وصفت الصحف السعودية الصادرة، أمس، التطورات في العاصمة اليمنية صنعاء بـ«انتفاضة الشرفاء»، معتبرة أن تخلّي الرئيس علي عبدالله صالح، الذي تحوّل بين ليلة وضحاها من «الرئيس المخلوع» إلى «الرئيس السابق»؛ عن تحالفه مع «أنصار الله»، هو في الواقع «انتفاضة لشرفاء اليمن في وجه ميليشيات الفرس».
وتحت عنوان «صنعاء العرب تزأر»، قالت صحيفة «عكاظ»، إن «العاصمة اليمنية انتفضت على نطاق واسع ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية، وبدأت أول مشاهد الانتفاضة المسلحة بسيطرة قوات حزب المؤتمر الشعبي على مطار صنعاء، ومبان حكومية عدة كانت قد سقطت في يد الحوثيين بعيد انقلابهم على الشرعية». كذلك رأت في افتتاحيتها المعنونة: «صنعاء العروبة تنتفض» أن صنعاء «تقترب إلى العودة لعروبتها أكثر من أي وقت مضى... فسطوة الميليشيا الطائفية المدعومة من إيران إلى زوال»، مضيفة: «يعول التحالف العربي على أبناء المؤتمر الشرفاء وقياداته وأبناء الشعب اليمني الأصيل... وقد قال الشعب كلمته: لا حوثي بعد اليوم».
أما صحيفة «الرياض» فقد قالت تحت عنوان «انتفاضة الشرفاء»، إن «الشراكة في الانقلاب على الشرعية في اليمن لم تكن في الأساس سوى تقاطع لمصالح بعيدة تماماً عن المصلحة العليا للبلاد، ومن خلالها وضع الرئيس السابق أتباعه في خندق العميل الإيراني عبد الملك الحوثي، رغم الحروب الست التي خاضها ضد جماعته». واعتبرت أن صالح «أعلن الحرب رسمياً ضد جماعة الحوثي وبدأ في تطهير العديد من المواقع من الميليشيات الطائفية، داعياً رجال القبائل إلى التوحد والوقوف ضد مخطط صفوي».
وخلصت إلى إن «ميليشيات الإرهاب الحوثي لم تفلح في مواجهة انتفاضة اليمنيين الشرفاء ضد مشروعها الطائفي بالدعوات إلى الحوار والتهدئة، ومعها فشل الوساطات التي قادتها إيران وقطر اللتان يشكل استمرار الحرب في اليمن مصلحة عليا لهما».
ولم تختلف عناوين الصحف السعودية الأخرى، فاختارت جريدة «الجزيرة» لصفتحها الأولى عنوان «لا حوثي بعد اليوم»، وجريدة «المدينة» عنوان «صنعاء العرب تنتفض ضد ميليشيات الفرس». كذلك تحدثت صحيفة «اليوم» تحت عنوان «صنعاء العروبة تخلع عباءة الحوثي»، عن «وساطة قطرية لإنقاذ ميليشيا إيران»، قائلة إن «وساطة أمير قطر تميم بن حمد فشلت لإنهاء التوتر في صنعاء وإنقاذ ميليشيا الحوثي الإيرانية، التي قابلها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالرفض».
ولم يختلف المشهد على الصفحات الإخبارية السعودية الإلكترونية وحسابات المملكة على مواقع التواصل الاجتماعي. فعلى «تويتر»، استعاد وزير الثقافة والإعلام عواد العواد، التصريح الذي أدلى به ولي العهد محمد بن سلمان في لقاء سابق، حينما قال «علي عبدالله صالح لديه خلاف كبير جداً مع الحوثي، ونعرف أنه اليوم تحت سيطرة الحوثي... وبلا شك لو خرج (صالح) من صنعاء إلى أي منطقة أخرى سيكون موقفه مختلفاً تماماً عن موقفه اليوم». وغرّد العواد عبر حسابه، قائلاً: «هذا اليوم يؤكد اليمنيون في صنعاء مرددين: لا حوثي بعد اليوم، وأن صنعاء العروبة تنتصر».
وتغيّر خطاب المؤسسات الإعلامية السعودية والإماراتية إزاء علي عبدالله صالح وحزبه، فاستبدلت قنوات «العربية» و«الحدث» و«سكاي نيوز» و«الإخبارية» صفة «الرئيس اليمني المخلوع» بـ«الرئيس اليمني السابق» و«حزب صالح» بـ«حزب المؤتمر الشعبي».
من جهتها، تنافست الصفحات الإخبارية في نشر الأخبار «المتفائلة» والشائعات، فكتبت عن «تحول يؤذن بنهاية الحرب المندلعة منذ نحو 6 سنوات»، ووصفت الحوثي بـ«المنهار» و«الخائف». ونشرت المعلومات عن «ليلة قطع رؤوس الأفاعي» وأكّدت سقوط صنعاء في يد قوات «الرئيس السابق».