في وقت يشهد اللبنانيون المخاض العسير لولادة حكومة جديدة نتيجة تشبّث بعض القوى السياسية بحقائب وزاريّة فضفاضة، اتهم حزب الله “السعودية” والولايات المتحدة بوقوفهما خلف عرقلة تشكيل الحكومة المنتَظرة مشدداً على أن الرياض ستفشل مرة أخرى في لبنان بعد إحباط مشاريعها في الإنتخابات النيابية الماضية. عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أكد في كلمةٍ له أن التدخلات السعودية في الشأن اللبناني لم تعد تخفى على أحد، إذ باتت سبباً في رفع بعض القوى السياسية لسقف مطالبها وحصصها الوزارية وافتعال العراقيل والعقد الداخلية. وأضاف المسؤول اللبناني خلال رعايته حفل تخرج طلاب في مدينة بنت جبيل، أن “المطالب والعقد الخارجية باتت معروفة ومفضوحة، كما الداخلية منها” مشدداً على أن التأخير في تشكيل الحكومة القادمة يشكّل استهدافاً مباشراً للعهد ومصالح جميع اللبنانيين. وأردف قائلاً: “إذا كانت بعض الجهات الداخلية والسعودية تراهن على تعويض هزائمها في الانتخابات النيابية من خلال زيادة الحصص في الحكومة الجديدة، فهم واهمون، لأن المعادلات السياسية الداخلية هي أقوى وأكثر حساسية من أن يغيرها أي تدخل سعودي أو إملاءات خارجية”. وكانت “السعودية” قد تلقت صفعة سياسية خلال الإنتخابات النيابية الماضية في لبنان إثر استحوذ حزب الله مع حلفائه من مختلف المناطق والطوائف على أكثر من نصف المقاعد النيابية مقابل تراجع كتلة تيار المستقبل لزعيمها سعد الحريري وخسارته ثلث مقاعده. بدوره أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أن نتائج الانتخابات التشريعية التي حققها حزب الله مع القوى الحليفة والصديقة بمثابة انتصار سياسي ومعنوي كبير لخيار المقاومة الذي يحمي سيادة لبنان، معتبراً أن تركيب المجلس النيابي الجديد يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية هذا الخيار الإستراتيجي. وأوضح سماحته في خطاب متلفز عقب الإنتخابات النيابية في مايو الماضي أن حزب الله خاض الإنتخابات بهدف تحقيق الحماية السياسية للمقاومة والحماية السياسية لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا يتطلب حضوراً كبيراً في مجلس النواب والحكومة وفي مؤسسات الدولة، مضيفاً “نعتبر أن الهدف قد تحقق وأُنجز”.