أسهم الاتفاق الأمني الذي توصلت إليه القوى السياسية في تهدئة حالة التوتر والترقب التي تعيشها العاصمة اليمنية صنعاء، قبل يومين من خروج تظاهرات منفصلة لكل من الحليفين المتخاصمَين، حركة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام»

أسهم الاتفاق الأمني الذي توصلت إليه القوى السياسية في تهدئة حالة التوتر والترقب التي سادت العاصمة اليمنية صنعاء، قبل يومين من خروج تظاهرات منفصلة لكل من الحليفين المتخاصمَين، حركة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام».

ووفق وكالة «سبأ» التابعة لـ«أنصار الله»، فقد توصّل اجتماع عقد في القصر الجمهوري في صنعاء ورأسه رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، إلى اتفاق تتولى بموجبه اللجنتان الأمنية والعسكرية «تأمين مهرجان حزب المؤتمر بذكرى تأسيسه... وكذلك تأمين الفعاليات التي دعت إليها اللجنة الثورية لأنصار الله، في اليوم نفسه، في مداخل صنعاء والخاصة بدعم الجبهات وتسيير القوافل».
وكلّف الاجتماع «اللجنة العسكرية والأمنية العليا إدارة الوضع الأمني في ما يتعلق بالفعاليات، وضبط الأمن العام وإجراء التنسيق اللازم بما يضمن نجاح مختلف الفعاليات في أجواء آمنة وأداء أمني عالي المستوى»، مشدداً على «أهمية تعاون وتكامل الأجهزة الأمنية في هذا الواجب الوطني المهم، الذي يأتي في ظرف حساس والوطن يمرّ بمؤامرة بالغة التعقيد وتستهدف الجبهة الداخلية والصمود الأسطوري للشعب اليمني وتضحياته وتماسك الجبهات ومواجهة العدوان والحصار».
ووجّه رئيس المجلس السياسي اللجنتين العسكرية والأمنية بـ«أخذ كامل الاحتياطات لمنع أي احتكاك أو صدامات قد تفتعلها القوى المتربصة بالوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية والتعامل وفق المعلومات والتقارير الأمنية الدقيقة في أعمال التأمين وضبط مسارات الدخول والخروج من ساحات الفعاليات، خاصة وقد لمست الأجهزة الأمنية أعمالاً تسعى إلى إقلاق الأمن ونشر الفوضى وتنفيذ بعض الأعمال الإجرامية».
وتشهد صنعاء توتراً وتحشيداً غير مسبوق بين طرفي تحالف «أنصار الله - المؤتمر»، في ظل استعدادات الأخير للاحتفال في ميدان السبعين بذكرى تأسيسه الـ35، يوم غد الخميس، ودعوة «أنصار الله» جماهيرها للاحتشاد أيضاً عند مداخل صنعاء في اليوم نفسه، تحت شعار «التصعيد مقابل التصعيد». هذه الأجواء المشحونة انعكست في إعلان المستشفيات العامة والمرافق الطبية كافة حالة الطوارئ، وسط تخوّف من وقوع اشتباكات.
وتزاحمت التصريحات والبيانات التي حاولت احتواء نار الفتنة التي غذتها الاتهامات المتبادلة في الأيام القليلة الماضية. ودعت أحزاب وقوى وتنظيمات سياسية في اجتماع لها، أمس، القيادة السياسية إلى إعلان حالة الطوارئ «إذا ارتأت أن هناك خطراً على أمن الجبهة الداخلية»، محذرة من إمكانية «اختراق الجماعات التكفيرية لحشد السبعين».
كذلك حثّت في بيان صادر عنها، حزب «المؤتمر الشعبي العام» إلى «استعادة زمام الأمور من أيدي الطابور الخامس وعدم السماح لشق الصف الوطني»، مضيفة: «لنصل معاً وجميع أبناء الشعب إلى جني ثمار صموده وصبره ببناء يمن حر قوي ذي سيادة واستقلال».
ودعت القوى الوطنية إلى «تجميد العمل التنظيمي والحزبي وتوفير الجهود والطاقات والإمكانات وبذلها للتحشيد إلى جبهات القتال والتصدي للعدوان»، مطالبة في الوقت نفسه «تفعيل دور مؤسسات الدولة خاصة الأجهزة الرقابية والهيئات القضائية بما يؤدي إلى إنهاء الفساد ومحاسبة المفسدين... ورفع الحصانة عن البرلمانيين المؤيدين للعدوان باعتبارهم خونة، وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم».
من جهته، أكّد المجلس السياسي لحركة «أنصار الله» أن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية يسعى إلى استهداف وحدة الداخل اليمني وتقسيم البلاد، كما هي الحال في الجنوب». وقال إنه «ليس في وارد العدوان الحفاظ على وحدة اليمن، بل تقسيمه وتمزيقه، وما يحصل في الجنوب شاهد واضح».
ورأى أن «تبادل الأدوار بين السعودي والإماراتي في الجنوب يهدف إلى تمزيقه برغبة أميركية»، معتبراً أن تبني «الصفقات المشبوهة يهدف إلى إثارة البلبلة وخدمة التصعيد الخطير للعدوان (...)». وفي هذا السياق، كشف المجلس أنه تزامناً مع اشتعال التوترات الداخلية، يحضر العدوان لإشعال الجبهات مع «3 ألوية إلى جبهة نهم وآلاف المقاتلين في تعز».
وفي ما يخص المبادرات لحل الأزمة التي طُرحَت في الأيام الماضية، قال المجلس إن «المبادرات لا تأتي انفرادية»، كاشفاً أن «السعودية رفضت الحل الشامل الذي يتضمن التخلص من (الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور) هادي و(نائب هادي) علي محسن الأحمر، وتركت الأمر لـ(وزير الخارجية الأميركي السابق جون) كيري».
أما على المستوى السياسي الداخلي، فاعتبر المجلس أن حجج «المؤتمر الشعبي العام» بأن إجراء إصلاحات اقتصادية وتفعيل القضاء من شأنهما تعزيز الانفصال «واهية»، مذكراً بموافقة قيادات في «المؤتمر» على تقسيم اليمن إلى خمسة أقاليم.
ميدانياً، شهدت المحافظات اليمنية، أمس، تصعيداً في الغارات الجوية من قبل تحالف العدوان، إذ شنت طائراته «39 غارة استهدفت الممتلكات العامة والخاصة»، وفق وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
في المقابل، أعلنت «أنصار الله» إطلاق مدفعية الجيش اليمني واللجان الشعبية، أمس، صاروخاً من نوع «الصرخة» المحلي الصنع وعدداً من قذائف المدفعية على تجمعات الجيش السعودي والقوات الموالية له في عسير وجيزان.
أما في نهم، حيث عزز تحالف العدوان وجوده العسكري، فأعلنت القوة الصاروخية للجيش واللجان، أمس، أنها «دكت بصاروخ من نوع زلزال 3 تعزيزات جديدة للمرتزقة»، مؤكدة أن «الصاروخ أصاب هدفه بدقة عالية».

المصدر: الأخبار