تحدث الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عصر اليوم، عبر شاشة قناة "المنار"، عن الاوضاع السياسية المحلية والاقليمية، فقال عن تشكيل الحكومة: "كنا وما زلنا ندعو الى تشكيل حكومة، ودعوتنا لا ترتبط كما يقال، بمخاوفنا من الاوضاع الاقليمية بل بالعكس، اذا كان هناك من يراهن على تغيرات في الوضع الاقليمي لمصلحته فعليهم ان يكفوا عن هذه الرهانات، والتغييرات ستكون لصالحنا".
وطالب باعتماد "معيار واحد وواضح كي يتم الالتزام به في التشكيل"، معتبرا أن "المعيار هو ما افرزته الانتخابات النيابية".
وانتقد كيفية طرح المطالب المتعلقة بحجم الكتل، متسائلا: "كيف لكتلة من 30 نائبا تطالب بست حقائب، في حين ان كتلة من 15 نائبا تطالب بخمسة؟".
وأشار إلى ان "ما يتم تداوله من صيغ وافكار حتى الان حول تشكيل حكومة لا تصح فيه تسمية حكومة وحدة وطنية، اي عندما يتم تجاوز كتل اساسية او مجموعات نيابية يعتد بها"، وسأل: "لماذا الاصرار على استبعاد العلوي والسرياني؟".
ورأى أن "ما يطرح لا يصح تسميته بحكومة وحدة وطنية وانما هو نوع اقرب الى التمثيل السياسي"، داعيا تشكيل "حكومة وحدة وطنية وتمثيل كامل في اطارها، والى احترام ما افرزته نتائج الانتخابات النيابية". وقال: "يمكن ان نطالب بحجم اكبر يتناسب مع حجم كتلتنا مع الرئيس نبيه بري".
ولفت الى أن "تنوع البلد يفرض اتاحة الفرصة امام الجميع في حكومة وحدة وطنية".
وعن ملف النازحين السوريين، أشار الى "البعد الحاد في التعاطي مع هذا الملف"، وقال: "الكل يتحدث عن العودة الطوعية الامنة، فما سبب وضع التعقيدات؟ وليعد النازحون الراغبون في العودة".
وكشف عن "معطيات ميدانية تفيد بأن جهات دولية ومحلية تثير مخاوف النازحين حول عودتهم"، داعيا هؤلاء الى أن "يكفوا عن هذا التخويف"، معتبرا ان "عدم عودتهم يسيء الى البلدين والنازحين".
وقال: "نحن في حزب الله وانطلاقا من طبيعة علاقتنا الطيبة والمتينة والجيدة مع الدولة السورية، نريد ان نستفيد من هذه الحيثية وندخل الى هذا الملف، وسنتواصل مع النازحين السوريين مباشرة، وسنشكل لوائح لنعرضها على الجهات المعنية في سورية وسنتعاون مع الامن العام اللبناني لاعادة اكبر عدد ممكن من النازحين الراغبين في العودة الطوعية الامنة".
أضاف: "قبل بداية العام الدراسي نحن جاهزون للمساعدة في هذا الملف، وبناء على الاستفادة من فصل الصيف والظروف المتاحة في سورية، وما سيتوافر لنا، فإننا في حزب الله شكلنا ملفا وكلفنا النائب السابق نوار الساحلي بتحديد مواقع ولجانا شعبية ليتواصل معها النازحون".
ثم تطرق الى ملف الأمن في بلعلبك - الهرمل، فأشار الى حصول "أمر غير مفهوم يتعلق بتصوير المنطقة وكأنها فالتة، ورافقه مبالغات إعلامية"، وقال: "إذا توقفنا بعض الشيء نرى ان هناك أمرا مشبوها في هذه المبالغات".
ونوه بدور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في معالجة الأوضاع في بعلبك - الهرمل وخطوات الجيش في هذا الاطار، مطالبا ب"عدم تغطية أحد لأحد"، وقال: "هذا ما أبلغناه منذ زمن للقوى المعنية".
كما دعا أهالي منطقة بعلبك - الهرمل الى "التعاون الكامل، خاصة من يحملون رخص السلاح". وقال: "ندعو الاهالي الى الاطمئنان لأن الدولة ليست في وارد التخلي عن واجباتها ولا الرئيس نبيه بري ولا نحن في حزب الله. ان الخيارات مفتوحة مهما ضاقت السبل، خاصة واننا قدمنا أغلى الدماء من أجل حماية أمن الحدود لجهة بعلبك - الهرمل".
ثم تطرق الى قضية اليمونة - العاقورة، فدعا الى "اعتبارها ملفا غير طائفي، مشددا على ضرورة معالجة الامر ب"حوار وتواصل وهدوء"، مستنكرا "دفع الأمور باتجاه التحريض وحمل السلاح"، رابطا بين "فتح هذا الملف والأمن في بعلبك - الهرمل"، معتبرا أنه أمر خطير ويقع في دائرة الشبهة".
وراهن على "موقف قيادة الجيش، وعلى رئيس الجمهورية لإنهاء هذا الملف".
وفي ما يتعلق بملف التجنيس، تحدث نصر الله الى ما "رافقه من بلبلة وطعن"، فقال: "نحن في حزب الله لم نكن على علم على الاطلاق بهذا المرسوم، وقد علمنا به من خلال وسائل الاعلام".
أضاف: "لدينا بعض الملاحظات على هذا الملف، لن نعرضها احتراما لعلاقتنا برئيس الجمهورية وسنبلغه بذلك".
ودعا الى "إصدار مراسيم تجنيس لان هناك حاجات إنسانية ووطنية وأشخاصا يستحقون الجنسية اللبنانية، وهذا أمر دستوري".
ولفت الى أن "بعض أهالي القرى السبع ووادي خالد والعائلات حصل أفراد منهم على الجنسية اللبنانية وحرم منها البعض الآخر".
كما تطرق الى موضوع اللبنانيات المتزوجات من غير لبنانيين، فدعا الى "دراسة هذا الملف بهدوء وحوار داخلي على المستوى الوطني باعتباره ملفا انسانيا".
ثم انتقل الى الحديث عن أوضاع المنطقة، فتناول الشأن الفلسطيني، مشيرا الى "السعي الاميركي والاسرائيلي الجدي لإنجاز صفقة القرن، وقد يكون الاعلان الاميركي عن هذه الصفقة قريبا".
وعرض سريعا لما جرى في الاردن، وانسحاب اميركا من الملف النووي وملاحقة ايران نفطيا وتطور الأوضاع في سوريا، داعيا الى "مراقبة كل ذلك في إطار صفقة القرن التي ستنهي القضية الفلسطينية".
وأشاد بالمسيرات في غزة وإصرار أهاليها على حقهم بالعودة، واصفا إياها ب"الخيارات القليلة المتاحة أمام الشعب الفلسطيني"، منوها ب"شجاعة وجرأة قيادة المقاومة والمقاومين في غزة من خلال تثبيتهم معادلة الردع بالرد".
ورأى ان " في تثبيت هذه المعادلة، وفي الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن، ما هو إلا دعوة الى الجميع لتحمل مسؤولياتهم".
وعن تطورات الوضع في سوريا قال:"كل المعطيات ستشير الى انهيار الجماعات المسلحة، والى الاندفاعة الشعبية في عودتهم الى مدنهم وقراهم"، كاشفا عن "محاولات عدد من المجموعات التخلي عن سلاحها"، وقال: "نحن أمام تحول كبير في جنوب سوريا، وانتصار كبير فيها على الجماعات المسلحة التي كانت مدعومة من اميركا".
وأعلن نصالله تأجيل الحديث عن المنطقة حيث يتواجد الأتراك والكرد وغيرهم، الى وقت لاحق.
ووصف ما حصل على الحدود السورية - العراقية حيث أغارت طائرات على كتائب "حزب الله - العراق" ما أدى الى استشهاد وجرح عدد منهم، ب"الأمر الخطير"، وأعرب عن مساندته ل"قرار الحشد الشعبي الذي يعمل على التحقق من الجهة التي قامت بالغارات عليهم ومعاقبة من عمل على تنفيذها".
ووصف قرار ترامب بالفصل بين المهاجرين وأطفالهم ب"الوحشي"، رغم من تراجعه تحت الضغوط.
ثم تطرق الى ما اسماه بالعدوان السعودي - الاميركي على اليمن، نافيا "وجود شهداء لحزب الله في اليمن لا في الايام ولا في السنوات الماضية"، وقال: "نحن لا نخجل بما نقوم ونعمل". واعتبر ان "ما جرى في معركة الحديدة ومطارها فضيحة، بسبب مشاركة عدد من الدول في المعركة والطائرات والاليات، ولكن عندما نزلوا الى الميدان وقعوا في هزيمة نكراء".
واستذكر صمود وقتال "حزب الله" في الظروف الصعبة، مقارنا اياه "بما قام به مجاهدوا اليمن في معركة الحديدة"، مؤكدا ان "هذا درس عظيم في العمل المقاوم المستند الى الايمان والرسوخ والثبات والجرأة".
وشكر "لحكومة ورئاسة ووزير دفاع ماليزيا إلانسحاب من قوات العدوان في اليمن"، داعيا "السودان الى ان يحذو حذو ماليزيا"، واسف ل"وجود الجنود السودانيين في الين يقاتلون تحت راية الاميركي".
وامل في ان "تأخذ السعودية والامارات العبرة من هذه المعركة ضد هذا الشعب اليمني المؤمن، وان يعملوا على وقف الحرب والذهاب الى الحوار وانقاذ اليمن".