عقدت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة "نيكي هيلي" مؤتمرا صحفيا في البنتاغون يوم الخميس الماضي وكشفت في ذلك المؤتمر عن بعض بقايا قطع الاسلحة التي ادعت ان ايران قامت بإرسالها الى اليمن وذلك من اجل تلفيق التهم لإيران واتهامها بأنها خالفت وانتهكت الاتفاقات الدولية بما فيها قرار مجلس الامن رقم 2231 التي تمت الموافقة عليه في عام 2015 عندما عقدت مفاوضات الاتفاق النووي. وعلى الرغم من انه لم يمر الكثير الوقت على ادعاءات "هالي" تلك، الا ان العديد من مسئولى الدفاع الامريكيين صرحوا بأنهم يرفضون تلك الادعاءات التي وُجهت ضد ايران. ولقد صرح العديد من اولئك المسئولين في مقابلة اجروها مع صحيفة "نيويورك تايمز" بإنه لا يمكن تحديد وقت ارسال تلك الاسلحة إلى اليمن بدقة، مما يعني أنه حتى لو كانت إيران هي التي ارسلت تلك الأسلحة، فإنه من الممكن ان يكون وقت ارسال تلك الاسحلة يرجع إلى الفترة التي سبقت صدور قرارات منظمة الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل اعلن مسؤولو الدفاع الامريكيين، بانهم لم يتمكنوا من تحديد وقت اكتشاف حطام صاروخ "قاصف 1" الذي اطُلق على السعودية والذي صورته "نيكي هالى" وعرضته في مؤتمر صحفي لاثبات تدخل ايران في اليمن. وحول هذا السياق ايضا اعلن بعض المحللين، بمن فيهم "جيفري لويس" المحلل السياسي في معهد "ميدلاند" للدراسات الدولية في كاليفورنيا، بأن تلك الاسلحة التى عرضتها "هالى" في مؤتمرها الصحفي لا يمكن ان تحمل رؤوس نووية، وهذا الامر يعنى بأنهم لم يتنهكوا قرار مجلس الامن رقم 2231.
من جهته صرح المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة "فرحان حق" بعد مرور عدة ساعات على تلك الادعاءات التي وجهتها "هلي" ضد ايران، بأنه لا يوجد حتى الان اي دليل عن البلد الذي قام بصنع تلك الصواريخ التي اطُلقت من اليمن الى السعودية.
كما ان "داريل كيمبل" رئيس مجلس مراقبة الأسلحة الأمريكية رد على ادعاءات "نيكي هالي" التي وجهتها ضد إيران، وكتب على تويتر: "من الغباء أن يفكر البيت الأبيض، بأنه يستطيع كسب الدعم الدولي عن طريق التظاهر بأنه يقوم بالتحقيق حول الدور الذي تلعبه إيران في الصراعات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط وبأنه يستطيع الخروج من معاهدة الاتفاق النووي وفرض المزيد من العقوبات النووية.
كما أن الحكومة الفرنسية التي تعتبر احد الشركاء الرئيسيين لأمريكا، صرحت يوم امس بأنها لا توافق على هذا الادعاء الذي زعم بأن ايران ارسلت الكثير من المساعدات العسكرية إلى اليمن. وتجدر الاشارة هنا إلى انه في الوقت الذي زعمت فيه "هالي" في مؤتمرها الصحفي بأن الصاروخ الذي أطُلق من اليمن بإتجاه مطار الرياض، يمكن أن يُطلق ايضا على العواصم الأوروبية بما في ذلك باريس أو بروكسل، قال نائب وزير الخارجية الفرنسي في مقابلة اجراها أمس مع الصحفيين بأن فرنسا لا تتفق مع تلك الادعاءات التي اطلقتها الولايات المتحدة واكد بأن باريس تحتاج إلى مزيد من الوقت لتأيد هذه المزاعم.
وفي سياق متصل قال محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) "بويربيلار" في بيان مثير صرح به امس الجمعة، اذا كانت تلك الحجج التي صرحت بها "نيكي هالي" صحيحة، فان "ميخائيل كلاشنيكوف" يجب ان يُتهم في اي هجوم يحدث باستخدام اسلحة الكلاشنيكوف في العالم!
ان ردود الافعال هذه و الرافضة للادعاءات التي وجهتها "نيكي هالي" ضد إيران، تؤكد أن الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين في المنطقة وبالاخص السعودية والامارات اللتين قامتا بإعطاء بقايا هذه الاسلحة للولايات المتحدة لتقوم بعرضها، ما هو الا من أجل التغطية على جرائمهما في اليمن.
الجدير بالذكر هنا انه في الوقت الذي اتهمت فيه الولايات المتحدة والسعودية ايران بأنها تقوم بارسال الكثير من الاسلحة الى اليمن، قامت تلك الدولتين بالتوقيع على عدد كبير من صفقات الاسلحة خلال السنوات الاخيرة وتُظهر كل تلك الصواريخ والقنابل (بما فيها القنابل العنقودية المحظورة) التي تستهدف الشعب اليمني كل يوم، بأنها اسلحة امريكية الصنع.