لقاء «صعب» يجمع الرئيسين دونالد ترامب وعبد الفتاح السيسي في نيويورك بعد غد، يأتي بعدما قدّمت القاهرة إثباتات «الولاء» حين أعلنت قطع العلاقات العسكرية مع بيونغ بيانغ بناءً على طلب واشنطن
القاهرة | يعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ووصل السيسي إلى نيويورك، حيث يلتقي عدد من الزعماء خلال الزيارة التي لا يزال جدول لقاءاتها غير مكتمل بانتظار لقاءات ثنائية لم تُرتَّب مواعيد بشأنها، إلى جانب موعد ترامب المقرر الأربعاء المقبل.
«قمة الأربعاء» هي رابع لقاء منفرد يجمع بين السيسي وترامب، بعد اللقاء الأول الذي جمعهما العام الماضي خلال ترشح ترامب، ولقاءَين آخرين، أولهما في البيت الأبيض في نيسان الماضي، وآخر في الرياض على هامش زيارة ترامب للمشاركة في القمة الإسلامية الأميركية. تلك اللقاءات جرت وسط أجواء تفاؤل من الدبلوماسية المصرية، فيما يأتي اللقاء الجديد محملاً بالكثير من النقاط المثيرة للجدل التي تحمل في طياتها بوادر اختلاف بين الإدارتين المصرية والأميركية، على المستوى الخارجي والداخلي.
صحيح أن ترامب لا يضع على جدول أولوياته ملف حقوق الإنسان والتراجع الذي سجلته المنظمات الحقوقية في مصر في هذا الملف تحت حكم السيسي، إلا أن قانون الجمعيات الأهلية الذي أقرّه السيسي في أيار الماضي سيكون على أجندة مباحثات الجانبين، ولا سيما بعد تلقي ترامب تقارير عدة في هذا الشأن.
وتتجه الأنظار في هذا اللقاء إلى مناقشة ملف التعاون العسكري بين القاهرة وبيونغ يانغ، في ظلّ المستجدات الأخيرة على هذا الصعيد. وسبق زيارةَ السيسي لنيوريوك، زيارةُ وزير الدفاع صدقي صبحي لكوريا الجنوبية قبل أيام، وهي زيارة لم تكن محددة علناً قبل التجارب النووية الأخيرة لكوريا الشمالية. وخلال الزيارة، أعلن صبحي قطع جميع العلاقات العسكرية مع بيونغ يانغ، وهو ما أوحى بأن هذه التحركات تأتي في إطار السعي إلى تقارب مصري ــ أميركي، بعدما طالب ترامب السيسي في وقت سابق بضرورة الالتزام الفعلي بقطع العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية التي قال سفيرها في مصر قبل أسابيع إن علاقاتها مع القاهرة «شهدت تعاوناً ونمواً بعد وصول السيسي إلى الحكم».
ويُعدّ ملف كوريا الشمالية من الملفات الحسّاسة في التعامل مع ترامب، وهو ما جعل السيسي يراجع طبيعة العلاقات لعرضها بشكل كامل على نظيره الأميركي والتأكيد أن التعاون بين البلدين لا يتجاوز الاتفاقيات المعلنة مع وقف التعاون العسكري بشكل كامل وتعزيزه مع سيول بما يتوافق مع العلاقات بين البلدين.
ولا يبدو ملف خفض المعونات التي تحصل عليها مصر بموجب اتفاقية «كامب ديفيد»، بعيداً عن اللقاء الذي يأتي بعد نحو شهر من إعلان خفض المعونة الأميركية بقيمة تقترب من نحو 300 مليون دولار. سيشرح السيسي «أهمية المساعدات التي تحصل عليها القاهرة في مواجهة الإرهاب والتصدي له، خصوصاً في شمال سيناء». فالرئيس قبل سفره إلى نيوريوك حصل على تقرير موسع عن النتائج التي حققها الجيش في سيناء في مواجهة الإرهابيين والتصدي لهم وعدد المضبوطات التي كانت سستُستَخدَم في عمليات إرهابية، بالإضافة إلى عرض النتائج التي حققتها الآليات العسكرية الأميركية في كشف المتفجرات وإحباط العمليات الإرهابية.
ملفات عدة أيضاً يتوقع أن يتطرق إليها الاجتماع، جزءٌ منها مرتبط بالملف النووي ودخول مشروع الضبعة النووي المصري حيز التنفيذ الشهر المقبل بالتعاون مع روسيا، بالإضافة إلى تسهيلات قانون الاستثمار الذي أُقر أخيراً وتجديد دعوة ترامب إلى زيارة القاهرة قريباً.
على المستوى الخارجي، لن تخلو مناقشات السيسي وترامب من الحديث عن نقطتين محوريتين، هما الملف السوري والعمل على تسوية النزاع تتضمن الحفاظ على الدولة السورية موحدة وإجراء انتخابات قريبة بمراقبة دولية مع العمل على دعم التحركات الإنسانية لإنقاذ المدنيين، إلى جانب بحث الملف الفلسطيني والمصالحة التي تباشرها القاهرة من أجل بدء التفاوض المباشر مع تل أبيب لإقامة حل الدولتين.