الاسم فادي والصفة فدائي.. والقدس مسقط روحه وهواه.. من ارض الفداء الولّادة أبطالا  والتي يبقى اسمها فلسطين.. من تلك البلاد التي يستلّ ابناؤها السلاح من الحجر ومن السكين.. ومن دواسة البنزين ومن الضحكة التي تنطبع كوشم على وجوه الاسرى لدى الإحتلال.. لم يكن يوما عاديا في كل القلوب التي وجهة نبضها فلسطين وفي كل العقول التي بوصلة مواقفها فلسطين.. هو يوم فادي القنبر الفدائي البطل كما كان قبل عام من اليوم، يوم البطل نشأت ملحم.
لمن لم يكحل عينيه بفرح مشاهدة فيديو عملية الدهس اليوم.. كان الجنود الصهاينة يقفون في محطة. تحركت شاحنة نحوهم ودهست مجموعة منهم ثم استدارت وعادت باتجاههم فيما كانوا يفرون بكل الاتجاهات والرعب المتأصل فيهم يخرج من اصواتهم صراخا ونواحا..
فادي قنبر.. ابن الجبهة الشعبية وكل فلسطين ليس خبرا عاديا وليس مجرد اسم مع أنه قد لا يستوقف الكثير من محطات الاعلام العربي.. فادي قنبر كان فرحنا الفلسطيني المتجدد عملية تلو عملية.. هو دليل يضاف الى قائمة لا تنتهي من ادلة تثبت يوما بعد يوم ان كل عمل تطبيعي او تفاوضي هو عمل عاقر وعقيم ولا يعبر الا عن خيانة فاعله وان كان الفاعل برتبة رئيس او بصفة قائد فصيل.. وتثبت ان هذه البلاد المحتلة ستبقى تستجلب من الضعف قوة وتقاتل حتى الحرية او الشهادة.. وقد استشهد فادي معلنا خياره وخيار الشعب الفلسطيني فأضاء في العتمة نجمة على درب فلسطين الحرة.
لذلك، عم الفرح ارجاء القلوب ولا سيما في مخيمات العائدين فخرجت زغاريد وحلوى وتبادل للتهاني.. ولا سيما ان مشهد هروب جنود الاحتلال المدججين بسلاحهم بدا مثيرا للسخرية والاستغراب أمام المحللين الصهاينة الذين لم يصدقوا مقدار جبن جنودهم وارتباكهم امام بطل كل اسلحته ايمانه بالمقاومة وثقته بأنه بدوسة بنزين سيرصف طريقا الى حرية بلاده وحريتنا جميعا.
فادي قنبر، الاسير المحرر،داس بقدمه ودهس جلاديه.. وداس بدربه كل الرؤوس التي تنظّر وتجادل وتحاجج بالصلح مع العدو الصهيوني.. فادي، ارتفع ورفع رؤوسنا كلنا فرفعنا النشيد من القلوب قبل الصوت.. فدائي.. فدائي يا ارضي يا ارض الجدود.. فادي.. بعزمه وثأره وبركان ناره..حمل اليوم مشعله فتوهجت ام البلاد فخرا يتراكم لحين النصر.

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع