للمرّة الرابعة على التوالي، يفشل رئيس وزراء كيان العدوّ الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالحصول على ما يسمّيها «ضمانات روسية» للتحرك ضد «النفوذ» الإيراني في سوريا.

صباح الاثنين الماضي، كرّر نتنياهو في موسكو ما قاله في زياراته السابقة للعاصمة الروسية، لكن بلهجة أعلى هذه المرّة، موحياً بأن الصمت الروسي عن التمدّد الإيراني في سوريا ولبنان، سيدفع إسرائيل إلى التحرّك بعمليات منفردة لـ«حماية أمنها» من التهديدات المتعاظمة على الحدود الشماليّة لفلسطين المحتلّة. ويترافق كلام نتنياهو أمام الرئيس الروسي مع حملة إعلامية تحريضية كبيرة ومزاعم حول توسّع النشاط العسكري الإيراني في سوريا ولبنان، وصولاً إلى الكلام الذي أدلى به وزير الأمن أفيغدور ليبرمان حول «ملكيّة» إسرائيل للبلوك النفطي رقم 9 في المياه الإقليمية الجنوبية اللبنانية.

وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن نتنياهو، عرض أمام الرئيس الروسي ثلاثة «هواجس»، متمنيّاً على روسيا المساهمة في تذليلها. في الشق الأوّل، زعم نتنياهو أن إيران باتت تملك قاعدة جويّة في سوريا، بالإضافة إلى امتلاكها قواعد بريّة تعمل ضمنها تشكيلات للحرس الثوري، بغية تهديد «أمن إسرائيل» من الجنوب السوري والجنوب اللبناني. وتمنّى نتنياهو على بوتين أن «تساهم روسيا في تفكيك هذه القواعد وتقديم ضمانات لإسرائيل، بأن إيران لن تقوم بأعمال عدائية تجاه الكيان الصهيوني». ثانياً، عرض نتنياهو أمام الرئيس الروسي خلاصة محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش مؤتمر دافوس، وسعي نتنياهو وترامب لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني، الذي، بالنسبة إلى نتنياهو، «يساعد إيران في استمرار طموحاتها النووية وتهديد أمن إسرائيل عل المستوى الاستراتيجي». الأمر الثالث، عبّر نتنياهو عن «رفض إسرائيل للعمليّة التركية العسكرية في منطقة عفرين السورية»، متمنيّاً على بوتين الضغط على الأتراك لوقف عملياتهم ضد الأكراد.
إلّا أن كلام نتنياهو الجديد/ القديم، لم يلقَ أجوبة روسيّة مختلفة عن المرّات السابقة. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الرئيس الروسي تكلّم بوضوح عن الدور الإيراني في سوريا وحصره بـ«الشراكة الاستراتيجية مع روسيا في مكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش». وأكّد أن «إيران شريكة أساسية في تطبيق ما اتُّفق عليه في العاصمة الكازاخيّة أستانا، لناحية ضمان الهدن في مناطق خفض التصعيد ومراقبة خرق الهدنة من قبل الأطراف المتحاربة»، وأنه «حين تنتهي أعمال مكافحة الإرهاب وتبسط الدولة السورية سيطرتها على كامل أرضها لن يكون هناك من داعٍ لأي وجود عسكري أجنبي على الأراضي السورية». وسأل الروس عن الأدلّة والوثائق التي تثبت وجود قواعد عسكرية إيرانية وقاعدة جويّة، فيما «تملك روسيا أدلّة ووثائق عن قيام إسرائيل بدعم جماعات إرهابية في الجنوب السوري، ودعم الأميركيين لجماعات إرهابية في منطقة التنف (قرب مثلّث الحدود السورية ــ الأردنية العراقية) ودير الزور بهدف استهداف الجيش السوري وتفعيل العمليات الإرهابية ضد الجيش السوري والقوات الروسية». وفيما خصّ التهديدات الإسرائيلية المستمرة لسوريا ولبنان، أشار بوتين إلى أن «روسيا تحرص على أن يلجأ أي طرف إلى الأعمال العدوانية، وضرورة الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط».
وعبّر الرئيس الروسي عن نظرة متناقضة تماماً للوجهة الإسرائيلية والأميركية في التعاطي مع الاتفاق النووي الإيراني، ذلك أن «إلغاء الاتفاق النووي يعرّض الاستقرار في المنطقة والعالم لخطرٍ شديد، ويحوّل إيران من كونها تراعي القوانين والاتفاقات الدولية إلى حالة مشابهة لكوريا الشماليّة».

المصدر: فراس الشوفي - الاخبار