لا يحتاج القطاع السياحي المترنّح والمتلهف لاستقطاب السياح، الى اشاعة اخبار ملفقة تضرّ بسمعته وتضرب آخر ما تبقى منه في عزّ موسم الصيف السياحي،على غرار أنباء تلوّث الشاطئ اللبناني.
انتشرت خلال الاسبوعين الماضيين أخبار وصور عن إصابة أحد المواطنين بوباء جرثومي جراء السباحة في مياه الشاطئ اللبناني. انطلقت على الاثر، موجة من التحذيرات والاخبار السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي، معظمها إشاعات تهدف الى التهويل وزرع الخوف في نفوس المواطنين والسياح، متجاهلة التداعيات السلبية الجسيمة التي تركتها على الموسم السياحي وتحديداً المنتجعات السياحية البحرية.
إلا ان آراء طبية متخصصة في الطب الجلدي أكدت لـ»الجمهورية» ان التضرر الجلدي الظاهر في الصورة المتداولة، ليس نتيجة وباء جرثومي بل هو ناتج عن تحسّس جلدي تجاه التعرّض لقنديل البحر، ولا علاقة له بأي نوع من التلوث البكتريولوجي.
بات من المعلوم ان التلوث البكتريولوجي الناجم عن المياه المبتذلة، والتلوث الكيميائي الناتج عن المعادن الثقيلة، موجود في أجزاء معروفة من الشاطئ اللبناني، ولكن ليس في مجمله، بل تحديدا في المناطق الصناعية والمرافئ ومكبات النفايات وأماكن وجود مطامر ومعامل ومصارف صحية بالاضافة الى أماكن تخزين النفط والفيول.
وبالتالي، فان المزاعم بعدم وجود مناطق خالية من التلوث، غير صحيحة، وما زال من الممكن السباحة وممارسة الصيد البحري في في شواطئ معيّنة في لبنان، وذلك وفقا لتقارير مخبرية أثبتت ان مياه الشاطئ آمنة للسباحة وخالية من أي نوع من الجراثيم المضرّة بالانسان.
المؤسف ان هذه الاشاعات والاخبار السلبية المتداولة، كبّدت القطاع السياحي والمنتجعات البحرية خسائر مالية ضخمة، نتيجة مقاطعة المواطنين والسياح لجميع المنتجعات البحرية في كافة المناطق اللبنانية، مما دفع وزير السياحة اواديس كيدانيان امس الى عقد مؤتمر صحافي مشترك مع رؤسات النقابات السياحية لدحض الشائعات ووضع حدّ للمؤامرة المبرمجة على السياحة في لبنان.
في هذا الاطار، اوضح جورج بستاني صاحب أحد المنتجعات السياحية في منطقة الجيّة الجنوبية، انه منذ 3 سنوات، ومع كلّ انطلاقة لموسم الصيف السياحي، يتم ترويج اشاعات واخبار سلبية تضرّ بسمعة لبنان وتضرب قطاعه السياحي. ولفت الى ان الامور بلغت حدودها القصوى في الايام الاخيرة، بعد تداول صور واخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن التلوث في المياه اللبنانية، وتعرّض أحد المواطنين لوباء بكتيري.
وقال بستاني انه خلال السنوات الثلاثة الماضية، يقوم بشكل فردي وعلى نفقته الخاصة، باستدعاء خبراء من الجامعة الاميركية لاخذ عيّنات من مياه الشاطئ في منطقة الجيّة، لفحصها والتأكد من سلامتها.
وشرح ان نتيجة الفحوصات المخبرية هي نفسها منذ ثلاث سنوات لغاية اليوم، وهي تؤكد عدم وجود أي بكتيريا مضرّة بالانسان في مياه منطقة الجيّة- السعديات، وان المياه آمنة وسليمة.
وفيما شدد بستاني على ان ليس كلّ شاطئ لبنان ملوثا كما يشاع، تمنى ان يثبت من يطلق تلك الاشاعات، تلوث المياه كما يزعم، عبر فحوص مخبرية.
واشار الى «انها المرّة الاولى منذ افتتاح المؤسسة في العام 2006، تتفاقم فيها تداعيات الاشاعات لدرجة بلغت خسائرنا المالية في غضون أسبوع واحد فقط، حوالي 50 ألف دولار. هذا الامر يمكن تعميمه على آلاف المؤسسات السياحية المتضررة من تلك الاشاعات. وبالتالي فان القطاع السياحي والاقتصاد ككلّ خسر ملايين الدولارات خلال اسبوع نتيجة حملة التهويل التي تقوده بعض وسائل الاعلام».
وأسف بستاني ألا يتم تداول الاخبار أو التقارير الايجابية عن لبنان، بل فقط الاخبار السلبية والتسبب بضرب سمعة لبنان من دون أسباب موجبة، داعيا الى ملاحقة مطلقي الشائعات ومعاقبتهم.