في الوقت الذي تتصاعد فيه حدّة التوترات بين واشنطن وبيونغ يانغ، أعلنت بكين أمس أنها بدأت بتطبيق العقوبات التي قرّرتها الأمم المتحدة على حليفتها الآسيوية
أعلنت الصين، أمس، تعليق استيراد الحديد والرصاص وخام هاتين المادتين ومنتجات البحر من كوريا الشمالية، طبقاً للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على بيونغ يانغ. ويأتي قرار بكين المُعلن بعد أيام من التراشق الكلامي الحاد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمسؤولين في كوريا الشمالية، ما أثار قلقاً دولياً بشأن ما ستؤول إليه الأزمة.
وتعهّدت الصين بالتطبيق الكامل للعقوبات الأخيرة، بعدما اتهمتها الولايات المتحدة بعدم «كبح جماح» كوريا الشمالية التي تعتمد بشدة على العملاق الآسيوي لدعم اقتصادها. وقالت وزارة التجارة، في بيان، إنه اعتباراً من اليوم «ستُحظر كل واردات الفحم والحديد وخام الحديد والرصاص وخام الرصاص والحيوانات البحرية ومنتجات البحر». وأوضحت أن الإجراء يأتي «تطبيقاً لقرار الأمم المتحدة الرقم 2371».
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الصينية تعيين مبعوث خاص جديد للأزمة مع كوريا الشمالية، وسط تفاقم القلق الدولي حيال جارة الصين المسلحة نووياً. وانتقل المنصب إلى كونغ شوان يو (58 عاماً)، وهو دبلوماسي بعيد عن الأضواء ومسؤول عن الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية الصينية حالياً. إلا أن المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ أشارت إلى أن سياسة بلادها تجاه شبه الجزيرة الكورية لن تتغيّر مع تعيين المبعوث الخاص الجديد.
أميركياً، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، مايك بومبيو، إن كوريا الشمالية تطوّر قدراتها على شنّ هجوم نووي على الولايات المتحدة «بوتيرة مقلقة»، لكنه حرص على التقليل من خطر حدوث مواجهة عسكرية وشيكة مع بيونغ يانغ. ورداً على سؤال عن مدى احتمال سقوط صاروخ نووي كوري شمالي على الأراضي الأميركية، خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، قال بومبيو: «كل مرة يجرون فيها تجارب صاروخية، يزدادون خبرة، والأمر سيّان إن جرّبوا صاروخاً نووياً، ويمكننا القول إنهم يتقدمون بوتيرة مقلقة». وعندما سئل عمّا إذا كان للأميركيين أن يقلقوا إزاء اشتداد التوتر مع النظام الكوري الشمالي، رأى بومبيو أنّ «ما من أمر وشيك اليوم، لكن لا بدّ من التنبه إلى أن ازدياد إمكان استهداف الولايات المتحدة بصاروخ نووي هو تهديد خطر جداً». واستطرد: «ما أقصده هو أنني سمعت الكثير من الكلام الذي يفيد بأننا على شفير حرب نووية. لكن ما من معطيات استخبارية تفيد بأن الوضع وصل إلى هذا الحد». ورأى بومبيو أن الاستخبارات الأميركية «لديها فكرة واضحة بما فيه الكفاية» عمّا يجري في كوريا الشمالية.
وانعكست وجهة النظر هذه أيضاً في تصريحات أدلى بها مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر، في مقابلة مع قناة «ايه بي سي». وقال الأخير إن التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية «يقارب نقطة مفصلية»، لكنه حرص على التشديد على «أننا لسنا أقرب إلى الحرب مما كانت عليه الحال قبل أسبوع». وأضاف: «نردّ بالقول إننا مستعدون للتعامل عسكرياً مع المسألة إن دعت الحاجة إلى ذلك، ونحن لا نوفر جهداً خارج الإطار العسكري لمواجهة هذا التهديد الخطر جداً على الولايات المتحدة والعالم بأسره».
في غضون ذلك، أعلن مكتب الرئيس الكوري الجنوبي، نقلاً عن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد، أن الخيارات العسكرية ضد كوريا الشمالية ستكون مطروحة، في حال فشل العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية. وقال بارك سو ــ هيون، المتحدث باسم مكتب الرئيس الكوري الجنوبي، في مؤتمر صحافي، إن دانفورد أدلى بتعليقاته خلال مقابلة مع الرئيس مون جيه ــ إن، استمرت 50 دقيقة، ناقشا خلالها عدّة أمور، «من بينها الاستفزازات الكورية الشمالية». ووصل دانفورد إلى سيول للاجتماع بمسؤولين عسكريين، من بينهم وزير الدفاع سونج يونج ــ مو.