قديما قيل "الولد ولد لو حكم بلد" . 
  محمد بن سلمان ، إسم جلب الحرب والدمار والقتل والعار ، ولادته المشؤومة كانت  في آب 1985 ، وبعد أن نودي بأبيه الملك سلمان ملكا للمملكة العربية السعودية ، إستلم وزارة الدفاع  في كانون الثاني 2015 ، ومن بعدها أصبح وليا للعهد في حزيران 2017  بعد إعفاء ابن عمه وزير الداخلية محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود من منصبه . 
 وإذا ما أردنا التحدث عن جرائم وإخفاقات الدب الداشر ،  فإننا بحاجة إلى مقالات ومقالات ، وسنعرض فيما يأتي بعضا من فشله داخليا وخارجيا ، في الاعمال التي يقوم بها  ويعتقد انه بذلك يرضى عنه السيد الاميركي ويمكنه من أن يعلن نفسه ملكا على السعودية . 
1- الحرب على اليمن ،  والتي أطلق عليها  "عاصفة الحزم"  بدءا من آذار 2015  وحتى ما سمي بعملية "إعادة الامل" في نيسان من العام نفسه  والتي ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا مع ما حققته من قتل ودمار ومرض وتشريد للشعب اليمني . فقد أعلنت وزارة الصحة اليمنية عن إستشهاد اكثر من 11 الف يمني منهم  2230 طفلا و 1698 امراة وجرح اكثر من 22 الف مواطن ، يشكل الاطفال والنساء الجزء الاكبر منهم ، ومرض الكوليرا الذي ضرب أكثر من 400 ألف مواطن يمني منذ تشرين الاول 2016 والذي تسبب بوفاة أكثر من 2400 مواطن ،  بالاضافة الى تدمير المصانع والبنى التحتية والمراكز التربوية والصحية والجامعات والمعاهد والمطارات والموانئ  والمساجد والاماكن السياحية في حرب على شعب أعزل ومحاصر ودون تحقيق اية أهداف مزعومة من قضاء على الحوثيين و"اعادة الشرعية" لليمن . 
2- إجبار رئيس حكومة لبنان على الاستقالة ، ففي 4 تشرين الثاني 2017 ، أجبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على الاستقالة من فندق الريتز كارلتون في الرياض ومن على شاشة قناة العربية ، ودون علم أحد من فريق رئيس الحكومة في لبنان ولا حتى رئيس الجمهورية ، في بيان تصعيدي وهجومي على ايران وحزب الله مكتوب من فريق النظام السعودي في تصرف يعتبر منافيا للاخلاق والاعراف الدبلوماسية والعلاقات السائدة بين الدول . 
3- اما في الداخل السعودي ،  فقد تم إحتجاز 11 اميرا و 38 وزيرا ونائب وزير حاليين وسابقين في اطار حملة مزعومة لمكافحة الفساد في تشرين الثاني 2017 ، منهم الوليد بن طلال رئيس مجلس ادارة المملكة القابضة الذي اخلي سبيله بعد شهرين بعدما دفع من الكثير من ثروته (كانون تاني 2018) ، والامير متعب وتركي  أبناء عبدالله ، مع الاشارة الى ان ول سلمان كان قد اشترى قصر لويس الرابع عشر بمبلغ 300 مليون دولار ويختا بحوالي 500 مليون دولار ولوحة للرسام الايطالي ليوناردو دافنشي بقيمة 450 مليون دولار ، وكلها الاغلى في العالم ، بالاضافة الى الحصار المطبق على الاهالي في المنطقة الشرقية عموما والقطيف خصوصا ، وتهديم الدور والمساجد وحكم الاعدام  للكثير من الناشطين او المعارضين للرأي وعلى رأسم الشيخ نمر النمر وذلك في كانون الثاني 2016 . 
4- التدخل في الشؤون الايرانية ، وذلك أثناء إحتجاجات ومظاهرات في حزيران 2018 بسبب الوضع الاقتصادي والمعيشي ضد الحكومة الايرانية ، بعدما هدد بنقل المعركة الى الداخل الايراني ، وكذلك الهجوم الارهابي المسلح في أيلول من العام نفسه ، الذي استهدف العرض العسكري في الاحواز ما ادى الى استشهاد 24 من المدنيين والعسكريين وقتل الارهابيين الاربعة المهاجمين . 
5- التدخل في سوريا لقلب النظام المنتخب شعبيا ، عبر إرسال ودعم وتمويل الجماعات المسلحة الارهابية ، وكذلك في العراق عبر تجهيز وإرسال أكثر من 6000 إنتحاري في مختلف المناطق العراقية وخصوصا الشيعية ، والتواصل مع بعض القيادات العراقية من أجل شق الصف وإحداث الفتن على المستوى الوطني العراقي .
6- الحصار السعودي الجائر على دولة قطر ؛ فبعد أن نقلت تصريحات منسوبة للامير تميم بن حمد حول اهمية الدور الايراني في المنطقة ؛ قامت السعودية بحجب الاعلام القطري بما فيها الجزيرة ؛ وبعدها  أقدمت ومعها البحرين والامارات ومصر على إغلاق الاجواء واقفال الموانئ والمياه الاقليمية من والى قطر ومنع عبور المواطنين والبضائع ، وذلك خلال شهر رمضان المبارك من العام الفائت ؛ في تصرف غير اخلاقي وغير اسلامي ما استدعى تصريحات للرئيس الاميركي ترامب الى جانب السعودية يدعو قطر الى ان تنهي تمويلها للارهاب ، وردت قطر انها غير مستعدة للاستسلام وان القوات التركيه التي أتت  اليها هي لامن المنطقة وان ايران ستخصص ٣ موانئ للبضائع لها . 
7- وأخيرا قتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي ، حيث دخل في 2 تشرين الاول قنصلية بلاده في اسطنبول عاموديا ولم يعلم على أية حال خرج منها . بداية قالت السعودية ان خاشقجي خرج من القنصلية ، والرئيس الاميركي دونالد ترامب توعد السعودية في تغريدة له ، بعقاب شديد فيما لو ثبت تورطها في قتل خاشقجي ، الى أن قالت السعودية منذ يومين ان الخاشقجي قتل بعد شجار في مبنى القنصلية ، في تصريح بعد زيارة وزير الحرب الاميريكي مايك بامبيو الى السعودية ، وقال ترامب ان الاعلان السعودي بشأن اختفاء الخاشقجي خطوة جيدة وكبيرة وذات مصداقية .  
 
هذه القضية التي أثيرت كثيرا وأخذت حيزا كبيرا في الرأي العام العالمي ، مع العلم ان النظام السعودي يمعن في قتل وحصار الاف اليمنيين منذ ثلاث سنوت بطرق يندى لها جبين الانسانية ، ولا أحد في ما يسمى المجتمع الدولي يحرك ساكنا . هذا المجتمع المنافق ، بعضه يريد اخذ حصص وغنائم (الدول الاوروبية) ، والبعض الاخر يستفيد من صفقات مع النظام السعودي ؛ على ان بعض الداخل يريد إظهار الشماته والتحضير لانقلاب ما بوادره تلوح بالافق. 
التاريخ يذكر أن يزيد ابن معاوية حكم الدولة الاموية لثلاث سنوات ؛ في كل سنة قام بفعل أشنع من الاخر (قتل الحسين (ع) ورمى الكعبة واباح المدينة ) ، وقتل بعد ذلك .
 فهل سينجو الدب الداشر هذه المرة ويفلت من العقاب ، أم أن التاريخ سيعيد نفسه مع الحكام الاولاد والسياسة المتهورة لولد سلمان في غير مكان ، ودماء اليمنيين العزل ستذهب به وبملكه المزعوم الى الجحيم ..

بقلم/ كمال ترحيني

المصدر: مرصد الجزيرة