السعودية، إلى الشرق من المملكة التي تتهدد أركانها كلها تحت وطأة الضغوط المالية، والسياسية، وتشتت نظر العائلة الحاكمة، يبدو أن أحداث العوامية لن تكون عابرة كما في المرات السابقة التي يقوم فيها نظام الرياض بالقمع ودفن القضية تحت سابع أرض وبالريال.
تحاول الرياض منذ نحو شهر أن تخفي ما فعله القصف بمدينة العوامية، المحاصرة الآن، لا يريد النظام السعودي أن تفوح رائحة الحدث من ذلك الموقع الذي من شأنه، أن يكتب الخاتمة، أيا يكن مدتها، لنظام صنع عرشه من عظام معارضيه ووصل إلى ما هو عليه بالدم وبقي بالدم، ولا يمكنه الاستمرار إلا بالدم.
صحيح أن المجتمع الدولي صامت، للغاية، إلا أنه اعترف بأن عيونه تتجسس على ما يفعله نظام الرياض في تلك المنطقة، في لحظة ما، ليس بعيدا عن الغرب الذي تتعلق به المملكة السعودية إلى حدود العبادة، أن يبيع الرياض بقشرة بصلة لو أن الأمر اقتضى ذلك، والمعروف، أن الغرب يحاول أن يجني أكثر من قشرة بصلة كثمن لنظام أصبح في مرحلة الخرف السياسي والعجز العسكري، حتى الآن لم يعد له صاحب حقيقي إلا أن دفع الأموال وأسرف وبذر.
الدمار الهائل يسود العوامية، ومن شأن كرة الأحداث أن تتدحرج إلى مناطق أخرى في السعودية، طالما أن الكثير من التكتلات العشائرية والفعاليات غير الرسمية (لا يسمح في السعودية بممارسة العمل السياسي لأحزاب ومنظمات لانتفاء وجودها أصلا) من شمال البلاد إلى جنوبها تبدو رابضة في خانة إعلان معارضة النظام السعودي بشكل غير مسبوق بسبب الويلات التي جرت على البلاد خلال السنوات القليلة الماضية، وفي حال تدحرجت الكرة، فإن البازار سيعقد بين العائلة الحاكمة أنفسهم، الدخان الذي يرتفع في سماء الرياض ويشي عن خلافات داخلية ليس بلا نار، والملك لا يمسك بزمام كل شيء.
غير ذلك، تمضي السعودي في سرب بعيد على صعيد الشرق الأوسط، تحاول الترقيع نعم، لكنها ما زالت تركب رأسها، في الخارج يكاد لا يسمع صوتها وهي تغرق، وفي الداخل، تكتب الأحداث عبارات ثقيلة من شأنها أن توقع نهاية وخيمة، لولا استفحال الغرور في الحكم لتنبأت بها العائلة الحاكمة منذ وقت طويل.

المصدر: عاجل الاخبارية