لم يثبت أنَّ اللحى تجعل الرجال أكثر وسامة فحسب، بل أظهرت دراسة أنَّ اللحى الكثيفة لها فوائد صحية أيضاً.
فقد كشفت دراسة أجراها الأساتذة الجامعيون في جامعة كوينزلاند بأستراليا، أنَّ اللحية يمكن أن تحميك من 90-95% من ضرر الأشعة فوق البنفسجية، بعامل حمايةٍ من الأشعة فوق البنفسجية، قد يصل إلى 21، وقال خبراء لصحيفة The Independent البريطانية إنَّهم يدعمون هذه النتائج.
إذ قال البروفيسور باريزي، الباحث الرئيسي في الدراسة: “لن تقي اللحى من الشمس بنفس درجة واقي الشمس، لكنها عاملٌ ضروري في منع الأشعة فوق البنفسجية”، وقد يعني التعرُّض المنخفض للأشعة فوق البنفسجية أيضاً أنَّ اللحى تؤجل ظهور علامات الشيخوخة، وتحافظ على البشرة التي تغطيها شابةً وخاليةً من التجاعيد، هذا بالإضافة إلى أنَّ مُطلِقي اللحى يكونون أقل عُرضة للإصابة بسرطان الجلد.
وأوضح الطبيب آدم فريدمان، أن التعرُّض لأشعة الشمس هو السبب الرئيسي في ظهور الشيخوخة، وتلف البشرة، ولذا فمن المنطقي أن تحمي اللحية الكثيفة البشرة من علامات التقدُّم في السن.
وليست هذه الدراسة الأولى بهذا الخصوص، إذ تشير دراسة صدرت في 2016 إلى أن شعر الوجه لا يزيد من مخاطر التلوث الجرثومي، مقارنة بحليقي اللحية الذين تزداد معدلات إصابتهم بالعدوى ببعض الأنواع من البكتيريا.
وأضاف فريدمان، وهو طبيب أمراض جلدية يعمل في إحدى عيادات شارع هارلي ستريت بإنكلترا، وهو الشارع الذي يشتهر بوجود المتخصصين في مجال الطب والجراحة، قائلاً للصحيفة البريطانية: “وهذا يعني وجود خطوط رفيعة أقل، ويُقلِّل النمش الشيخوخي (أو البقع الكبدية) التي يشيع ظهورها على الوجه، إنَّ هذا ينطبق أيضاً على من لديهم شعر كثيف في رؤوسهم، لا يميل الأشخاص الذين لديهم شعرٌ كثيف في رؤوسهم إلى الإصابة بسرطان الجلد أو عوامل الشيخوخة على فروة الرأس، إلا بعد أن يفقدوا الشعر، ولذلك يمكننا أن نرى أنَّ للشعر دوراً في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية”.
لكنَّ أحد أطباء الجلدية أشار إلى نقطةٍ هامة، وهي أنَّ الأمر لا يعني أنَّ بعض الشعر القصير والخفيف على وجهك سيحميك من الضرر.
فقال الطبيب أنيل للصحيفة: “الحماية من الأشعة فوق البنفسجية تعتمد على سُمك وكثافة اللحية”، وبعبارةٍ أخرى، كلما زادت كثافة اللحية كان ذلك أفضل، وأضاف: “ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الأبحاث، لكنَّ النتائج الحالية تقول إنَّ شعر الوجه يمكن أن يحمي من أضرار الشمس”.
وكانت الدراسة قد أُجريت باستخدام نماذج بشرية “مانيكان” تُرِكَت مُعرَّضةً للشمس، وكان بعضها ذا لحى كاملة، وبعضها ذا لحى جزئية، وبعضها بدون لحى.
وأدار العلماء الرؤوس في أثناء فترة البحث، ليتأكدوا من أنَّ كل دمية تتعرَّض للكمية نفسها من أشعة الشمس، وبعدها قاموا بقياس مستويات الإشعاع التي امتصتها كل دمية.