أشارت دراسات أجراها علماء أحياء الى وجود سبب لوقوف طيور الفلامينغو على ساق واحدة.
على عكس البشر فإن طيور الفلامينغو تجد راحة أكبر عند الوقوف بساق واحدة، وتتخذ من هذا التصرف وضعية نوم مُفضلة لها. رغم أن سبب وقوف الطائر على ساق واحدة يظل مبهماً ولغزاً عصياً، لكن بعض العلماء يعزون ذلك إلى تنظيم درجة حرارة الجسم، فيما يرى آخرون أنه قد يكون من شأنه تخفيف إجهاد العضلات.
يقول علماء الأحياء في جامعة جورجيا تيك لمجلة Biology Letters، إنه بدلاً من استخدام القوة العضلية الفاعلة للتوازن على ساق واحدة –مثلما يفعل الإنسان، وهو ما يُشعره بالتعب- فإن النظام العضلي والعظمي الفريدين لطيور الفلامينغو يساعدان الجاذبية الأرضية لتكون هي مفتاح السر كله.
يبدو أن الهيكل العظمي لطيور الفلامينغو هو المفتاح، إذ إن طيور الفلامينغو تمتلك مفصلان رئيسيان على سيقانها مثلما لدى الإنسان. لكن ما تراه ينثني إلى الخلف في ساق الفلامينغو ليس ركبة الساق، بل كاحلها، أما ركبة الطائر فمختبئة ضمن قسمات جسم الطير في الجزء الأسمن من جسمه.
عندما يكون الفلامينغو جاهزاً ليغفو يرفع إحدى ساقيه ويحرك جسمه غريزياً، بحيث لا تبقى ساقه الوحيدة أسفل خاصرته، بل تكون متمركزة تماماً تحت مركز ثقله، في ذات الوقت يسحب الطائر ساقه الأخرى إلى الأعلى لتنثني الركبة، فيستريح الفلامينغو على ساقه. وتعود جميع المفاصل إلى أماكنها.
يُشير العلماء إلى أنه لو نظرتم إلى الطير من الأمام بينما هو واقف على ساق واحدة، ترون القدم أسفل الجسم مباشرة، ما يعني أن الساق تتخذ زاوية داخلية، وهذه هي الوضعية التي عليك اتخاذها من أجل تفعيل ميكانيكية البقاء في توازن.
وبينما يبقى الفلامينغو متوازناً بلا حراك على الإطلاق طيلة نومه، فإن الجاذبية الأرضية هي التي تؤدي بقية الدور وتساعد الطائر على الحفاظ على وضعيته في مكانه.
وقالت الدكتورة كيتلين كايت، الخبيرة في طيور الفلامينغو بجامعة إكستر: “إن هذه الدراسة تجريبية ومُثيرة للاهتمام، لكنه ينبغي مُتابعتها بمزيد من البحث”.
وأضافت: “على الرغم من أن المؤلفين لها يُشيرون إلى الوقوف بقدم واحدة من شأنها أن تُؤدي إلى توفير وادخار الطاقة، لكن هذا الأمر لا يساعد هذه الطيور على الحفاظ على الحرارة”. وتُشير بحوث أخرى، إلى أنه من أجل توفير الطاقة، فإننا سنتوقع من طيور الفلامينغو أن تستخدم وضعية راحة الساق الواحدة على الدوام باستمرار.