أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "لبنان يدرك أهمية التكنولوجيا ودورها في البناء الاقتصادي"، مضيفًا أنه "يعوّل عليها كثيرا في البرامج التي ننوي صياغتها وتنفيذها في المرحلة الزمنية المقبلة، في إطار التخطيط الاقتصادي والاجتماعي، الذي نعتبره ممرا إلزاميا للخروج من ظروفنا الاقتصادية الراهنة".

وفي كلمة له خلال المؤتمر الوزاري لمنظمة "الاسكوا" في بيروت، قال الرئيس عون "نحن في لبنان نعيش تحديات مشابهة تمامًا لتحديات التنمية المستدامة، من حيث ضرورة معالجة مشاكل الحاضر والاستعداد لمتطلبات المستقبل".

وشدد الرئيس عون بالقول "نحن مصممون على مجابهة الأزمات المتراكمة التي بدأت بالظهور قبل نصف قرن من الزمن واستمرت على مدى سنوات وعقود، فانعكست في تراجع مستوى المعيشة والتفاوت غير المقبول بين الفئات الاجتماعية والمناطق، وانعكست على وجه الخصوص في الهوة المزمنة بين إيرادات الدولة ونفقاتها وتنامي الدين العام بشكل ينوء تحته الاقتصاد الوطني".

وأوضح الرئيس عون أنه فيما لبنان يواجه هذه الظروف الصعبة والاستثنائية "فُرض عليه أن يدفع قسطا كبيرا، يفوق إمكانياته الاقتصادية والمالية والاجتماعية، في المأساة الإنسانية التي نجمت عن الحرب السورية واضطراب محيطنا الإقليمي بشكل عام".

وأكد أن مشكلة النازحين تفوق قدرة لبنان على تحمل أعبائها المالية والاقتصادية والأمنية، ولبنان مصمم على إيجاد الحلول الضرورية لها، آملاً من المجتمعين العربي والدولي المساعدة على تحقيق هذا الهدف ومساعدة النازحين على العودة إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن.

وتابع "لذلك عزمنا على مواجهة الواقع وصعابه، وقررنا اللجوء إلى التخطيط الفعال، فوضعنا خارطة طريق تلحظ تجنيد طاقاتنا الوطنية والاستعانة بالخبرات الدولية المشهود لها، ونتوقع أن تبدأ نتائج هذا العمل بالظهور فور تشكيل الحكومة الجديدة وإنجاز بيانها الوزاري".

وقال الرئيس عون "إن الغاية الرئيسية من وراء هذا الجهد هي تحويل الاقتصاد اللبناني من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج، وتبرز الحاجة ماسّة إلى رفع مستوى المعيشة، وزيادة نسبة العمالة، واستنفار الطاقات الكامنة وغير المستعملة في الاقتصاد الوطني، لخلق الوظائف وتحفيز النمو".

وأضاف الرئيس عون "تلحظ برامجنا أولوية تحقيق الإصلاح المالي عن طريق تحصيل كل الإيرادات المشروعة للدولة ووقف الهدر في الإنفاق وزيادة المشاريع والاستثمارات العامة".

وختم بالقول "من البديهي أن الدولة اللبنانية لن تسمح للأزمة أن تتفاعل وتتفاقم، ولا للاقتصاد أن ينكمش عاما بعد عام فلا شيء ينقص لبنان لكي يحقّق أفضل النتائج الاقتصادية مقارنة باقتصاديات المنطقة، وكذلك اقتصاديات الدول الناشئة"، مؤكداً أن لبنان يمتلك موقعا مميّزا، وانفتاحا ثقافيا وتجاريا على العالم منذ القدم، ولدى أبنائه، خصوصا الشباب، أكثر من دليل على تفوقهم ونجاحهم، في بلدهم كما في العالم الرحب ومؤسسات تعليمية مشهود لها وقطاع مالي عريق وقوي وفاعل.

وتمنى الرئيس عون أن تستعيد المنطقة العربية الاستقرار والسلام والوئام والنمو والازدهار.

المصدر: وكالات