في الشرق الأوسط عدوّ عدوّك هو صديقك»، بهذه العبارة وصفت شبكة «إن بي سي» الإخبارية «العلاقة الحميمة» بين الرياض وتل أبيب، مشيرة إلى أن العداء المشترك لإيران وحزب الله دفع «البلدين الحليفين لواشنطن» إلى تطوير «علاقات سرية في السنوات الماضية، مبنية على التنسيق السياسي والتعاون الأمني».
ووفق مقال نشرته الشبكة أمس، فإن «إسرائيل، وبمباركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، طرحت نفسها كشريك راغب وقادر على مساعدة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مواجهة النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط»، كاشفة، نقلاً عن مسؤول أميركي، «انعقاد عدد من الاجتماعات المغلقة بين الطرفين في السنوات الخمس الماضية». وقالت إن «إسرائيل متفائلة ولكن حذرة من الصداقة الجديدة» مع النظام السعودي، لا سيما أن بن سلمان «شخص متهور ولا يمكن التنبّؤ بتصرفاته»، مستخدمة «الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الأسبوع الماضي، بعد أن استدعاه القادة السعوديون إلى المملكة» كمثال على ذلك.
وتحت عنوان «السر المكشوف»، قالت «إن بي سي» إن التواصل الذي مهّد الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إسرائيل والرياض بدأ فعلياً في أعقاب الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ناقلة عن مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في «معهد واشنطن» لسياسة الشرق الأدنى سيمون هندرسون تأكيده أن «التبادل الاستخباري موجود منذ عقود تحت مظلة التخوف من التهديدات الإيرانية».
ووفق الشبكة، فإن الرياض وغيرها من العواصم العربية «تقاوم احتضان تقارب دبلوماسي مفتوح وعلني مع إسرائيل وتفضّل إجراء مشاورات غير رسمية»، مشيرة إلى أن السفير الاميركي لدى اسرائيل، دانيال شابيرو، يرجع أسباب هذا «التستر» إلى «عدم شعبية إسرائيل في تلك الدول العربية».
وتختم «إن بي سي» مقالها بالقول إن «الرهانات أعلى بكثير بالنسبة إلى السعودية التي لا تزال حتى اليوم مترددة في الاعتراف علناً بالعلاقات»، معتبرة أن «من غير المحتمل أن تنشأ أي علاقة رسمية من دون الإعلان عن دولة فلسطينية، وهو مطلب يتمسك به السعوديون حتى الآن».