يحرص الكيان الصهيوني دوما على تطوير أنظمته الدفاعية العسكرية، والعمل على امتلاك أسلحة حديثة ومتطورة ليضمن لنفسه العيش أكثر مدة زمنية فهو يمتلك عتاد عسكري حديث ومتطور و مفاعل نووي به مئات الرؤوس النووية وغواصات نووية وغيرها من السلاح؛ وعلى الدوم يطور الكيان الصهيوني في منظومته الدفاعية العسكرية، ورغم التطور العسكري الكبير في الكيان تبقى غزة من أكثر المناطق خطورة عسكرية وأمنية على الكيان الصهيوني، هذا الشريط الساحلي الصغير الذي لا تتجاوز مساحته(365 ) كليومتر مربع يظل عقدة الكيان الأمنية والعسكرية ودوما على رأس الأولويات في التعامل الأمني والعسكري معه.
وقد خاض الكيان الصهيوني مع غزة ثلاثة حروب مدمرة بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية وصواريخ كتائب القسام والقدرات العسكرية للقسام ولم ينجح وقام الكيان بتصنيع دبابات كثيرة أطلق عليها مسميات عدة ولكنها في كل عدوان على القطاع كانت هذه الدبابات تتعرض للتدمير بقذائف كتائب القسام، وخير مثال دبابة ( الميركافا ) التي فشلت في الاختبار الأول لها، واستخدم الكيان في الحرب الصهيونية الأخيرة ضمن سلاح الدفاع منظومة القبة الحديدية والتي كلفتها مبالغ مالية طائلة، وأعدت لإسقاط صواريخ القسام وكان تكلفة كل صاروخ يطلق منها لإسقاط صواريخ القسام تصل إلى (50) ألف دولار رغم ذلك فشلت القبة الحديدة في التصدي لصواريخ القسام التي قصفت مدينة ( تل أبيب ) في أكثر من مرة.
وحديثا أعلن الكيان الصهيوني عن إدخال منظومة عسكرية دفاعية جديدة أطلق عليها اسم ( مقلاع داود ) للخدمة العسكرية كما سميت ( العصا السحرية)، وحسب المعلومات العسكرية المتوفرة فإن المنظومة الجديدة جاهزة لصد أي هجوم صاروخي على الكيان وهي مصممة لإسقاط صواريخ يتراوح مداها من( 100 – 200 ) كيلومتر، وطائرات أو صواريخ كروز على ارتفاعات منخفضة حيث تتولى شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتطورة (الإسرائيلية) المملوكة للكيان تطوير هذه المنظومة وتصنيعها بالاشتراك مع شركة (رايثيون )إحدى أكبر شركات السلاح الأمريكية، وأجرت المنظومة اختبارات متطورة شملت اعتراض صواريخ أطلقت من الجو فوق البحر المتوسط استهدفت محاكاة تهديدات مستقبلية متوقعة .
ويرى كاتب المقال أن الكيان يولي العمل العسكري والأمني أهمية كبيرة؛ كيف لا والكيان العبري قائم بالأساس على أرض المحتلة على عقيدة الأمن والعسكر، لذا تضخ الحكومة الصهيونية ميزانيات كبيرة لتطوير القدرات العسكرية والأمنية في الكيان، ومؤخرا تسلمت (إسرائيل) منظومة للدفاع الصاروخي تسمى (أرو-3) مولتها أمريكا، وهو ما يوسع قدراتها إلى الفضاء الخارجي حيث يمكن تدمير الصواريخ البعيدة المدى بأمان.
وحول منظومة (مقلاع داود ) صرح رئيس الوزراء الصهيوني ( نتنياهو) قائلا ” من يريد أن يضربنا، سيُضرب، من يهدد وجودنا، يعرّض نفسه لخطر وجودي.. منظومة مقلاع داود قادرة على اعتراض صواريخ تطلق على (إسرائيل) من دول عدوة مثل إيران وسوريا”.
ويعتقد كاتب المقال أن التحديات العسكرية التي تواجه الكيان الصهيوني كبيرة وسط الأوضاع الإقليمية الشائكة وما تعيشه سوريا من حرب مستعرة، وسعي حزب الله في لبنان على امتلاك صواريخ حديثة ونوعية، هذا فضلا عن البركان الهامد المقاومة الفلسطينية في غزة والتي تسعى دوما لتطوير قدراتها العسكرية؛ هذه المؤشرات تجعل الكيان على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم عليه على الرغم من تفوق الكيان عسكريا على دول (الشرق الأوسط) .
إذاً في أية حرب مع قطاع غزة ستستخدم منظومة ” مقلاع داود” ويبقى السؤال هل ستصد هذه المنظومة صد صواريخ وطائرات القسام أم ستكون عاجزة عن مواجهة هذه الصواريخ ؟؟!
ويواصل الكيان الصهيوني المنافسة في سوق السلاح العالمي، فقد تم توقيع صفقة بيع سلاح ضخمة مع الهند، لشراء تكنولوجيا السلاح من الكيان الصهيوني بقيمة تصل إلى( 2 ) مليار دولار، ووصفت مصادر أمنية عسكرية في الكيان أن هذه الصفقة تعد أكبر صفقة في تاريخ الصناعات الأمنية (الإسرائيلية).
وحسب صحيفة (غلوبس) الإسرائيلية الاقتصادية فإنه بموجب الصفقة، ستزود شركة الصناعات الجوية الحكومية (الإسرائيلية) الجيش الهندي بمنظومات صواريخ دفاعية (أرض – جو) من طراز (براك ٨) وعمل المسؤولين الإسرائيليين في شركة الصناعات الجوية (الإسرائيلية) على هذه الصفقة على مدار ست سنوات، تخللها ملائمة المنظومة (الإسرائيلية) (براك ٨) للاحتياجات الهندية وتحديدا لسلاح البر والبحر الهنديين، ومنظومة (براك ٨) طورت أساسا لحماية البوارج البحرية بواسطة صواريخ، وجرى تطويرها لاحقا من قبل الشركة الإسرائيلية وسلطة تطوير الأسلحة الهندية.
إن هذا التعاون العسكري (الإسرائيلي) الكبير مع الهند يأتي وسط أجواء الترتيبات الجارية لزيارة رئيس الوزراء الهندي(ناريندرا مودي) للكيان حيث تجرى الترتيبات الدبلوماسية بقنواتها المعلنة وغير المعلنة بمكتب رئيس الوزراء الهندي ووزارة الخارجية الصهيونية وتسير على قدم وساق للإعداد لأول زيارة لرئيس وزراء هندي للكيان، وهذه الزيارة تحمل أهمية كبيرة للكيان.
إذا يسعى الكيان الصهيوني دوما لتطوير أنظمته الدفاعية القتالية، كما يسعى لتشبيك علاقات تعاونية عسكرية مع دولة كبرى وتوسيع العمل والمنافسة في سوق السلاح العالمي؛ ورغم هذه التطورات العسكرية الحديثة والتفوق النووي في الكيان تبقى غزة الصامدة عصية على سلاح العدو وتواجه أنظمته الدفاعية الحديثة بكل تحدي وصلابة .