قبل نحو عامين، غادرت ليفا بلدها إندونيسيا لتعيش في مدينة الرقة معقل داعش في سورية معتقدة أنها ستجد "حياة أفضل"، لكنها تروي اليوم في مخيم للنازحين فرت إليه مؤخرا في شمال سورية "أكاذيب" هذا التنظيم المتشدد.

وتمكنت ليفا و15 إندونيسيا آخرين من الفرار من مدينة الرقة، قبل أيام على وقع تقدم قوات "سورية الديموقراطية" داخل المدينة.

الإندونيسية ليفا

​في غرفة صغيرة بمخيم عين عيسى الواقع على بعد 50 كيلومترا شمال الرقة، تروي ليفا لماذا اختارت وعائلتها الانتقال إلى مناطق سيطرة داعش في سورية.

وتقول إنها كانت وآخرين يحصلون على معلومات عن داعش عبر الإنترنت عندما كانوا لا يزالون في إندونيسيا.

وتضيف أنها تواصلت مع عناصر في التنظيم المتشدد عبر الإنترنت، وأبلغوها بالطريقة المناسبة للوصول إلى سورية، قائلة إنها سمعت منهم وعودا كثيرة بأنهم سيعيدون لها ثمن "تذاكر الهجرة"، وإن رجال العائلة سيحصلون على وظائف برواتب عالية.

ولكن بعد وصولها تبين لها أن الوضع مختلف تماما.

ليفا وإندونيسيات أخريات يتوجهن إلى مخيم عين عيسى

'مجرد أكاذيب'

تروي نور (19 عاما) أن عددا من الرجال بعد وصولهم إلى الرقة، دخلوا إلى السجن، ومنهم والدها وشقيقها، ولم يتحقق حلمهم بحياة أفضل في ظل حكم داعش الذي كان وعدهم، على حد قولها، بالوظائف على أنواعها وليس فقط بالقتال.

وتضيف: "حين وصلنا إلى (مناطق) داعش، تبين أن كل شيء مختلف عما قرأنا عبر الإنترنت، كلها مجرد أكاذيب".

وعانت نور طوال العامين من ملاحقة عناصر داعش لها للزواج، فيما أصرّت هي على رفض كل من تقدم لها، وتقول "جميعهم مطلقون، يتزوجون لأسبوعين أو شهرين".

راحة في المخيم بعد جحيم داعش

وتقول المسؤولة في مخيم عين عيسى فيروز خليل لوكالة الصحافة الفرنسية إن المتشددين غرروا بهؤلاء.

ومنذ سيطرة داعش على الرقة، يعيش سكانها في خوف دائم من أحكام التنظيم المتشددة. ويغذي هؤلاء الشعور بالرعب من خلال الإعدامات الوحشية والعقوبات من قطع الأطراف والجلد وغيرها التي يطبقونها على كل من يخالف أحكامه أو يعارضه.

المصدر: أ ف ب