إسرائيل غير معنية بمناطق تخفيف التوتر في سوريا ولن تتقيّد بها، وهي «تقدّر» أنها ستواصل هجماتها رغم الإعلان عن «حظر الطيران» في مناطق «خفض التوتر» الأربع، كما تقرر في اتفاق الجهات الضامنة: روسيا وإيران وتركيا.
وأعربت المؤسسة الأمنية في إسرائيل، عبر مصادر أمنية في حديث مع صحيفة «معاريف» أمس، عن أن التقدير السائد في تل أبيب يشير إلى «معقولية منخفضة» لإمكان نجاح الاتفاق بين الجهات الثلاث، لافتة إلى أنه موضع شك في أقل تقدير، مع التأكيد على أن الهوّة كبيرة جداً بين اتخاذ القرارات وتنفيذها في سوريا.
ولفتت المصادر إلى أنّ الاتفاق الموقع لم يحظ بموافقة المسلحين السوريين، مع وجود خلافات جوهرية في الموقف من التفاصيل، بين تركيا وروسيا، وشدّدت على أن الكلمة الفصل في نهاية المطاف ستكون مرتبطة بموقف الولايات المتحدة وإن كانت ستؤيد الاتفاق من ناحية عملية، فـ«الإدارة الأميركية معنية بتقليص مستوى العنف في سوريا، لكنها في الوقت نفسه معنية أيضاً، بأن لا تتخلى عن دعمها للمسلحين المعتدلين... الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول الموقف الأميركي، بما يشمل إمكان الموافقة على مناطق حظر طيران».
التقدير في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، كما تنقل الصحيفة، يشير أيضاً الى أنه في حال سلوك الاتفاقات مسار التطبيق، رغم الشكوك حولها، فإن إسرائيل لن تلتزم بها وستواصل هجماتها الجوية ضد «الأنشطة الإرهابية الموجهة ضدها». وبحسب المصادر نفسها، «تدرك روسيا جيداً وتعرف، ماهية الخطوط الحمر التي رسمتها إسرائيل، في الساحة السورية».
إلى ذلك، أكد رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست آفي ديختر، أنّ التطورات الأخيرة في الساحة السورية هي مدعاة قلق وخشية من ناحية إسرائيل، ولفت في مقال نشره على موقعه على الإنترنت، الى أن «التقارب والمصالح المشتركة، القائمة بين روسيا وسوريا وإيران وحزب الله، هي محل قلق عميق للغاية، وخاصة انه يحدث ويتفاعل في ساحة قريبة جداً من إسرائيل». وحذّر من أن هذا التقارب يوجب على الجيش الإسرائيلي وعلى الأجهزة الأمنية في إسرائيل، ملاءمة سلاحهم وتكتيكاتهم وفقاً لهذا التحدي المتبلور، وإمكان الانتقال السريع من حالة الروتين إلى حالة الطوارئ، إذ «من الواضح بشكل كبير جداً، أننا موجودون في شرق أوسط جديد، ليس بالضرورة أنه جيد لإسرائيل».