يعتزم وزير الخارجية الأميركي القيام بجولة خليجية جديدة، في مبادرة أخرى من أجل جمع الحلفاء الخليجيين، وسط انعدام مؤشرات لإمكانية حل الأزمة، وذلك عقب عودة أمير قطر من جولته الآسيوية وتحريك الكويت لوساطتها المتركزة هذه الأيام على تجنيب القمة الخليجية المرتقبة فشلاً محتّماً
أعادت واشنطن، أمس، تحريك المياه الراكدة في الأزمة الخليجية، وذلك بواسطة وزارة الخارجية، التي أعلنت عن وجود جولة خليجية ثانية للوزير ريكس تيلرسون إلى المنطقة، على جدول جولات خارجية مكثفة له في الأيام المقبلة. الإعلان عن الجولة ترافق مع تصريحات مثيرة للجدل، هي الأولى من نوعها لوزير الخارجية الأميركي، حمّل فيها مسؤولية تعقّد الأزمة لرباعي المقاطعة، واستبعد فيها بوضوح وجود فرص للحل.
ويأتي الإعلان عن المبادرة الأميركية أيضاً بالتزامن مع زيارة لوزير الخارجية الكويتي صباح الخالد للدوحة، حاملاً معه رسالة من أمير الكويت إلى أمير قطر، في إطار مساعي الأول لإنقاذ القمة الخليجية المزمع عقدها مطلع كانون الأول المقبل.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن «تشاؤمه» من إمكانية التوصل إلى حل للخلاف بين قطر والسعودية والإمارت. ولمّح، عشية جولة خليجية سيقوم بها، إلى أن الرباعي المقاطع لقطر لا يرغب في الحوار، على عكس الدوحة. وخالف تيلرسون توقعات الرئيس الأميركي دونالد ترامب السابقة حول «حل سريع» للأزمة، عبر قوله: «أنا لا أتوقع التوصل إلى حل سريع».
وقال: «يبدو أن هناك غياباً فعلياً لأي رغبة في الدخول في حوار من قبل بعض الأطراف المعنية»، واضعاً الكرة في ملعب السعودية والإمارات: «يعود الآن إلى قادة الرباعية القول: متى يريدون الدخول في حوار مع قطر، لأن هذا البلد كان واضحاً جداً بالإعراب عن رغبته في الحوار».
وفي حوار مع وكالة «بلومبيرغ»، أوضح أن الدور الأميركي «يقوم على ألا يساء فهم الرسائل، والتأكد من أن قنوات الاتصال لا تزال مفتوحة قدر الامكان»، مضيفاً: «نحن جاهزون للقيام بكل ما هو ممكن لتسهيل التقارب، إلا أن الأمر يبقى مرتبطاً بالفعل حتى الآن بقادة هذه الدول».
تصريحات تيلرسون أتت بالتوازي مع إعلان وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن ريكس تيلرسون سيتوجه في عطلة نهاية الأسبوع الجاري إلى السعودية وقطر، وذلك في إطار «مساعيه لتسوية الأزمة بين البلدين»، القائمة منذ حزيران الماضي. وأوضح مصدر في الوزارة أن تيلرسون سيتوجه بعد الرياض والدوحة إلى إسلام آباد ونيودلهي، قبل أن يتوقف في جنيف في طريق عودته من هذه الجولة التي تستمر حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري.
وفي وقت سابق، زار وزير الخارجية الأميركي العاصمتين الخليجيتين (تموز الماضي) من دون نتيجة تذكر آنذاك. كذلك، من المقرر أن يشارك تيلرسون، خلال وجوده في الرياض، في أول اجتماع للجنة التنسيق السعودية ــ العراقية، فيما سيلتقي القادة السعوديين «لبحث الصراع في اليمن، والنزاع المستمر في الخليج وما يتعلق بإيران».
ووفق بيان الخارجية الأميركية، سيتطرق في أول جولة له في جنوبي آسيا، وتحديداً في باكستان والهند، إلى «الدور الأساسي لقادة باكستان في إنجاح استراتيجيتنا»، في إشارة إلى طلب البيت الأبيض من إسلام آباد وقف غضّ النظر عن نشاط حركة «طالبان» أو حتى دعمها.
أما في الهند، فمن المتوقع أن يبحث تيلرسون سبل تعزيز «الشراكة الاستراتيجية»، وفق البيان نفسه، علماً بأنه كان قد قال أمام «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» في واشنطن، أول من أمس، إن بلاده تشيد بـ«القيم» التي يتمتع بها هذا البلد خلافاً للصين التي هي «مجتمع غير ديموقراطي»، منتقداً دور بكين في المنطقة. وأضاف: «ستكون لدينا علاقات مهمة مع الهند خلال السنوات المئة المقبلة... العالم ومنطقة الهندي ـــ الهادئ خصوصاً بحاجة إلى شراكة قوية مع الهند».
أما في جنيف، فسوف يجتمع تيلرسون مع مسؤولين من «المفوضية العليا للاجئين» و«المنظمة الدولية للهجرة» و«اللجنة الدولية للصليب الأحمر».