وُصف دونالد ترامب عندما ترشّح للانتخابات الرئاسية بأنه «شعبوي» ومعادٍ للنظام (Establishment). ورأى كثيرون في مواقفه ما يُنبئ بأنه سيُدخل الولايات المتحدة في حقبة جديدة من المقاربات السياسة المختلفة للداخل والخارج. أيضاً، في فترة حملته الانتخابية، عُرف ترامب بتصريحاته المثيرة للجدل، من دون أن يخرج عن إطار وعوده العامة. إلا أن تحوّلاً مهماً طرأ على مواقفه بعد دخوله إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني. وربما أدى فشله المتكرّر في تنفيذ قرارات عدّة اتخذها، إلى ارتفاع نسبة التقلّبات الصارخة التي طاولت مواقفه، ومن بعدها وعوده الانتخابية، بينما سعى إلى التغطية على هذا الفشل بتقديم إنجازاته القليلة مستخدماً عبارات تضخيمية، حفلت بها المقابلات الأخيرة التي أُجريت معه
«يذخر عهد دونالد ترامب بالإنجازات»... طبعاً هي مزحة، ولكن إذا أشار إليها الرئيس الحالي لـ«أقوى دولة في العالم»، فسيعنيها بحرفيتها. منذ حفل تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة ، قبل 100 يوم، تضافرت جهود ترامب وعائلته وإدارته على الحركة يميناً وشمالاً، بغية الظهور بمظهر الدؤوب على العمل، والحريص على عدم تضييع دقيقة من وقته من دون تحقيق وعوده الانتخابية.
ظنّ كثيرون أن هذا الرئيس سيكون مختلفاً عن غيره، وسيلعب، فعلاً، خارج الأطر الأميركية العامة. وفكّر كل متصفّح للمواقع الإلكترونية (خصوصاً موقع البيت الأبيض)، بما تحمله من خطب وتصريحات صادرة عن «ترامب وشركاه»، أنه أنجز في خلال هذه الفترة (نحو ثلاثة أشهر) ما لم يتمكّن من إنجازه أيٌّ من أسلافه في أربع أو ثماني سنوات.
أمس، أتمّ ترامب عدّاد المئة يوم في البيت الأبيض، ووفق تقليد مُتبع منذ عهد فرانكلين روزفلت، عادة ما تقاس نجاحات الرؤساء وإنجازاتهم، في هذا الموعد. النظرة التي تعمل وسائل الإعلام الأميركية على تكوينها هي أنه لم يُنجز شيئاً. وليس من المستغرب أن تُروِّج لفكرة كهذه، ولا سيما أن العلاقة بينها وبين ترامب شهدت توتّراً كبيراً، منذ ترشحه، وبعد انتخابه، لتصل بعد حفل تنصيبه إلى مرحلة الاتهامات المتبادلة، خصوصاً أن إدارته شهدت هفوات كثيرة كوّنت مادة دسمة للسخرية الإعلامية. إلا أن تحوّلاً بسيطاً طرأ على طريقة تعامل هذه الوسائل مع الرئيس الجديد، وبعضها أخذه على محمل الجد وصفّق له لانتظامه في صفوف مطبّقي أصول كتيّب القواعد السياسية الأميركية، عندما وجّه ضربة عسكرية إلى قاعدة الشعيرات في سوريا، وما سبقها من نبرة قوّة رافقها لاحقاً تهديد ووعيد، عند مقاربته لكوريا الشمالية.
ولكن بناءً على الواقع، لم يُنجز ترامب ما يُذكر مقارنة بوعوده الانتخابية، إن كان على المستوى الداخلي أو الخارجي. وتركزت جلّ إنجازاته على إلغاء قوانين محلية كان قد أصدرها سلفه باراك أوباما. بل واجهت قرارات تنفيذية عدّة اتخذها، أزمات وعراقيل منعت تطبيقها، ما أكد أنّ «نظرياته/ أحلامه» لا تلتقي مع الواقع الذي يحكم الساحة الأميركية، وأن ليس بالقرارات التنفيذية وحدها تُمسك السلطة. وهنا بالذات، كان لا بدّ للرئيس من استدرار رضا الكونغرس وغيره من الجهات الفاعلة والضاغطة كي يتمكّن من تلافي الفشل التام، وبالتالي تمرير بعض القرارات والامتيازات، وآخرها السعي لإقرار الموازنة مقابل التخلّي مؤقتاً عن فكرة بناء جدار على الحدود مع المكسيك.
ولكن ما سلف غير مهم، فقاموس ترامب يحفل بالإنجازات، وهي أكثر ممّا يمكن أن يتصوّره إنسان، وقد أنجز الكثير «على نحوٍ مذهل» و«في فترة قياسية»: جمعته «كيمياء رائعة» مع رؤساء دول عدّة، من بينها الصين؛ اختار أشخاصاً «رائعين، رائعين» للعمل معه؛ بنى علاقات «مذهلة»، واتبع خططاً «كبيرة». باختصار: التقويم بناءً على فترة المئة يوم «معيار سخيف»، على حدّ وصفه، ولكن لم تحقق أي إدارة أكثر ممّا حققه في أول 90 يوماً، وفق تعبيره أيضاً.
إذا ما جرى تتبّع خيوط إدارة ترامب منذ انطلاقتها إلى اليوم، يمكن تلخيصها بالآتي: جاء الرئيس الأميركي الحالي إلى البيت الأبيض، بناءً على وعود بتغيير شامل على كل المستويات؛ بعد دخوله أدرك حقيقة كان متعامياً عنها، وهي أنه لا يمكنه أن يقوم بشيء إذا ما بقي مخالفاً للمؤسسة السياسية الأميركية. لذا، كان لا بدّ له من خطة بديلة، فواجه بعض القضايا الخارجية بالقوة التي ترضي هذه المؤسسة (سوريا، كوريا الشمالية، إيران مثال)، وبإرضاء الحلفاء (دول الخليج وإسرائيل)، وذلك للتغطية على قلّة حيلته في تنفيذ وعود داخلية (تعطيل «أوباماكير»)، وخارجية أخرى (التقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين). بموازاة ذلك، عمل ترامب على تضييع فشله المتكرّر، وتمييع التقلّبات التي طرأت على مواقفه، بالاعتماد على سياسة الكلام الفارغ في أحيان كثيرة، وبالترويج لإنجازات صغيرة لا تُحسب له على المستويين السياسي والاقتصادي، وذلك على سبيل مواجهة الهجمات الإعلامية عليه في هذا المجال. وفوق كل ذلك، عبّر عن نفسه ووصف ذاته، في كل لحظة سانحة. حتى عندما كان يُسأل عن قادة دول أخرى، كان يُرجع الفضل إلى شخصه، من دون أن ينسى استحضار «عظمته... وعظمة أميركا» بين الفينة والأخرى.
وبالفعل، إذا ما وُضعت إنجازات ترامب ضمن الأطر النظرية واللفظية والخطابية البحتة، فهي كثيرة واستثنائية، ويمكن تلخيصها وفق التقسيم الآتي:
1- ترامب أنجز الكثير من التقلّبات على مواقفه وعلى وعوده الانتخابية، والمقارنة لا تنحصر بين ما قبل انتخابه وبعده، بل تتعداها إلى تغيير صارخ في المواقف بين ليلة وأخرى، وضمن مهلة شهر أو أسبوع أو أيام:
* انتقد «حلف شمال الأطلسي»، قبل انتخابه. وأكد أكثر من مرة أنها منظمة «عفا عليها الزمن». بعد انتخابه بدأ موقفه يتدحرج في اتجاه الصورة النمطية:
**أظن أن «حلف شمال الأطلسي قد يكون مؤسسة عفا عليها الزمن» (مقابلة مع بلومبرغ في 23 آذار 2017)
**«قلت إن حلف شمال الأطلسي عفا عليه الزمن، لأنه لا يقوم بمحاربة الإرهاب» (مقابلة مع «إي بي سي» في 31 تموز 2016).
**«قلت إنه عفا عليه الزمن، هو ليس كذلك بعد الآن... اشتكيت قبل وقت طويل، لقد تغيّروا، والآن هم يحاربون الإرهاب». (مؤتمر صحافي مع الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في البيت الأبيض في 12 نيسان الجاري).
**«المرة الأولى التي سئلت فيها عن الحلف، لم أكن في الحكم. الناس لا يمشون في الشارع ويسألون عن الناتو، صح؟ لذا سألني (مذيع شبكة «سي إن إن») وولف بليتزير عن الناتو، وقلت إنه عفا عليه الزمن ــ لم أكن أعرف الكثير عنه». (مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس في 23 نيسان الجاري).
*من المواقف التي خضعت للتقلّب، أيضاً، اتهامه للصين بأنها متلاعب بالعملة، ما كان قد كرّره أكثر من مرة في خلال حملته الانتخابية.
**«إنهم يخفضون قيمة عملتهم إلى مستوى لا يُصدق» (خطاب إعلان ترشحه في 16 حزيران 2015).
**«عندما تتحدث عن التلاعب بالعملة، وعندما تتحدث عن خفض قيمة العملة، أظن أنهم أبطال العالم» (مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» في 2 نيسان الجاري).
**«ليسوا متلاعبين بالعملة» (مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» في 12 نيسان الجاري).
**«(الرئيس الصيني) شي (جين بينغ)، منذ أن دخلت إلى البيت الأبيض ــ لم يعد ــ لم يعودوا يتلاعبون بالعملة. لأن هناك احتراماً ما، لأنهم يعرفون أنني سأفعل شيئاً ما أو أي شيء» (مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس في 23 نيسان الجاري).
**في المقابلة نفسها ربط ترامب وصفه للصين بـ«المتلاعب بالعملة» بالمسألة الكورية: «لا يمكن أن تطلب منه (الرئيس الصيني) المساعدة في مسألة كوريا الشمالية، وفي الوقت ذاته تقول له أنت متلاعب بالعملة»، أي إذا رفضت الصين مساعدة الولايات المتحدة، فقد يعيد ترامب النظر، ويصفها بالمتلاعب بالعملة.
*سوريا: ترامب طلب من الرئيس السابق باراك أوباما البقاء خارج الحرب السورية، وفي خلال حملته الانتخابية تحدث عن محاربة تنظيم «داعش»، لا الحكومة السورية.
**«سوريا ليست مشكلتنا» (تغريدة عبر موقع «تويتر» في 29 أيار 2013).
**«لا تهاجم سوريا، أصلِح الولايات المتحدة» (تغريدة أخرى في 5 أيلول 2013).
**«لا أحب (الرئيس السوري بشار) الأسد أبداً، ولكن الأسد يقتل داعش، روسيا تحارب داعش، وإيران تحارب داعش» (مناظرة رئاسية في 9 تشرين الأول 2016).
**«موقفي تجاه سوريا والأسد تغيّر كثيراً... أنتم الآن تتحدثون عن مستوى مختلف تماماً» (5 نيسان الجاري).
**«اليوم أمرت بضربة عسكرية على قاعدة جوية في سوريا، أطلقت منها الهجمات الكيميائية... دعوت كل الأمم المتحضرة للانضمام إلينا في السعي لإنهاء المذبحة وإسالة الدماء في سوريا» (6 نيسان الجاري).
* إيران: طالما وصف ترامب الاتفاق النووي مع إيران بأنه الأسوأ، وعدّه «كارثة». حتى إنه لمّح إلى تمزيقه، مدركاً أنه لن يتمكن من القيام بذلك. ولكن في هذا المجال كانت مواقفه متزعزعة أكثر ممّا هي متقلّبة، ما يدل على أنه لم يدرك مع أي نوع من الاتفاقات يتعامل:
**«من الصعب القول إننا سنمزّق الاتفاق النووي، ولكن سأدقّق في العقد كي لا يكون أمامهم فرصة» (آب 2015).
**في خطاب أمام مؤتمر «آيباك»، أعلن أن أولويته هي «تعطيل الاتفاق النووي الكارثي مع إيران» (آذار 2016).
**«عندما أُنتخَب رئيساً، سأعيد التفاوض مع إيران» (أيلول 2016).
**الثلاثاء 17 نيسان: أذعنت إدارته بنحو غير مباشر إلى أن الاتفاق النووي يعمل. وفي رسالة إلى رئيس مجلس النواب، كتب وزير الخارجية ريكس تيلرسون أن إيران تلتزم شروط الاتفاق.
**«لا أقول إنهم يلتزمون الاتفاق. أعتقد أنهم خرقوا روح الاتفاق. هناك روح للاتفاقات، وهم خرقوها» (مقابلة لترامب مع أسوشييتد برس في 23 نيسان الجاري).
2- بنى الرئيس الأميركي مختلف ملاحظاته في مقاربته للسياسة الخارجية وقرارات مصيرية في هذا الإطار على انطباعات شخصية. اللقاءات التي جمعته مع عدد من الرؤساء كانت كفيلة بالإشارة إلى مدى شخصنته للعلاقة معهم ومع دولهم:
*عن لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، قال: «لدينا كيمياء كبيرة معاً. نحن معجب أحدنا بالآخر. هو يعجبني كثيراً. أعتقد أن زوجته رائعة» (مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» في 12 نيسان الجاري).
*أعرب ترامب عن دعمه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائلاً له في خلال لقائهما في البيت الأبيض: «لديك صديق مهم، وحليف في الولايات المتحدة وبي».
*المقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» كانت مليئة بـ«الكيمياء» وبـ«الروعة» (كلمة رائعة ترددت 40 مرة):
**«واحدة من أفضل (فترات) الكيمياء التي عرفتها كانت مع (المستشارة الألمانية أنجيلا) ميركل... وأظن أن أحداً ما صرخ صافحها، صافحها... لم أسمع ذلك، ولكن كنت قد صافحتها أربع مرات، لأننا كنّا معاً لوقت طويل».
**«كانت بيننا كيمياء لا تُصدَّق، وقد أعطاني الناس الفضل في وجود هذه الكيمياء العظيمة مع كل القادة، بمن فيهم (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي».
**«أظن أنني أنشأت علاقات رائعة ستدوم لأربع أو ثماني سنوات... أظن أنني سأحصل على علامات عالية جداً لأنني أقمت علاقات رائعة مع الدول. وإذا ما نظرت إلى الرئيس الصيني، الناس قالوا إنهم لم يروا أي شيء مثل الذي يحدث الآن. يعجبني حقاً. وأظن أنني أعجبه. لدينا كيمياء عظيمة معاً».
3- اعتمد ترامب على تقدير نفسه بمختلف العبارات والجمل المتوافرة، وراح يتغنّى بإنجازات ثانوية على المستوى الاقتصادي والسياسي، كي يغطّي على عجزه عن تحقيق وعود عدّت استثنائية وخارجة عن المألوف في خلال حملته الانتخابية. لذا، يمكن التنويه إلى إنجازاته وفق عباراته:
*في المقابلة مع «أسوشييتد برس»، قال له المحاور: أريد أن أتحدث معك عن الأيام المئة، أريد أن أسألك بعض الأسئلة عن بعض المواضيع التي تجري. دخل ترامب على الخط، ومن دون سبب قال: «هل رأيت آية (حجازي، المصرية ــ الأميركية التي كانت مسجونة في مصر لنحو ثلاث سنوات)؟ فقط، هل تعرف؟ لقد طلبت من الحكومة (المصرية) الإفراج عنها. هل تعرف، أوباما عمل على الموضوع لثلاث سنوات، ولا شيء؟».
* في مكان آخر من المقابلة قال: «لقد حافظت على 725 مليون دولار لقاء 90 طائرة. (وزير الدفاع) الجنرال (جايمس) ماتيس الذي وقع على الاتفاق جاء إلى هذا المكتب، وقال: لم أرَ أبداً شيئاً كهذا في حياتي. السبب في خفض السعر كان أنا، أعني لأن هذا ما أقوم به».
*أيضاً في المقابلة أعطى نفسه الفضل في «إنجاز» آخر: «جيشنا فخور جداً. لم يكن فخوراً أبداً. كانت رؤوسهم في الأرض. الآن رؤوسهم عالية. أنا أعيد بناء الجيش. لدينا أشخاص رائعون. لدينا أشياء رائعة في مكانها. لدينا حدود هائلة...». وكرر القول: «الجنرال ماتيس قال لم أرَ شيئاً كهذا... لم أرَ شيئاً كهذا قبلاً، طوال فترة عملي في الجيش».
*في مقابلة مع «فوكس نيوز» في 12 نيسان، عدّد إنجازات على المستوى الداخلي، تمحورت حول إلغاء قرارات وقوانين سابقة صادرة عن الرئيس باراك أوباما:
*«أنظر، أتعرف، لقد قمنا بعمل رائع في ما يتعلق بالقوانين... لقد حرّرنا هذه البلاد كثيراً. دورُ عمّال المناجم والطاقة والنظام المصرفي آتٍ أيضاً. لقد حرّرنا الكثير من القطاعات من القوانين، ونحصل على تقدير كبير. لقد فعلنا الكثير للكثير من الناس. لا أظن أن هناك فترة رئاسية من 100 يوم تمكن في خلالها أي شخص من القيام بما قمنا به».
*في مقابلة مع مجلة «تايم» في 23 آذار، آثر ترامب تقدير نفسه بناءً على توقعاته:
*«بريكست، كنتُ محقاً تماماً في ذلك. كنتَ هناك على ما أظن، عندما توقعتُ ذلك، صح؟ اليوم الذي سبق» خروج بريطانيا.
*في مقابلة مع «فوكس نيوز» في 12 نيسان، سئل ترامب عن كيفية إطلاع الرئيس الصيني على الضربة العسكرية على سوريا، عندما كان في ضيافته في فلوريدا: متى أخبرتَه؟ أجاب: «كنتُ أجلس إلى الطاولة. كنا قد أنهينا العشاء للتو. كنا نأكل الحلوى. وكانت أمامنا أجمل قطعة كعكة شوكولا يمكن أن تريها، وكان الرئيس شي يتلذذ بطعمها. وقد أخبرني الجنرالات بأن السفن محمّلة وجاهزة... وكنا قد قررنا القيام بالأمر، إذاً كانت الصواريخ بطريقها. وقلت: سيدي الرئيس دعني أشرح لك شيئاً. كان ذلك في خلال تناول الحلوى ــ لقد أطلقنا 59 صاروخاً، وكلها ضُرب، بالمناسبة، لا يصدق، من على بعد مئات الأميال، وكلها ضرب، مذهلة. إنه أمر لا يُصدق، إنها رائعة، إنها عبقرية. لدينا تكنولوجيا، معدّات، أفضل من أي أحد آخر بخمس مرات. انظر، من حيث التكنولوجيا، لا يمكن أحداً منافستنا».
ولكن في الواقع، يبدو الأكثر تعبيراً عن تجربة ترامب في الحكم حتى الآن، ما جاء على لسانه رداً على سؤال وكالة «أسوشييتد برس» في 23 نيسان الجاري: «كيف غيّرك المكتب (البيضاوي)؟». أجاب الرئيس الأميركي: «حسناً، شيء واحد يمكن أن أقوله ــ وأقول ذلك للناس ــ لم أدرك كم كان الأمر كبيراً. كل شيء أتعرف، الأوامر كبيرة. إنها مسؤولية كبيرة. إنه أمر كبير. كل وكالة (فدرالية) هي أكبر من أي شركة».