بدا المشهد غاية في التفاهة. التفاهة المرة والتي تعيد الى الذهن علامات التعجب الكثيرة حول ماهية الوطن في ظل الخلاف، وليس مجرد الاختلاف، حول معايير الخيانة والوطنية.. ما الذي تفعله صورة هذا السافل في جمعٍ من صور الشهداء؟ منذ متى يمكن ان يتساوى العميل القتيل بالبطل الشهيد؟ وكيف يمكن ان نسمي هذه الصورة المسيئة رمزا لوحدة وطنية مفترضة؟
تعود الى الذهن الاحكام المخففة على العملاء. يقفز الى الذهن صوت كان يطالب، بوقاحة كريهة، بدفن جيفة العميل انطوان لحد في لبنان. تحدق في الصورة جيدا، وهو عصر الصورة شئنا ام ابينا.. يبدو من يسمونه "البشير" دخيلا على الوجوه.. دخيلا على الثقافة الوطنية التي توارثناها ونورثها. العميل، ولو كان برتبة رئيس جمهورية، يبقى عميلا، يبقى دخيلا على كل ما يتعلق بالوطن. يبقى اختياره صهوة الدبابة الاسرائيلية جرما لا يسقط حتى بعد تنفيذ حكم الاعدام به. ثقافتنا تلك التي تكرست بالدم وبالبيوت المشرعة على الوجع وعلى الفراق، والتي صانتها تضحيات مقاومين آثروا الذهاب الى القتال حتى الشهادة، فشرفونا بالتحرير عام ٢٠٠٠ وبقوا بيننا احياء حتى بعد استشهادهم.. عزهم الذي كان بندقية فوهتها نحو العدو واليد التي على زنادها حرة، ما زال يتوهج كلما عدنا بالذاكرة الى الماضي القريب. كيف سمح "مرتكِب" هذه الصورة لنفسه بتسطيح فكرة الوحدة الوطنية الى هذا الحد؟! كيف تمكن من دس سمّ العمالة والخيانة العظمى في مشهد لو خلا منه لاختصر الوطن، كل الوطن؟
قد يقول قائل ان نسبة غير ضئيلة من "الشعب" اللبناني ترى في بشير الجميل بطلا وشهيدا.. ولنفترض ان هذه النسبة اكثر مما هي عليه في الواقع. هل يحتم علينا ذلك القبول بانتشار هذه المهزلة، ولو مسايرة او استخفافا بأثر الصورة، بحجة التعايش؟! مهلا، ما هو التعايش؟ ان يجتمع الوطني والعميل تحت سقف واحد؟! ان يتساوى البطل بالاجير؟ هل هذه مصالحة او انفصام؟ وان كان انفصاما اوليس بالاحرى بنا معالجته قبل ان يستشري؟
قيل ما قيل في الصورة، وعمت وسائل التواصل مواقف تستنكر.. لكن الا يجدر بنا الان مثلا ان نواجه الصورة بتصحيح لمعلومات النسبة المؤيدة لخط بشير الجميل، والتي ربما سوادها الاعظم يدري بعمالته ويؤيدها على اعتبارها "وجهة نظر"، وتلك مصيبة، وربما قلة قليلة لا تدري وهنا المصيبة اعظم. ماذا لو تكفلنا الان بنشر صور بشير الجميل ببزته العسكرية المهداة اليه من الصهاينة، او صوره التي تباهى بها خلال اجتماعاته مع قادة العدو خلال اجتياح لبنان؟ وماذا لو رفعنا الشكر عاليا لبطل اسمه حبيب الشرتوني نفذ بالجميل حكم الاعدام، وطهر موقع رئاسة الجمهورية من رجس العمالة؟
تعود الى الذهن الاحكام المخففة على العملاء. يقفز الى الذهن صوت كان يطالب، بوقاحة كريهة، بدفن جيفة العميل انطوان لحد في لبنان. تحدق في الصورة جيدا، وهو عصر الصورة شئنا ام ابينا.. يبدو من يسمونه "البشير" دخيلا على الوجوه.. دخيلا على الثقافة الوطنية التي توارثناها ونورثها. العميل، ولو كان برتبة رئيس جمهورية، يبقى عميلا، يبقى دخيلا على كل ما يتعلق بالوطن. يبقى اختياره صهوة الدبابة الاسرائيلية جرما لا يسقط حتى بعد تنفيذ حكم الاعدام به. ثقافتنا تلك التي تكرست بالدم وبالبيوت المشرعة على الوجع وعلى الفراق، والتي صانتها تضحيات مقاومين آثروا الذهاب الى القتال حتى الشهادة، فشرفونا بالتحرير عام ٢٠٠٠ وبقوا بيننا احياء حتى بعد استشهادهم.. عزهم الذي كان بندقية فوهتها نحو العدو واليد التي على زنادها حرة، ما زال يتوهج كلما عدنا بالذاكرة الى الماضي القريب. كيف سمح "مرتكِب" هذه الصورة لنفسه بتسطيح فكرة الوحدة الوطنية الى هذا الحد؟! كيف تمكن من دس سمّ العمالة والخيانة العظمى في مشهد لو خلا منه لاختصر الوطن، كل الوطن؟
قد يقول قائل ان نسبة غير ضئيلة من "الشعب" اللبناني ترى في بشير الجميل بطلا وشهيدا.. ولنفترض ان هذه النسبة اكثر مما هي عليه في الواقع. هل يحتم علينا ذلك القبول بانتشار هذه المهزلة، ولو مسايرة او استخفافا بأثر الصورة، بحجة التعايش؟! مهلا، ما هو التعايش؟ ان يجتمع الوطني والعميل تحت سقف واحد؟! ان يتساوى البطل بالاجير؟ هل هذه مصالحة او انفصام؟ وان كان انفصاما اوليس بالاحرى بنا معالجته قبل ان يستشري؟
قيل ما قيل في الصورة، وعمت وسائل التواصل مواقف تستنكر.. لكن الا يجدر بنا الان مثلا ان نواجه الصورة بتصحيح لمعلومات النسبة المؤيدة لخط بشير الجميل، والتي ربما سوادها الاعظم يدري بعمالته ويؤيدها على اعتبارها "وجهة نظر"، وتلك مصيبة، وربما قلة قليلة لا تدري وهنا المصيبة اعظم. ماذا لو تكفلنا الان بنشر صور بشير الجميل ببزته العسكرية المهداة اليه من الصهاينة، او صوره التي تباهى بها خلال اجتماعاته مع قادة العدو خلال اجتياح لبنان؟ وماذا لو رفعنا الشكر عاليا لبطل اسمه حبيب الشرتوني نفذ بالجميل حكم الاعدام، وطهر موقع رئاسة الجمهورية من رجس العمالة؟
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع