ـ ردّت المقاومة على استهداف الأماكن السكنية في الضاحية الجنوبية والمناطق اللبنانية الأخرى واستهداف محطة الجية للكهرباء بتنفيذ قرار استهداف محطة القطارات في حيفا، الأمر الذي أدى إلى مقتل ثمانية وجرح العشرات من الإسرائيليين. وبعد قصف حيفا فاجأ حزب الله إسرائيل بقصفه مدناً وبلدات تقع جنوب حيفا، فسقطت الصواريخ للمرة الأولى على مقربة من العفولة والناصرة العليا وجفعات إيلا.
ـ واصلت إسرائيل ارتكاب المجازر، وشهدت الضاحية الجنوبية تدميراً لا مثيل له منذ الاجتياح 1982، فيما تنقلت المجازر الإسرائيلية من عيترون إلى صور وجبشيت والبازورية والبرج الشمالي وإقليم الخروب والبقاع وطرابلس وعكار ليصل عدد الشهداء في الجنوب وحده إلى خمسين شهيداً.
ـ تعرّضت مناطق حارة حريك وبئر العبد والمشرفية وجسر صفير في الضاحية الجنوبية إلى قصف مركّز تكرّر بكثافة كل نحو نصف ساعة شمل طريق المطار ومحيط مستشفى الرسول الأعظم، وسوّى القصف عدداً من المباني السكنية بالأرض منها مبنى تلفزيون «المنار». وقد شاركت البوارج الحربية بقصف أحياء الضاحية مشاركة كثيفة.
ـ في الجنوب قام الطيران الحربي الإسرائيلي بقصف مفترق بلدة العباسية الغربي عند مدخل صور الشمالي، وأغار على بلدة برج الشمالي صباحاً حيث دمر بالصواريخ مصنع الأمصال «بلاستيميد» ومصنع «بلاستيتيك» لآل صفي الدين، كما أغار على المنطقة بين بلدتي عبا وجبشيت، وعيترون التي ارتكب فيها مجزرة راح ضحيتها ثمانية شهداء، ودير قانون النهر والبازورية وطريق عام زبدين ـ النبطية، ومحيط بلدة وادي جيلو ومحيط القليلة ووادي زبقين.
ـ وقصفت البوارج الحربية الإسرائيلية الخط الساحلي جنوب مدينة صور ومحيط بلدة طيردبا وياطر والحنية والعزية. وقصف الطيران مركز كشافة الرسالة الإسلامية على أطراف بلدة زبدين ومنطقة النصار بين حناويه ودير قانون رأس العين ومنطقة المعمورة ـ خراج البازورية، ومحيط مدينة صور لجهة منطقة ضهر الجمل، ومنطقة العبادة التي تربط وادي جيلو بعيتيت. كما قُصفت بلدة المطرية ومحيط منطقة قدموس والعباسية والخيام وتلال دبين، ومنطقتا الدبشة وعلي الطاهر المشرفتان على النبطية. وشمل القصف أيضاً العيشية، الريحان، حولا، الطيبة، ومحيط دير عامص ومحيط بدياس، كما تعرض مساء محيط بلدتي شوكين وميفدون لقصف إسرائيل مصدره الأراضي المحتلة. وطال القصف في العرقوب الخط الممتد من محور العباسية عين عرب وصولاً الى أعالي مرتفعات جبل الشيخ مروراً بالماري وحلتا وراشيا الفخار وإبل السقي وكفرشوبا وكفرحمام والهبارية وشبعا واستخدمت القنابل العنقودية في هذا القصف. شمل القصف أيضاً بنت جبيل ومنازل في مارون الراس وأطراف بلدة كونين وقلاويه وتلال بيت ليف.
ـ في البقاع تعرضت مدينة بعلبك للغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت مدنية ومكتباً تابعاً لحزب الله في حي آل اللقيس، وتعرضت المدينة  للقصف مرة ثانية استهدف خزانات وقود. واستهدفت غارة إسرائيلية تلال بلدة ترشيش المحاذية لمدينة زحلة، ودمرت مركزاً تابعاً لشركة خاصة بالأنترنت هي «نيوانتل ـ تلكوم».
ـ ليلاً جدد الطيران الحربي الإسرائيلي قصفه مطار بيروت والأوزاعي، وتعنايل وتعلبايا في البقاع، والزهراني، وارتكب مجزرة في اقليم الخروب. وشملت الغارات أيضاً جسر جلالا في البقاع الأوسط، ومخزناً للأسمنت في منطقة دير زنون، وجسر الدلهمية.
ـ قصف الطيران الإسرائيلي هوائياً للجيش اللبناني في حارة صيدا ليلاً، ما أدى إلى سقوط جريحين للجيش. وفي الشمال تعرض مركزان للجيش في مرفأ طرابلس وبلدة العبدة في عكار لقصف أوقع مصابين.
ـ وليلاً قصف الطيران معملاً للورق في كفر جرة شرق صيدا ومحطة للوقود في النجارية، ومنشآت محطة التكرير الصحي لمنطقة النبطية بين قرى الدوير ـ الشرقية ـ الكفور.
ـ وكانت البوارج الحربية قد قصفت في الصباح خزانات الفيول في معمل الجية الحراري للمرة الثانية.
ـ أدى القصف على الضاحية إلى موجة من النزوح إلى مناطق أكثر أمناً، وخصوصاً منطقة الحدث التي استقبلت نحو مئتي عائلة. وعمدت البلديات في الغبيري وصيدا وزحلة ورياق ومجدل عنجر إلى فتح المدارس وإيواء النازحين.
ـ شهدت البلاد مزيداً من عمليات إجلاء الأجانب عنها، وفي هذا الصدد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن إجراء تحضيرات عاجلة لإجلاء جميع الرعايا الروس من لبنان. كما ينتظر نحو 900 مواطن ألماني خططاً محتملة للخروج من لبنان. وتعد الحكومة الإسبانية عملية إجلاء جديدة لرعاياها، وكذلك السلطات الكندية. وعربياً بدأت السفارة المغربية في بيروت بترحيل عشرات المغاربة إلى دمشق التي ارتفعت كلفة الرحيل إليها عشرة أضعاف.

التحرّك السياسي 

محلياً 
ـ تحدّث أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله للمرة الثانية عبر كلمة مسجلة عبر قناة «المنار» وأعلن تدمير المقاومة الإسلامية دبابتين حاولتا التقدّم في بلدة عيتا الشعب، وأشار إلى أن «تحييد المصانع الكيميائية والبتروكيميائية في حيفا وهي تحت مرمى صواريخنا حرص منا على عدم دفع الأمور إلى المجهول، وعلى أن يكون هذا السلاح، وهو ليس سلاح انتقام، سلاح ردع»، وقال إن قراءتهم (الإسرائيليون) الخاطئة لما يجري دفعتهم إلى استكمال اعتداءاتهم الواسعة على جنوب لبنان وعلى البقاع وخصوصاً على مدينتي بعلبك والهرمل وصولاً إلى الشمال، والاتجاه إلى ضرب أهداف وبنى تحتية جديدة، ولم يكن أمامنا أي مجال اليوم سوى أن نفي بوعد قد قطعناه على أنفسنا وقمنا بقصف مدينة حيفا».
ـ وصف رئيس الجمهورية إميل لحود ما جرى في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بأنه «لم يكن على قدر المستوى»، وأكد أن الحل يكون أولاً بوقف إطلاق النار ثم تبحث المسائل الأخرى.
ـ أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن قضية الأسيرين الإسرائيليين هي ذريعة وما يحصل جريمة مدبرة لافتاً الانتباه إلى أن هناك فرصة لوقف النار وإلا فالمنطقة كلها في خطر، واتّهم الأمم المتحدة بالمشاركة في جريمة مروحين. واستقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ووفد الأمم المتحدة والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا.
ـ استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في السراي الكبير وفد الأمم المتحدة الذي حمل رسالة من كوفي أنان تضمنت ثلاث نقاط: إيجاد مخرج للأزمة، وحماية المدنيين والبنى التحتية، ووقف إطلاق النار وفرض سيادة الدولة الكاملة على الأراضي اللبنانية.
ـ تلقى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني اتصالاً من النائب العام البطريركي المطران سمير مظلوم والأمير حارث شهاب مستشار البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الموجود في الولايات المتحدة الأميركية ونقلا إليه قلق غبطته واستهجانه للعدوان الإسرائيلي وتضامنه وتعاطفه وتشديده على الوحدة الوطنية في مواجهة تداعيات العدوان.
ـ عقدت قيادات 14 آذار اجتماعاً وأصدرت بياناً أدانت فيه العدوان الإسرائيلي على الشعب اللبناني» ورفضت «أن يتفرد أي فريق في لبنان بقرار الحرب والسلم» معلنة تأييدها للحكومة وجددت مطالبتها الملحة بممارسة الحكومة لسيادتها غير المنقوصة عبر مؤسساتها الشرعية، ولاسيما الجيش اللبناني.
ـ عقد منبر الوحدة الوطنية اجتماعاً طارئاً في منزل الرئيس سليم الحص وأصدر بياناً جاء فيه: «يستفاد من الكلام الذي صدر عن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أن المطلوب تنفيذ القرار 1559. إن الدعوة إلى تنفيذ القرار 1559 تستدعي التساؤل لماذا لا تطبق أيضاً سائر القرارات الدولية التي تعذّب لبنان ومنها القرار 194 والقرار 242؟».

عربياً
ـ دعا الرئيس المصري حسني مبارك إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، واعتبر أن إسرائيل «لن تخرج رابحة من هذه الحرب»، وأن الولايات المتحدة لم تمنح إسرائيل الضوء الأخضر للقيام بعدوانها مؤكداً أنه «لو كنا تركنا الموضوع لكانت بيروت دمرت». من ناحية أخرى صدرت مواقف عديدة من قوى المجتمع المدني وأوساط المعارضة في مصر مستنكرة حملات النقد لحزب الله، ومعربة عن تضامنها مع المقاومة، كما دعت نقابة الصحافيين إلى تظاهرة تضامنية.
ـ أكد وزير الإعلام السوري محسن بلال أن «أي عدوان إسرائيلي على سوريا سيقابل برد سوري حازم ومباشر لا حدود له لا بالزمن ولا بالأساليب».

دولياً
ـ دعت مجموعة دول الثماني في سان بطرسبرغ مجلس الأمن الدولي إلى إرسال بعثة للمراقبة والأمن إلى الجنوب، وأورد بيانها أربعة شروط هي «عودة الجنود الإسرائيليين سالمين من غزة ولبنان، ووقف عمليات القصف على الأراضي الإسرائيلية، ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، والانسحاب السريع للقوات الإسرائيلية من غزة، والإفراج عن الوزراء والنواب الفلسطينيين المعتقلين».
ـ أعربت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن قلق واشنطن بشأن تصاعد عدد القتلى من المدنيين في لبنان، لكنها رفضت الدعوات إلى هدنة مؤقتة.
ـ علقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني على البيان بالقول «تتفق إسرائيل مع المجتمع الدولي في موقفه الذي يحمل عناصر متطرفة المسؤولية عن الصراع».
ـ طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «حزب الله بإطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين ووقف الهجمات على إسرائيل كسبيل لوقف تصاعد العنف في المنطقة».
ـ قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي «الجرائم والفظاعات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة وانتهاك القيم البشرية في فلسطين ولبنان أثبتت مرة جديدة أن وجود الصهاينة في المنطقة يشكل كياناً شريراً وسرطانياً وورماً خبيثاً». وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «إن أفضل عمل لكم (للدول الغربية) هو إنهاء وجود هذا الكيان المحتل كما قمتم من قبل باختلاقه عبر الأكاذيب والتحايل». وحذر وزير الدفاع مصطفى محمد نجار من مغبة «استمرار الاعتداءات ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني واحتمال شن عدوان عسكري ضد سوريا» مؤكداً أن «ارتكاب أية حماقة صهيونية ستلحق بالمعتدين الخسائر التي تجعلهم يندمون على عدوانهم».