل الصينية مع الحدث، وتساءل نشطاء عن مدى قدرة الصين على وضع حد للتشكيك في نزاهة القضاء.
وكتب ناشط صيني على صفحته في موقع "ويبو" المعادل لتويتر في الصين، "إنه شعور رائع أن ينظر في قضيتك روبوت آلي". وعلق آخر "ربما تكون الروبوتات أكثر عدالة من البشر".
بينما دعا محام إلى التنبه لمخاطر دخول الروبوتات في مجال القضاء، مشيرا إلى انحسار فرص العمل أمام طلاب الحقوق في المستقبل، وخطورة ذلك على القوى العاملة في الصين.
مخاوف مشروعة
واعتبر "دونغ يي" عميد كلية الاقتصاد في جامعة "جينان" تطور صناعة الروبوتات -وخاصة التشغيلية منها- خطرا كبيرا على الاقتصاد الوطني، من شأنه أن يفاقم أزمة انخفاض القوة العاملة في الصين وارتفاع معدلات البطالة، وقال إن الروبوتات استطاعت خلال فترة قياسية أن تستأثر بنحو 15% من القطاعات الصناعية الإنتاجية.
وتوقع دونغ -في حديثه للجزيرة نت- أن تحتل الروبوتات التشغيلية نحو 45% من سوق العمل بحلول عام 2020، مشيرا إلى أنه في ذلك الوقت سيكون نحو 65% من الموظفين معرضين للتسريح من عملهم ووظائفهم.
وأضاف أن دخول نحو 25 ألف روبوت في العام إلى سوق العمل يعني الاستغناء عن نحو 250 ألف موظف، لافتا إلى أنه في مثل هذه الحالة لا ينبغي النظر إلى انتشار الروبوتات على أنه ظاهرة صحية.
يشار إلى أن الصين بدأت العام الماضي استخدم الروبوتات على نطاق واسع أيضا في مجال الطب وتقديم الخدمات العلاجية للمرضى، وقد ذكر المعهد الطبي العالي في العاصمة بكين أن 75 روبوتا أجرت نحو ثلاثين ألف عملية جراحية حساسية خلال شهرين فقط.
هذا وتعكف بكين على تطوير روبوت طبي قادر على إجراء عمليات القلب المفتوح خلال السنوات الثلاث المقبلة.

المصدر: الجزيرة