نجح الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» في صدّ محاولات قوات العدوان للتقدم من محورين في جبهة تعز، فيما أوقع صاروخٌ باليستي خسائر كبيرة في صفوف تلك القوات
أعلنت «القوّة الصاروخية» التابعة للجيش اليمني و«اللجان الشعبية» أنها أطلقت صاروخاً باليستياً أمس على تجمّعات للقوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، في محافظة تعز، وذلك في وقت تستمر فيه المعارك في منطقتين استراتيجيتين داخل المحافظة.
وذكر موقع «المسيرة»، التابع لحركة «أنصار الله»، أن «القوّة الصاروخية أطلقت صاروخاً باليستياً من نوع قاهر 2 على قوات الغزو في مدينة المخا»، وذلك بعدما «كسر الجيش واللجان زحفاً استمر لساعات طويلة» في جبل النار، شرق المخا، الواقعة غربي تعز. كذلك أعلن «سقوط عشرات القتلى والمصابين في صفوف المهاجمين، من ضمنهم عدد من الضباط والجنود السودانيين، وإحراق سبع آليات تابعة لهم».
وكانت «القوّة الصاروخية» قد كشفت، الشهر الماضي، عن صاروخ «قاهر ــ إم 2» الباليستي المتوسط المدى، وهو مطوّر من «قاهر 1»، المطوّر بدوره من صاروخ «سام 2»، وذلك عقب استخدامه لأول مرة في استهداف «قاعدة الملك خالد» الجوية في خميس مشيط في منطقة عسير، جنوب غرب السعودية.
في المقابل، تضاربت تصريحات المصادر الموالية لتحالف العدوان حول الاشتباكات في محيط جبل النار. فبينما قال بعض المصادر إن «الدفاعات الجوية التابعة للتحالف اعترضت الصاروخ الباليستي... الذي أُطلق ردّاً على تقدّم الجيش الوطني شرق المخا»، نفت مصادر ميدانية صحة ذلك، وأكّدت أنها «لم تتمكن من تحقيق أي تقدّم في جبل النار»، كذلك اعترفت بمقتل عدد من أفرادها، بينهم جنود وضباط سودانيون، في الهجوم الصاروخي. من جهة ثانية، أعلنت القوات السودانية، في بيان نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا»، مقتل خمسة من أفرادها، بينهم ضابط، وإصابة 22 آخرين، كانوا «ضمن القوات المشاركة في اليمن»، من دون تحديد كيفية حدوث ذلك ووقته.
وتهدف المعارك في محيط جبل النار إلى تخفيف الضغط عن منطقة الكدحة الواقعة في جنوب غرب مدينة تعز، وذلك عقب فرض «أنصار الله» سيطرتها على جبهة الكدحة والعفيرة بالكامل، ومحاولة التقدم نحو منطقة البيرين الاستراتيجية. وتكمن أهمية هذه المنطقة في كونها المنفذ الوحيد للخط الذي يربط بين عدن وتعز، وتفتح السيطرة عليها المجال لـ«أنصار الله» لإطباق حصار تام على مدينة تعز. وفي هذا السياق، بدأت قوات هادي، صباح أمس، عملية عسكرية واسعة لاستعادة مواقع ومرتفعات الكدحة خوفاً من ذلك السيناريو، ولكن من دون تحقيق أي تقدّم على الأرض.
في غضون ذلك، واصلت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» قصف مواقع وتجمعات القوات الموالية للعدوان في الجبهات الداخلية وعلى الحدود، فيما سقطت صواريخ على عدد من المواقع والمعسكرات في عسير ونجران.
وفيما تواصل طائرات «التحالف» بقيادة السعودية قصف مختلف المحافظات اليمنية، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» أن العدوان «منع ثلاث بواخر محمّلة بالمواد الغذائية من دخول المياه الإقليمية وأجبرها على الابتعاد عن ميناء الحديدة». ونقلت الوكالة عن مصدر أن «طيران العدوان شنّ أربع غارات على مطار الحديدة».
في المقابل، ادّعت قوات خفر السواحل التابعة للرئيس المستقيل، أمس، «ضبط سفينة محمّلة بالأسلحة قبالة سواحل محافظة المهرة (على الحدود العُمانية)، كانت في طريقها إلى جماعة أنصار الله والقوات المتحالفة معها»، من دون تحديد كمية الأسلحة المضبوطة أو نوعها أو هويتها. وأشارت مواقع إخبارية إلى أن «الأسلحة التي تم ضبطها على متن السفينة قد تعرّضت للنهب من ضباط في القوات الموالية لهادي في المحافظة»، وهو ما يثير الشبهات حول الجهة التي كانت الشحنة مرسلة إليها.
في سياق ثانٍ، اتهم النائب البريطاني توم بريك بلاده بارتكاب جرائم حرب في اليمن عبر دعم السعودية عسكرياً (صفقات التسليح)، ولوجستياً واستخبارياً. وانتقد بريك، في تقرير نشرته صحيفة «تايمز» البريطانية أمس، منع «التحالف» وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، واصفاً الحصار البري والجوي والبحري بـ«الكارثي». وأضاف متسائلاً: «كيف يمكن للندن إرسال الأموال والمساعدات الإنسانية إلى اليمن، وفي الوقت نفسه تستمر في بيع الأسلحة المحرمة دولياً للدول المشاركة في العدوان؟». واختتم النائب البريطاني تقريره بمطالبة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بتعليق صفقات الأسلحة للسعودية، والضغط على الرياض لرفع الحصار المفروض ولإيصال المساعدات في أقرب وقت ممكن.
وجاء ذلك بعد يوم من توقيع أعضاء في الكونغرس الأميركي رسالة أعربوا فيها عن قلقهم بشأن سقوط ضحايا يمنيين مدنيين في القصف الجوي للعدوان، وطالبوا إدارة الرئيس دونالد ترامب بتزويدهم بمزيد من المعلومات بشأن صفقة محتملة لبيع السعودية ذخائر دقيقة التوجيه، كانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قد علّقتها العام الماضي، مشكّكين في كفاءة القوات الجوية السعودية.