قبَيل ساعات من انطلاق مهرجانات بعلبك الدولية، التي تكرّم في حفلتها الأولى الراحلة أم كلثوم التي غنّت لبعلبك ومجدها، وبعد اسابيع على انطلاق الخطة الأمنية في بعلبك الهرمل، وعلى بعد عشرات الأمتار من تمركز عناصر الجيش اللبناني في ساحة المطران عند مدخل قلعة بعلبك، سالت دماء جمال الشياح إبن الثلاثين ربيعاً لذنبٍ لم يقترفه سوى أنه يبحث عن لقمة العيش الصعبة في هذا الوطن.
لم تردع الإجراءات الأمنية المتخذة في بعلبك الهرمل، والتي أعطت ارتياحاً لدى الأهالي بسبب انتشار عناصر الجيش اللبناني على الطرقات العامة وفي السوق التجاري وعلى مداخل المدن لا سيما مدينة بعلبك، بعض المخلّين بالأمن من العبث بأرواح الناس وإطلاق النار من دون أي حرمة، لتزهق معها أرواح تبحث عن العيش بكرامة وبتعب الجبين في مدينة ضاقت بها سبل العيش.
فعند مدخل قلعة بعلبك، وعلى مقربة من ساحة المطران، شَيّدت بلدية بعلبك خيماً لعرض بعض المنتوجات الريفية كي يتسنّى لزوار القلعة اليوم وخلال فترة المهرجانات التعرّف الى تراث المدينة، وتذوّق مأكولاتها ومنتجاتها، غير أنّ الطمع بالرزق كان سبباً في افتعال جريمة ذَهبَ ضحيتها جمال الشياح صاحب فرن معجنات قرب القلعة.
وفي التفاصيل أنّ ع. درة يقيم خيمةً في المحلة التي قدمتها بلدية بعلبك مقابل بنك الجمال، حيث وقع خلافٌ بينه وبين شخص يملك خيمة أخرى فحصل تلاسن بينهما، ما دفع درة الى جلب سلاحه الحربي من السيارة وإطلاق عدة رصاصات، إستقرّت إحداها في عنق جمال الشياح بينما كان يمر في المحلة، وإثنتان في صدره فارقَ على أثرها الحياة، ثم نقل إلى مستشفى المرتضى. وعلى الفور أوقف عناصر الجيش المنتشرين بالقرب من المحلة مُطلق النار ووالده وشقيقه.
وفور شيوع الخبر عَمّ الغضب حي القلعة، حيث عمد ذوي القتيل إلى قطع الطريق في سوق بعلبك بالعوائق الحديدية والإسمنتية، وعمل الجيش على تفريق المعتصمين وإطلاق النار في الهواء.
وكانت عائلة آل درة إستنكرت في بيان الحادثة مع آل الشياح، آملة أن لا تأخذ مدى أبعد، مُدينة هذا العمل الفردي الذي ذهب ضحيته جمال الشياح، تاركة القضية للقضاء الذي ينصف الجميع.