عبد القادر أبو عجمية فلسطيني في العقد التاسع من عمره (81 عاماً) ينكبّ على الدراسة بجهد، آملاً أن يحالفه الحظ بالنجاح في امتحانات شهادة الثانوية العامة لهذا العام.
أبو عجمية أب لـ14 ولداً وابنة، يدرس خمس 5 ساعات يومياً، ويبذل جهداً للتركيز مقاوماً محاولات أحفاده الذين بلغ عددهم 36 فرداً لإقناعه باللعب معهم.
يخوض أبو عجمية امتحانات الثانوية العامة في غرفة خصصت له في المدرسة المحلية، إذ أنه يضطر لإملاء الإجابات على مساعدة له بعد أن أثرت جلطة أصابته على حركة يده.
يقول أبو عجمية مبتسماً بفخر وهو يرتدي بزّة رسمية وربطة عنق "أنا بحب التعليم" مضيفاً "لا يوجد حدود تمنع أي أحد من الدراسة، التعليم لا يتوقف عند عمر معين"، ويتابع "انا بدي أعمل مثال لكل الأجيال إنو إياكم تتوقفوا عن التعليم".
أبو عجمية بائع متقاعد من مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، كان رسب في امتحانات العام الماضي التي خاضها لأول مرة ف حياته، لكنه صمم على التقديم للمرة الثانية هذا العام.
ويحظى أبو عجمية بدعم عائلته المطلق له في جهوده لتحصيل العلم، وخصوصاً زوجته التي تحاول دائماً إلهاء أحفاده عنه خلال ساعات الدراسة.
واضطر أبو عجمية إلى التخلي عن حلمه بالدراسة والعمل في بيع الأطعمة، وبدأ بالتفكير في تحقيق أمنيته بعد تقاعده، ويشدد على أن هدفه هو أن يكون على قدم المساواة في التحصيل العلمي مع أولاده وأحفاده.
وأظهرت أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن نسبة الأميّة بين الفلسطينيين فوق عمر 15 عاماً تبلغ 3.3 في المئة فقط، وهي من أدنى المعدلات في العالم العربي.
نتائج الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة تعلن في منتصف شهر تموز/ يوليو المقبل، وتستعد عائلة أبو عجمية للاحتفال به إذا نجح، لكن ابنه قال إن والده لا ينوي إكمال الدراسة والذهاب للجامعة.