مع توالي هزائم تنظيم «داعش» في العراق، وبالرغم من انحسار مسلحيه في المناطق المحاذية للخط الحدودي مع سوريا، وفق التصريحات الرسمية، إلا أن التنظيم لا يزال محتفظاً بمجموعات عديدة بمثابة «خلايا نائمة» في المناطق التي كانت خاضعةً لسيطرته.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة «الأناضول» عن مصدرٍ أمني عراقي، قوله إنّ «قوات مشتركة بدأت عملية عسكرية (أمس) لملاحقة فلول داعش»، شرقي مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، موضحةً أن «العملية تجري بإسناد من طيران الجيش العراقي، وتأتي بناءً على معلومات استخبارية عن مواقع سرية يتحصن فيها المسلحون، وينطلقون منها لشن هجمات في المحافظة الواقعة شرقي العراق».
وتأتي العملية بعد أن قامت تلك المجموعات، على مدى الأشهر الماضية، بهجمات عدّة استهدفت حواجز أمنية، ودوريات للجيش والشرطة في مناطق الواقعة شمالي المحافظة وشرقيها، أدت إلى وقوع عشرات الإصابات.
وفي السياق نفسه، أكّد مجلس محافظة نينوى، وجود «دواعش في المدينة القديمة، في ساحل الموصل الأيمن (المقطع الغربي للمدينة)». وقال المتحدث باسم المجلس نور الدين قبلان، في حديث صحافي إن «المدينة القديمة ما زالت تحتوي على بعض السراديب والجيوب التي قد تضم ارهابيين»، مبيناً أن «المنطقة تشهد اكتظاظاً سكانياً، ويمكن الإرهابيين الاختباء داخل تلك التجمعات». وأضاف أن «الدواعش بائسون، ولا يستطيعون التحرك أو تنفيذ عمليات إجرامية في الساحل الأيمن، أو المدينة القديمة على الأقل»، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية، وتحديداً قوات الشرطة الاتحادية، تسيطر على معظم تلك المناطق».
وكان لافتاً أمس، تصريح رئيس «اللجنة العليا للمتابعة والرد على التقارير الدولية» في مجلس وزراء «إقليم كردستان» ديندار زيباري، الذي لفت إلى أن «2652 عنصراً من تنظيم داعش جرت محاكمتهم في الإقليم»، غير أن أربيل لم تخضع 220 آخرين للمحاكمة «لكونهم لم يبلغوا سن الـ18 من العمر».
إلى ذلك، كشف نائبان في البرلمان العراقي، أمس، عن البدء بإعادة النازحين من أبناء محافظة نينوى الموجودين في المخيمات السورية منذ ثلاث سنوات، إلى الأراضي العراقية. وقال النائب نايف الشمري، إن «نحو 15 ألف نازح من أبناء مدينة الموصل والأقضية والنواحي الأخرى التابعة لمحافظة نينوى، يوجدون في مخيم الهول، الواقع شمال شرقي مدينة الحسكة السورية»، موضحاً أن «جميع الإجراءات الأمنية الخاصة بإعادة النازحين إلى العراق قد جرت بالتنسيق والتعاون بين رئيس الوزراء حيدر العبادي، والقيادة العسكرية العليا للقوات الأمنية العراقية». بدوره، أكد النائب عن محافظة نينوى، أحمد الجربا، أن العبادي وافق على نقل الدفعة الأولى من النازحين العراقيين في الأراضي السورية، من طريق قرية أم الذيبان ومروراً بناحية القحطانية، الأسبوع الحالي.