يحتفل العالم في الأسبوع الأول من تشرين الأول كل عام، بيوم الابتسامة العالمي، بمبادرة أطلقها الفنان هارفي بيللا العام 1999. وبحسب العلماء فإن الابتسامة ليست مرتبطة بالسعادة في كثير من الأحيان بل هي ردة فعل طبيعية يرجعها العلماء لمجموعة من عوامل التأقلم البشري. وأسباب الابتسامة تتغير مع تقدم العمر، فالناس قد لا يبتسمون بسبب السعادة، بل ليثبتوا قدرتهم على الوقوف أمام رياح التغيير في الحياة. ومع تقدم العمر تصبح الابتسامة شيئاً فشيئاً أبعد ما تكون عن التعبير عن السعادة.
وفي عام 1924، أجرى عالم النفس كاريني لانديس من جامعة مينيسوتا سلسلة من التجارب تحت عنوان «تعبيرات الوجه العفوية والتبعية»، بهدف التعرف على الأنماط المختلفة لعمل عضلات الوجه، المسؤولة عن التعبير عن المشاعر. تمت التجارب على المتطوعين من الطلاب الجامعيين، برسم خطوط على وجوههم في حالاتهم المختلفة، بعد أن قام علماء النفس بتحريض مشاعرهم بطرق مختلفة منها: إسماعهم موسيقى الجاز ولمسهم لضفادع وشم روائح عدة. وهذا ما أظهر تعابير عدة مختلفة على وجوههم، وكان الجزء الأسوأ من التجربة عندما كان على الطلاب قطع رؤوس فئران حية.
كشفت التجارب أن الابتسامة هي التعبير الأكثر للوجه في حالات عدة، فقد ظهرت لدى مختلف الطلاب في 16 حالة مختلفة من التجربة، فالناس يبتسمون حتى عندما يشعرون بالاشمئزاز والغضب والكراهية والدهشة وغيرها من المشاعر السلبية. عندها أعلن العالم أن الابتسامة لا تعبّر بالضرورة عن حالة الإنسان الداخلية أو مشاعره. وفي العام 1985، وصف العالم النفسي بول إيكمان، في كتابه «علم نفس الكذب»، 18 نوعاً من الابتسامات، وخلص إلى أنها لا تعبّر جميعها عن حالة الفرح أو السعادة ما عدا ابتسامة واحدة.
أما أكبر دراسة للابتسامات فكانت في جامعة مينيسوتا في ولاية فلوريدا لمجموعة من علماء النفس الذين حددوا الابتسامة المثالية التي يعتبرها معظم الناس نابعة من القلب والأكثر صدقاً. فقد قام العلماء برسم 27 نموذجاً ثلاثي الأبعاد لوجوه مبتسمة لـ 800 شخص خضعوا للتجربة، من عمر 18 حتى 82 عاماً، تتفاوت فيها ارتفاع زوايا الشفاه وعرض الابتسامة ومدى ظهور الأسنان. واختاروا منها الابتسامة الأكثر صدقاً وتأثيراً. وفقاً للباحثين هناك نوعان من الابتسامات: المصطنعة والحقيقية. ولمعرفة الابتسامة الحقيقية، يجب النظر إلى زوايا العين، حيث تبدو خطوط الضحك، وفي حال عدم وجودها، فالاحتمالات كبيرة بأن تكون الابتسامة مصطنعة