في خطوة غير مسبوقة، أصدرت عالمات دين فتوى ضدّ زواج القاصرين في إندونيسيا الخميس، في محاولة لوضع حد لهذه الآفة في أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان.
وجاءت الفتوى، غير الملزمة قانونيا، في ختام مؤتمر استثنائي لمدة ثلاثة أيام شاركت فيه عالمات دين مسلمات من إندونيسيا، وهو مثال نادر على تولي المرأة دورا قياديا في الشؤون الدينية في هذا البلد المسلم في غالبيته، حسب رويترز.
وشاركت في المؤتمر أيضا قيادات نسائية من أفغانستان وباكستان وماليزيا.
وقالت منظمة المؤتمر نينيك راهايو لـ"رويترز" إن "معدل وفيات الأمهات مرتفع جدا في إندونيسيا. ونحن، كعالمات دين، يمكن أن نلعب دورا في مسألة زواج الأطفال".
وأضافت أن العالمات الإناث يعرفن القضايا والعقبات التي تواجهها النساء، وبالتالي يمكنهن اتخاذ الإجراءات وليس فقط انتظار الحكومة لحماية هؤلاء الأطفال، حسب تعبيرها.
سجل سيء في زواج القاصرين
وتشير وكالة رويترز إلى أن إندونيسيا تتمتع بسجل سيء في مجال زواج القاصرين، ومن الشائع أن تتزوج الفتيات هناك قبل بلوغهن الـ 18 عاما. وقد اعتبرت الفتوى التي صدرت الخميس زواج القاصرين "ضارا"، وأوضحت أن منعه إلزامي.
ونقلت الوكالة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" قولها إن واحدة من كل ست فتيات إندونيسيات تتزوج قبل بلوغ الـ 18 عاما، أي ما يعادل 340 ألف فتاة سنويا، فيما حوالي 50 ألف يتزوجن قبل بلوغهن الـ15 عاما.
وخلص تقرير حكومي العام الماضي إلى أن حوالي ربع النساء المتزوجات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 والـ 24 عاما تزوجن عندما كان عمرهن أقل من 18 عاما.
"الأطفال العرائس"
وتطرقت عالمات الدين في الفتوى إلى دراسات سابقة تفيد بأن العديد من "الأطفال العرائس" الإندونيسيات لم يستطعن متابعة دراستهن بمجرد زواجهن، بالإضافة إلى أن نصف الزيجات تنتهي بالطلاق.
وحثت السيدات الحكومة على رفع الحد الأدنى لسن زواج الفتيات إلى 18 عاما، وهو مطلب كان قد رفعه ناشطون منذ سنوات.
يذكر أن سن الزواج للبنات في إندونيسيا هو 16 عاما و19 عاما للبنين، بموجب القوانين المحلية.