نجحت القوات اللبنانية في تظهير ما تريد من جولات رئيسها سمير جعجع إلى البلدان التي يزورها: لقاءات مع المغتربين، قداديس، مواقف سياسية. ولكنّ هناك وجهاً آخر لجولة جعجع الخارجية، إلى أستراليا تحديداً، لم يتردّد صداه في لبنان.

قبل وصول جعجع إلى أستراليا، حاولت مجموعة من المغتربين اللبنانيين إطلاق حملة لمنعه من الحصول على تأشيرة دخول إلى البلد، وإلغاء المحاضرة التي سيُلقيها في جامعة سيدني اليوم، انطلاقاً من أنّ رئيس الحزب اللبناني «مُدان بالقتل، والاغتيالات السياسية والإرهاب، كتفجير الكنيسة. وهو ما يُفترض أن يحول دون حصوله على التأشيرة الأسترالية، بصرف النظر عن العفو الذي حصل عليه». لم تُفلح الضغوط في منع جعجع من دخول أستراليا. إلا أنّ الحركة الاعتراضية حقّقت نصف إنجاز، بتمكّنها من إلغاء مُحاضرة رئيس القوات في جامعة سيدني. فقد نُشر على موقع الجامعة الرسمي، صفحة الجمعية اللبنانية ــ الأسترالية (http://sydney.edu.au/alf/)، اعتذار عن إلغاء المحاضرة «المجانية مع الدكتور سمير جعجع حول الحياة السياسية في الشرق الأوسط المشتعل. ولكن تُرجى الإشارة إلى أنّ العشاء الخاص مع الدكتور جعجع والنائبة ستريدا جعجع، في قاعة ماكلورين، لا يزال قائماً يوم الجمعة في 20 تشرين الأول».

لم يتوقف «النضال» ضدّ زيارة جعجع عند هذا الحدّ. فقد أطلق أحد اللبنانيين في أستراليا عريضة إلكترونية، هدفها جمع 1500 توقيع، تشرح أنّه «في 20 و30 تشرين الأول، ستستضيف المؤسسة اللبنانية، بالتعاون مع جامعة سيدني، سمير جعجع، الفاشي ومجرم الحرب الذي سُجن لمسؤوليته عن العديد من الاغتيالات السياسية، وكان شريكاً في مقتل العديد من المدنيين الأبرياء، وتحديداً مجزرة مُخيم صبرا وشاتيلا، في بيروت، عام 1982». وقد استغرب كاتب العريضة منح جعجع تأشيرة دخول في وقت «حُرم العديد من الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان من الدخول إلى استراليا». وبحسب العريضة، وجود استراليا كعضو في محكمة العدل الدولية «يوجب عليها إدانة مُجرمي الحرب، والدعوة إلى محاكمتهم عن الجرائم ضدّ الإنسانية التي ارتكبوها». وبما أن أستراليا «تسعى للحصول على مقعد في منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، فإننا ندعو وزارة الهجرة الأسترالية ووزير الهجرة إلى إلغاء تأشيرة جعجع، على أساس أنّ له سجلاً جنائياً كبيراً، وهو مجرم مدان من قبل القضاء اللبناني».
أثارت هذه العريضة حفيظة القوات اللبنانية ــ استراليا، فانهال مؤيّدو الحزب بالشتائم على مُطلق العريضة الرافضة لوجود جعجع في استراليا. وفي المقابل، أطلقوا عريضة مؤيدة لجعجع هدفها جمع تواقيع 5000 شخص، «فنحثّكم على مساعدتنا في وقف العريضة ــ الفضيحة، التي تضم ادّعاءات كاذبة وغير مبررة ضد الدكتور سمير جعجع». وتُقدم العريضة شرحاً عن رئيس القوات اللبنانية «أحد أكبر الأحزاب المسيحية في لبنان»، ومراحل حياته العسكرية والسياسية منذ عام 1975 حتى تاريخه.

المصدر: الأخبار