في الوقت الذي يزداد فيه الحديث عن مخاطر الأخبار المزيفة التي تجتاح شبكة الإنترنت، بهدف التأثير على الرأي العام في الكثير من القضايا الحيوية، لزعزعة الأمن وإثارة الفتن بين عناصر المجتمع الواحد، شهدت شبكة الإنترنت نوعًا فريدًا من جنون الأخبار المزيفة، يتمثل في الإعلان عن العثور على الزعيم النازي الألماني إدولف هتلر حيًا في الأرجنتين، رغم الحقيقة التاريخية المعروفة عن انتحاره عقب هزيمته في الحرب العالمية الثانية منذ أكثر من 7 عقود.

وظهر تقرير بأمريكا اللاتينية، نقلته العديد من كبريات وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، خلال الأيام الأخيرة، يقول إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" نجح في القبض على رجل معمر، يبلغ من العمر 128 عاما، يعيش في قرية بالأرجنتين، ويدعي أنه الزعيم الألماني إدولف هتلر.

وتبين أن هذا التقرير الزائف اعتمد على تقرير ساخر في الأرجنتين، تم تداوله على نحو واسع حتى خرج عن السيطرة بفضل الترجمة إلى عدة لغات على أنه تقرير جاد.

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن التقرير انطوى على عدد من الأكاذيب، التي تفضحها مجموعة من الحقائق. فأوضحت أن هتلر مات عام 1945، وثانيها أنه لم يتم العثور أبدًا على رجل عاش 122 عامًا، بينما لو كان هتلر حيًا اليوم لبلغ عمره 128 عامًا.

التقرير الذي ظهر في أمريكا الجنوبية، وشق طريقه إلى مختلف أرجاء العالم، بما في ذلك وسائل إعلام "محترمة" و"رصينة"، ظهر على ما يبدو أول ما ظهر في موقع ساخر، ادعى أن هتلر يعيش باسم مستعار هو هيرمان جوتنبرج في قرية صغير بالأرجنتين بعد أن نجح منذ أكثر من 70 عامًا في الحصول على جواز سفر مزور من الجستابو، وهو البوليس السري الألماني في عهد الزعيم النازي. وادعى التقرير أن جوتنبرج اعترف بهويته الحقيقية بعد أن ألقى الموساد القبض عليه في إطار عملية خاصة لتوسيع البحث عن آخر المجرمين النازيين المتورطين في المحرقة اليهودية.

ويعتقد البعض أن هذا التقرير قام على خلفية سلسلة وثائقية تعرض على قناة التاريخ باسم "اصطياد هتلر"، حاولت إلقاء الضوء على نظرية المؤامرة التي تدعي أن هتلر بقي على قيد الحياة بعد الحرب العالمية الثانية وأنه هرب إلى مكان مجهول يعيش فيه.

وتضمنت الحلقة أيضا معلومات وشهادات على أن النازيين كانوا قادرين على تهريب هتلر إلى مكان معين في الأرجنتين، وهي المعلومات التي أدت في النهاية إلى صياغة تقرير مفبرك انتشر كالنار في الهشيم بمختلف وسائل الإعلام.

المصدر: وكالات