يعتبر النجاح الذي حققته الدورة التاسعة والعشرون من معرض الكتاب الدولي في دمشق شهادة لما حققته سوريا في حربها ضد الإرهاب، التي دارت رحها في عام 2012، ومعها انقطع بث المعرض لمدة ست سنوات متواصلة، حتى عاد السنة الماضية بنسخة اقتصرت على دور النشر السورية، حيث حملت النسخة الماضية اسم دورة العودة، فيما حملت نسخة هذا العام اسم نسخة الاستمرار.
المعرض الذي انطلق في  الثاني من أغسطس الجاري، وانتهت فعالياته في 12 أغسطس فى العاصمة السورية دمشق، شارك فيه 150 دار نشر من داخل سوريا وخارجها، حيث قالت الوكالة العربية السورية إن قائمة المشاركين شملت 100 دار نشر سورية، بالإضافة إلى 40 دار نشر أجنبية من لبنان والأردن والسعودية ومصر والعراق وفلسطين وإيران، كما شهدت فعاليات هذه النسخة مشاركة “دار جرير” من السعودية و”دار المنهل” الأردنية.
فعاليات هذه الدورة شهدت واقعة أغضبت السوريين، وهي وجود بعض الكتب التي أثنت على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العدو الأول لسوريا، الذي لعب دورًا كبيرًا في إراقة الدم السوري عبر السنوات الماضية. الكتاب الأول حمل اسم “الشيخ الرئيس.. مؤذن إسطنبول ومحطم الصنم الأتاتوركي”، للكاتب المصري شريف سعد الدين تغيان، الصادر في 2011، أما الكتاب الثاني فكان بعنوان “تركيا من الحداثة إلى الخلافة” للكاتب المصري منصور عبد الحكيم، والصادر في عام 2013.
بعض المثقفين رفضوا فكرة وجود الكتابين بالمعرض، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا أن ما حدث بمثابة اختراق ثقافي واستخباراتي، مطالبين وزارة الثقافة السورية بضرورة مراقبة محتويات الكتب المشاركة بالمعرض، في حين أن البعض الآخر اعتبر أن هذا بمثابة انفتاح للثقافة السورية التي تقبل بالرأي الآخر، وتحترم حرية التعبير.
وقال هيثم الحافظ، رئيس اتحاد الناشرين السوريين في تصريحات صحفية، إن الهدف من وراء المعرض في الوقت الحالي هو المحافظة على صناعة النشر في سوريا، التي كانت مزدهرة في الماضي القريب، ونتيجة الظروف الحالية اعتقد البعض من الناشرين أن هذه المهنة قد تلاشت وقُضِي عليها، كاشفًا عن أن عدد دور النشر المنتسبة إلى اتحاد الناشرين زاد خلال ثلاث سنوات سبعين شركة، فأصبحت ما يقارب المائتين وثلاثين، موضحًا أنه كل عام يطلب الانتساب ما بين عشرين وثلاثين شركة، مشيرًا إلى أنهم يخططون حاليًّا لأن يكونوا ضمن الخمسة معارض الكبيرة على المستوى العربي خلال الدورات القادمة.

المصدر: البديل