الحكومات الأوروبية حاليا بين نارين، الطمع الأميركي في الشرق الأوسط والذي يريد المقامرة بداعش إلى الرمق الأخيرة، ونهاية التنظيم المتطرف في المنطقة ما يرجح تنشط حركته في أوروبا أكثر عما سبق،وخلال ذلك فإن التنظيم وبعد استشعار الهزيمة والتأكد بأنها آتية إليه لا محالة، فإن داعش بدء بنقل الأموال إلى أوروبا بعيدا عن مناطق الخسارة التي فيها لا يمكنه حماية الأموال.
الواضح ميدانيا أن عناصر داعش فقدوا القدرة على المواجهة، وهم يهربون بعيدا عنها إلى أبعد مكان ممكن، وتحليليا فإن داعش خسر المدن الرئيسية التي كان يسيطر عليها ما يجعل قياداته الباقية تفكر بالفرار إلى مكان مجهول وبعيد عن التقدم العسكري كيف يستجمعوا أنفاسهم، هذا المكان البعيد هو أوروبا وليس غيرها، فطريق الوصول إليها مفتوح إيابا بعد أن فتح ذهابا إلى الشرق الأوسط لتأمين الدعم والإمداد.
في ذات السياق خسر داعش 90% من الحقول النفطية التي كان يسيطر عليها، الـ10% الباقية ليست كافية لبعث الحماس لديه للبقاء،بل الفرار أصبح أفضل بالنسبة لهم وستكون المصالح الحيوية الاقتصادية في أوروبا عرضة كبيرة لهجوم الإرهابيين المتطرفين، الذين سيسعون أولا للبحث عن مصادر التمويل طالما أنه يعاني أزمة مالية شديدة ستزداد، مع فقدان جزء مهم من التمويل الغربي حال اندلاع مواجهة مباشرة مع الغرب، وعلى الأغلب فإن مصادر التمويل كلها ستنقطع فيما عدا الأميركية والخليجية لاسيما السعودية.
وبالفعل، فقد تم إخلاء مواطن وجود التنظيم المتطرف من القيادات الرئيسية، هناك من لا يزال يفكر بأن داعش قد يكون فعالا في أماكن أخرى، غير الشرق أوسطية حيث تلقى الهزيمة على يد الجيش السوري مؤخرا والجيش العراقي، وإذا حدث ووصلت القيادات إلى أوروبا فهذا يعني أن الحرب بدأت لأنه هناك في الحضن الأوروبي وصول مثل هذا النوع من القيادات المتطرفة لبدء عملية التنكيل بأوروبا.
لقد أخلي سوق كبير في لندن بناء على الاشتباه بطرد، وقد يلحق ذلك حوادث عدة من هذا القبيل، هذا القلق يحرق أعصاب أوروبا ولا يعالج الإرهاب، أوروبا الآن تحت الضرب، والمظلة الأميركية لم تعد كافية لحمايتهم هناك، وهذه هي المشكلة أن الحكومات الأوروبية تؤجل الاعتراف بذلك.a

المصدر: عاجل الاخبارية