أظهرت الأبحاث مؤخراً، أن معظم الكتب التي نقرأها لها تأثير في تحفيز قدراتنا الإبداعية، وكشفت تلك الأبحاث مدى تأثيرها غير العادي على العقل.

وقد تمكن العلم من إثبات أن الكلمات المكتوبة لها تأثير كبير على الدماغ، في كثير من الأحيان، أكثر من مشاهدة قصة على شاشة التلفزيون، بحسب موقع Bellissima Mente الإيطالي.

ويعتقد العلماء أن قراءة كتاب يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في تركيب الدماغ تدوم أكثر مع مرور الوقت، فالقصص التي نقرأها، وخاصة إذا كانت تحتوى على أحداث عاطفية، يمكن أن تنجح حقاً في رفع روحنا المعنوية.

وكان العلماء اكتشفوا سابقاً وجود علاقة بين العمر الذي يبدأ فيه الطفل القراءة وتطور ذكائه، بداية من السابعة في عمره، كما أن القراءة تحمي من مرض ألزهايمر، وبصورة ما تطيل فترة الشباب، بحسب موقع “روسيا اليوم”.

فيما يلي نتعرف على بعض التغيرات التي تحدث في المخ، بحسب تقرير موقع Bellissima Mente الإيطالي.

التغييرات في الإدراك: بيَّنت أبحاث أن قراءة مشهد موصوف، بشكل جيد، في كتاب مفصَّل بدقة، تعادل عيش الدماغ حقاً في ذلك المشهد نفسه. إن العقل قادر على أن يستعيد من الذاكرة كل الأشياء التي تم تكرارها في أثناء القراءة. وفي الوقت نفسه، تؤثر عمليات مختلفة في أثناء القراءة على التصور والذاكرة.

بالإضافة إلى أنه في أثناء قراءة وصف ما، يقدر الدماغ على إنشاء ألبوم من العناصر والمشاهد الشخصية، التي ترتبط بعضها مع بعض، ونشعر حينها بأنها تجربة شخصية وليست مجرد قراءة.

دور الخلايا العصبية المرآتية: تدخل في عملية القراءة أيضاً ما يسمى الخلايا العصبية المرآتية. وقد عُرفت هذه الأخيرة منذ فترة طويلة بتنفيذها عمليات التعاطف. على سبيل المثال، عندما ينظر الطفل إلى تعبيرات وجه أمه، بسبب تدخل الخلايا العصبية المرآتية، يتفاعل تلقائياً عن طريق التكييف مع تلك التعبيرات بالطريقة نفسها.

ونقوم في أثناء القراءة بالعملية نفسها. على سبيل المثال، إذا قرأنا وصفاً يسير فيه بطل الرواية، تنشط في دماغنا المناطق المخصصة للمشي. وتقودنا هذه العملية إلى التعايش قدر الإمكان مع شخصيات القصة.

تغيير وجهة النظرك تعتبر القراءة تجربة مفيدة جداً؛ لأنها تتيح لنا الفرصة لفهم وجهات نظر مختلفة عما نعتقده. فعندما نقرأ، يمكننا أن نرى مشاهد وأحداث القصة من وجهات نظر الشخصيات المختلفة.

وبهذه الطريقة، سنكون أيضاً أكثر قدرة على تطبيق هذا المنطق في الواقع، وحينها سوف نكون قادرين على كسر الحاجز بسهولة مع الآخرين، وتطوير مهارات فهمنا لمشاعرهم وعواطفهم.

المصدر: هافينغتون بوست