في وقت يحاول محمد بن سلمان الظهور أمام العالم أنه صاحب رؤى ومشاريع وسياسات فعالة، يستكمل فصول الأزمة الخليجية التي باتت في الشهر العاشر وتتزايد وتيرتها وحدتها مع تزايد التباعد بين الأطراف، وفي جديد تلك الأزمة المساعي السعودية لتحويل قطر إلى جزيرة. حاول ابن سلمان عبر الأزمة الخليجية عزل قطر وضرب عصبها الاقتصادي والسياسي، إلا أن الأزمة الخليجية كانت بمثابة دفع أقوى للدوحة وارتدت النتائج السلبية على الرياض، واستكمالا للمشهد تنوي الرياض إغلاق المنفذ البري الوحيد لقطر معها وهو منفذ سلوى، وتحويل المنطقة إلى منطقة سياحية وتقام في مساحة منها قاعدة عسكرية ومكب نفايات نووية. بحسب المخططات فإن المشروع الجديد يقترح حفر قناة على طول الحدود السعودية-القطرية، وبذلك تتحول قطر من شبه جزيرة إلى جزيرة كاملة، وتمتد على طول 60 كيلومتراً مائياً بالكامل، من منطقة سلوى الحدودية إلى خور العديد. وينفذ المشروع تحالفاً استثمارياً سعودياً يضم 9 شركات، وفي حال الموافقة الرسمية سيتم الانتهاء منه خلال 12 شهراً فقط، بقناة عرضها 200م وعمقها 15-20 متراً، ما يجعلها قادرة على استقبال جميع أنواع السفن من حاويات وسفن ركاب، في حين قُدِّرت التكلفة بـ2.8 مليار دولار، وتضم فنادق ومنتجعات سياحية. المشروع الذي ينتظر فقط الموافقة الرسمية من السلطات السعودية، تعرض لموجة انتقادات وسخرية غير مسبوقة، حيث رأى متابعون أنه مشروع عزل قطر وليس لمشاريع استثمارية، خاصة أنه في الحد الفاصل بين الجانبين ستقام وحدة عسكرية سعودية للمراقبة والأمن. وشكك مراقبون في إمكانية تنفيذ المشروع، حيث يستهدف إقامته في منطقة غير مأهولة بالسكان وبالتالي لن تغري أحداً لكي يأتي ويستجم فيها، ولن يكون مغرياً لأي سائح أن يتجه إلى منطقة توتر بين دولتين جارتين للاستجمام، وهو ما أشارت إليه مجلة Forbes، كما أنه من غير المنطقي أيضاً، أن تغيِّر السفن التجارية طريقها وتتجه من وسط الخليج الفارسي في الشمال للمرور بقناة سلوى البحرية في الجنوب. رأى متابعون أنه يمكن اعتبار مشروع “قناة سلوى” وهمياً مثل الكثير من المشاريع التي يطرحها ابن سلمان، ولا تجدي نفعاً ولا حتى يمكن لها أن تؤثر على قطر ولا بأي شكل، وبالتالي هي لا تعدو كونه تهديدات وزعزعة سياسية بين الجانبين.

المصدر: مرآة الجزيرة