حقق فريق أكاديمي علمي من جامعة الكويت إنجازاً علمياً تاريخياً وبحثياً مهماً؛ باكتشاف مخطوطات عربية نادرة في أديرة (جبل آثوس المقدس) في اليونان، أو ما يسمى (الأرض المحرمة).
وتحوي سفوحه بين جنباتها عدداً كبيراً من المخطوطات والرقاع والصحائف الإسلامية العربية النادرة التي لم تدخل ضمن أي نطاق.
ويعد هذا الاكتشاف سبقاً علمياً عربياً مهماً، واجهته (آثوس الجبل المقدس)، وتحديداً المكتبات والأديرة التي تقبع على التراث المعرفي الإسلامي حتى اليوم.
وتولّت بعثة فريق كلية الآداب بجامعة الكويت البحث والتنقيب أياماً متواصلة، مستهدفة بقعة جغرافية ذات حساسية دينية وجغرافية، خاصة في المنطقة الواقعة شمالي اليونان، والتي يطلق عليها (الجبل المقدس) أو (حديقة أم الإله)، التي لا يسمح بدخولها إلا للرجال فقط، ومحرمة على النساء منذ قرون بعيدة.
وقال أستاذ الحضارة الإسلامية في كلية الآداب بجامعة الكويت، الدكتور عبد الهادي العجمي، لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، السبت: "إن بعثة الكويت تعدّ أول بعثة عربية علمية متخصصة تزور تلك المنطقة، وكانت الكلية والجامعة على تواصل وتنسيق دائمين مع السلطات اليونانية، وسفارة أثينا لدى الكويت؛ للإعداد لهذه الزيارة العلمية وبرنامجها".
وأضاف العجمي أن "البعثة، ورغم بعض الصعوبات الإدارية التي واجهتها، خصوصاً الحصول على تصاريح الدخول، لكن ما يحويه جبل آثوس من أديرة وكنائس ومكتبات لم تُستهدف من قبل الباحثين والمؤرخين العرب سابقاً، ولم تكشف خباياها حتى اليوم، كان يزيدنا إصراراً للوصول إلى أرض الجبل والبحث عن خباياه من مخطوطات ورقاع وصحائف تاريخية نادرة".
وذكر أن "كثيراً من المخطوطات العربية النادرة التي طالعتها البعثة، رغم صعوبة تاريخها، تعود إلى عصور إسلامية متقدّمة، وجرى نسخها وصناعتها خلال فترة ليست بقصيرة"، مبيّناً أن "موضوعات المخطوطات التي اطلع عليها الفريق تعالج موضوعات متنوعة، ومظاهر حياتية واجتماعية وطبية ودينية مختلفة من التاريخ الإسلامي".
ولفت العجمي إلى أنه "رغم وجود آلاف من المخطوطات العربية والإسلامية النادرة الموجودة في مكتبات ومتاحف أوروبا، فإن فريق البعثة الكويتية كان على قناعة بأن الجزء الأكبر من المخطوطات والرقاع التاريخية النادرة لا يزال موجوداً".

المصدر: الخليح اونلاين